13 آب 2023
الياس فاخوري
“وكالة الدفاع السيكولوجي” هي جزء من وزارة الدفاع السويديّة نشطت ضد الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة لتعاود ممارسة نشاطها التضليلي وتزييف المعلومات خلال حرب الأطلسي ضد روسيا في أوكرانيا ولمتابعة قصص حرق القراَن الكريم وتزوير السرديات المتعلقة بذلك.
اما “مجموعة لينكولن” و”سوروس” فتستخدم الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام العربية لبث سمومها حول حروب امريكا والناتو وإسرائيل في العراق وافغانستان وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وليبيا و، و .. الى جانب أوكرانيا! انهم ما فتئوا يزينون ويرددون مقولة “المسكينة غولدا مائير” أنّ العرب هم من أجبرها على قتل أطفال فلسطين، وما اسرائيل الا مدينة افلاطون الفاضلة آلتي تفيض سلاماً وديموقراطية رغم وجودها في بيئة عربية إسلامية قذرة ومريعة .. هل سقط سهواً ان اسرائيل هي الكيان الذي يحتل فيه الجنرالات وخريجوا المنظمات الصهيونية الارهابية، وعلى امتداد تاريخه (نحو ثلاثة أرباع القرن)، مواقع القيادة في هيكلية السلطة – من رؤساء دولة الى رؤساء حكومات، ووزراء، ونواب!؟ كما اسقطوا سهواً أيضاً ان الحركة الصهيونيّة هي مصدر إرهاب “داعش” و”القاعدة”، وهم مبتكروا السيّارات المفخّخة والبراميل والطرود المتفجّرة وهم اول من رمي القنابل في الأسواق!
انهم ينفخون في نار الفتنة على درب الجلجلة .. يريدون تعليق سوريا ولبنان على خشبة: تتعثّر مع ايران (بين اي دولة وإيران) فتتدهور في لبنان وسوريا .. وتاتي سرديات شاحنة “كوع الكحالة” لتعيد الى الاذهان حافلة “عين الرمانة” عام 1975، وتُذكّرنا بأوامر قائد الجيش ميشال سليمان، خلال حرب تموز 2006، بتوقيف شاحنات تنقل صواريخ في منطقة ضهر البيدر رضوخاً لطلب أميركي .. وهنا لا بد من استدعاء مجزرة الطيونة وحوادث شويا وخلدة ومعركة مخيم عين الحلوة وبياناتٍ السفارات المنسقة والصادمة، وجريمةٍ مشبوهة في عين ابل .. كل ذلك على وقع تحريض سياسي ضمن حملة إعلامية مأجورة ومكثفة تجتر مقولات وتحليلات الاعلام الصهيوني الليبرالي الغربي فيما الدم على الارض، والمسؤولية ضائعة تائهة، يتقاذفها اللاعبون .. ولإراحة الداخل الاسرائيلي ومساعدة العدو على تصدير أزماته الداخلية، تراهم يفتعلون الأزمات ويجيِّشون اْبواق الفتنة ضد المقاومة وسلاحها بالتشابك المصلحي مع الاغتباط الأميركي “ببعث” الدواعش وعودتهم الى المسرح من جديد تهجيراً لمسيحيي المشرق وتوطيناً للضيوف السوريين والفلسطينيين!
قالتها “ديانا فاخوري” مرارآ: “كما العرب المسيحيون كذلك العروبة! يرى البعض في غياب المسيحيين العرب عن المشهد العربي غيابآ لفكرة الدولة العصرية والتنوع الثقافي والتعددية والديمقراطية .. أما أنا فما زلت أكرر أن غياب العرب المسيحيين عن المشهد العربي يعني غياب المشهد العربي برمته .. فلا تفرغوا الشرق من مسيحييه، وبالتالي من عروبته، تبريرآ ليهودية الدولة!”
دعونا نصنع لهم إسلاماً يناسبنا:
لن نقول ان جون فوستر دالاس منفردا هو من اخترع ذلك النوع الاعمى من الاسلام بحجة درء الشيوعية .. هذا النوع من الاسلام يفارق عبقرية النص وتفاعليتة .. هذا النوع من الاسلام ان هو الا نتاج ذلك التواطؤ الهائل بين العديد من رجال السياسة والعديد من رجال الدين لتدخل “داعش” في كل واحد منا فندخل نحن في التأويل التلمودي للنص وللتاريخ، ونتيه خارج ديناميكية الزمن .. الم يلطخ البائع الجوال فرنسوا هولاند مثلا بالتواطؤ مع السلطان التائه ميكيافيلياً رجب طيب اردوغان ايديهما بالدم السوري لاغراض جيوبوليتيكية وبحثا عن الصفقات داخل طوفان الجثث الذي يجتاح كل الحدود ويحطم كل الاسوار، وكل ما هو خلاق وعبقري في المنطقة!
التحريض المذهبي صنعتهم, وخلق الفتنة منهجهم، وتزييف الوعي صناعتهم . وتتجلى اليوم قدراتهم هذه في التحريض على صراع داخل المنطقة استنفارا لشتى الانتمائات الديموغرافية والاثنية وإلدينية والمذهبية والثقافية والفكرية الأمر الذي يستدعي مرحلة من الفوضى السياسية تعهد واشنطن لاسرائيل بادارتها توطئة لاحياء لصفقة القرن – وسيلة اسرائيل الى “الوطن البديل”، وربما “الوطن الكبير”!
لنقرأ من سورة “البقرة -191”: “وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ” .. دعوها نائمة وتجنبوا “لعنة الله”!
اما “ديانا”، فاليها يمشي الزمان والسنابل الخضراء وشقائق النعمان لتهزم الموت روحا نقيّا كالسَّنا .. فيا هادي الثقلين، هل من يُبَشِّرُهم ب”الصف – 13” لنقرأ – كما فعلت ديانا – باسمك: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”!
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
كاتب عربي أردني