15 اب 2023
د. أنور العقرباوي
استوقفتنا بالأمس كلمة رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم، السيد عبد الباري عطوان التي يطرح فيها التساؤل الجريء والمشروع، عن السر وراء سياسة ضبط النفس التي تمارسها القيادة السورية، ومن خلفها محور المقاومة، وهو السؤال الذي لا شك يراود فكر، كل غيور على مصلحة وطنه وسيادته وإستقلاله، من شرق الفرات في سورية وحتى نيامي في غرب أفريقيا!
وحتى نكون منصفين لتاريخ سورية، فلا بد ولو بعجالة إستعراض محطات من مسيرتها النضالية، التي تراوحت بين الإنتكاسات أحيانا، كما حصل منذ المواجهة الأولى مع المستعمر الفرنسي عام 1920, الذي استطاع من خلالها توطيد إنتدابه على لبنان وسورية، مرورا بالنكسة المريرة في مواجهة العدو الصهيوني عام 1967, قبل أن تثأر لشرفها وكرامتها وأمتها العربية معها عام 1973, وحتى حاضر اليوم الذي استطاعت فيه من هزيمة المؤامرة، التي استهدفتها كيانا وهوية وإنتماءا، وعلى الرغم من كل ما لحق بها من تدمير البنى التحتية والإقتصادية، وإزهاق الأرواح المدنية البريئة، ناهيك عن الذين تشردوا في كل أصقاع الأرض، على أيدي قربى الدار قبل الغرباء، وعلى الرغم من كل ما حصل ولا يزال، بقيت سورية وسوف تبقى وبكلمة واحدة التي تستحقها وعلى صمودها تشرفها، التي تختصر كل المشاريع التي تستهدفها، والحصار الذي من كل جانب يلفها، وبكل المعاني على سموها، مخلصة خالصة لأمتها وتاريخها…عربية…عربية!
بالتأكيد أن ما سبق أعلاه، لا يمكن له أن يجيب مباشرة على التساؤل المشروع، حيال سياسة ضبط النفس، ولا يمكن له أن يشفع لها ومحور المقاومة معها، في عدم مواجهة القرصنة والإحتلال اللاشرعي، إلا أن يكون الأمل الذي يراودنا ويشفي الغليل، قد بدأت ملامحه التي تبشر في هزيمة العدو، مع توارد الأنباء في الإستهداف المتزايد لقواعده، والذي ينقلنا في النهاية إلى التساؤل تاليه، الذي لا يقل أهمية عن السؤال عاليه، من وجهة نظرنا المتواضعة….
ماذا عن اليوم التالي، الذي سيكون عليه مستقبل أوطاننا، حين تفترش الخرائط الطاولات، في إنتظار من يملأ الفراغات، بعد أن تهدأ نيران المدافع الروسية والأطلسية والمسيرات، ويبدأ حينها تقاسم المنافع وتوزيع الغنائم، ومراجعة وتعديل المعادلات، مالم نحسن ضبط الوقت الذي يحي في النفس، حتمية هزيمة قراصنة العصر، وهو ما تلوح بشائره، حتى نمنى بالقرص الذي نستحقه يوم العرس؟!
فلسطيني واشنطن