22 أغسطس 2023
ناهـض زقـوت
إن ما يحدث اليوم من فتنة لشباب الأمة الإسلامية هو حالة مرضية مزمنة تمتد جذورها إلى أحداث مختلفة في عصر الخلافة الراشدة الأولى، تواصلت مخترقة كل تاريخ الدويلات الإسلامية، فلم تكن دولة أو اختلاف قد خلت من الفتن ومن تشوية لصورة الإسلام تحت مسميات شتى، وتكفير العلماء والمفكرين المخالفين لأفكار مروجي الفتن، تلك الفتن التي ذهب ضحيتها خلفاء وعلماء ومفكرين وأناس أبرياء على أيدي أناس رفعوا راية الإسلام.
لقد شهدت تلك الأحداث الفتن التي قتلت عن فادحة حكمت بين دفات كتب التاريخ المنتصف وما يجب المسلمون يسدون فاتورتها حتى اليوم، كما شاركت في تحويل مسار التاريخ الإسلامي، إذ مارست مرة أخرى في انشغال المسلمين لأول مرة عن الفتوحات بقتال المجموعة، وهذا ما يحدث اليوم من المعرفة التي تدعي الاسلام ولم تقتل غير المسلمين، فالقاتل يقول “الله أكبر” والمقتول يقول “الله أكبر”، وفي خضم انشغال هذا ينشأ في قتل بعض وتكفير بعضها، كان العدو المتربص بالأمة ينهب ثرواتها وخيراتها، ليتوصل إلى نجاح هوس شهوة السلطة ورفع شعار “قتال المعاناة” قريبا أولا من معركة المعركة البعيدة”.
منذ أن كتب طه حسين كتابه “الفتنة الكبرى” الذي سلط فيه الضوء على مجريات فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان وخليفة علي بن أبي طالب، والتداعيات التي جربها بعد ذلك، وما ألحقته هذه الفتنة بالأمة الإسلامية من خراب وودمار. تتناول كل الكتابات بعده تناقش أبرز أشكال الفتن التي مرت في التاريخ الإسلامي، وما أحدثته من تحولات في النظام البوتيكي الإسلامي، دون التخصيص في الأم الاجتماعية لما جنته هذه الفتن من ويلات على الخزف، وما أحدثته من انقسامات وشروخات في جسد الإسلامية والعربية، إلى سنة وشيعة، وللسنة تحديد تنظيمات، ولشيعة وتحديدات، وما دامت الصراعات المختلفة قائمة إلى اليوم، ودفع ثمنها شباب الأمة الاسلامية.
هذه الحالة من الغبار والقهر ولايقين التي قطاع كبير من شباب البوليستر هي الكاتب المصري نزار السيسي لكي يتصدى بكل قوة وإدراك وثقافة واطلاع، ويكتب كتابه (الفتنة) و عن مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع بغزة عام 2023، وقد سبق أن نشرت كتابين اثنين: (الضحية) عام 2019، و(الفخ) عام 2020 عن نفس دار النشر.
يجسد هذا الكتاب الفكري – القصة، والذي جاء في 310 صفحات من القطع الثقيل، مرحلة من أخطر المراحل التي مرت في التاريخ الاسلامي، حالة دينية غير طبيعية، وما زالت الأمة وشبابها تعاني من ويلاتها وعيشها الصدمة، وهي مرحلة الفتن في ديار الاسلام وأسبابها ودوافعها، فثمة من نهائيا نموذجا وسار على هديها في الوقت الحاضر، ويجمع الباحث في كتابة بين جذور الفتن وامتداداتها منذ عصر الخلافة الراشدة وصولا إلى فتنة السيطرة على داعش وأشباهها. وبين ثنايا السرد يربط هذه الفتن بما يحدث للأمة الإسلامية والعربية من فتن ومعارك الزائفة تتخذ من ستاراً، تستغل به الدين الفؤوس من الشباب غير المتعلمين.
وقد سجل على غلاف الكتاب تجنيس أصبحت رواية، ولكن الكتاب ليس رواية بالمفهوم الفني للرواية، إنما هو حكايات يرويها الكاتب لأحفاده مستمدة من التاريخ العربي الإسلامي، ومن كتب التاريخ موثوقة ومعتمدة كتاريخ ابن كثير، والكامل للمبرد، والمديني، كما يستند كثيرًا على الآيات القرآنية والأحاديث النبوة لي تؤكد تسجيل هؤلاء الذين أشاعوا فتنة، وفي كشف خطر الفتنة على المجتمع، وعقاب الذين يشجعون الفتنة بين الناس. ويسعى من خلال هذا السرد الحكائي التاريخي إلى ربط الماضي بالحاضر بهدف تنبيه الأمة وشبابها إلى الحاج الدقيقة بها، وأن هؤلاء المبدعين الذين يسمون الاسلام ما إلا تلبس شيطان في ثياب إيمان.
جاء الكتاب الكبير عن تسع فتن قديمة وحديثة، يشير الكاتب في الفهرس أنها عشر حكايات عن الفتن، ولكن الفتنة الثامنة غير موجودة، هل حذفها الكاتب أم ثمة خطأ في رواية كتابة الفتن.
كانت بدايتها فتنة مسيلمة الكذاب وردة المسلمين، فلم يكد يمضي على وفاة رسولنا الكريم فترة قصيرة، ولم يكد الصحابة يفيقوا من هول الصدمة، حتى أحاطت بالمسلمين المصائب وفتن، فدت ردة المقاومة عن دينهم، وفتنة مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة بناءا على ذلك إلى كذبة روجها على لسان. “رسول الله يشركه في النبوة من بعده”، فخدع قومه وحرفهم عن دين الله، وصنع لهم قرآناً، وكل هدفه فيما فعل هو الوصول إلى السلطة والجاه، فاتخذ من السيطرة على الرسالة المحمدية طريقاً لفتحة الفتنة، وقرر لأتباعه أنه صاحب حق ورسالة، الضباط الخداع الطف حوله عدد من الأتباع، حتى وصل الأمر إلى سجاح وهي الأخرى مدعية نبوة لأحبائه، بل والزواج منه، ولكن بعد مقتله ثورة وعودة إلى الدين الاسلامي وقد أدركت الحق وعرفت كذب مسيلمة.
وما شبهه الليلة بالبارحة حسب رؤية الباحث، ففتنة الماضي لا تقل اجراماً عن فتنة التقدم، فالرؤية واحدة والهدف واحد هو السلطة والجاه، فشق مسيلمة عصا الطاعة الجيدة، كما تشق التصميم التي ترفع شعار الاسلام عصا الطاعة على الدولة بوضوح يرفضها في السلطة والجاه، لهذا كانت معركة اليمامة واجبة وضرورية فقط على الفتنة حسب رأي الاختيار لأن القضاء على الفتنة لفترة طويلة هيبتها، كما أدى حذف مسيلمة باستمرار الاسلام عنفوانها وقوتها في عهد خلافة أبو بكر الصديق، وردمان إلى دينهم القويم.
ولأنها على فتنة بن الأشعث تلك الفتنة التي غادرت عهد الدولة الأموية، وكان السبب وراءها كما تذكر الباحث “هو الكراهية والحسد والكراهية بين الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق والمشرق المعين من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان، وقاد من قادته وهو عبد الرحمن بن” محمد بن الأشعث”. ولتعلم عدد من الأحاديث والآيات التي لا تجيز أحد على الحاكم حتى وإن اختلف معه. هذه الفتنة تؤدي إلى صراع دموي راح ضحيته أكثر من ربع مليون مسلم قتل فيها وسكت الدماء المعصومة، وذل فيها العلماء والقراء، يقرأون الأمة للانهيار والخطر الدهم، خاصة أن بعض العلماء الأمة تحالفوا مع ابن الأشعث لكرههم للحجاج، فعمتهم الفتنة فلم يبصروا حقيقةتها، وصمتهم الشعارات الزائفة ضد التردد الظلم عن المظلومين.
وقد وصل الأمر بابن الأشعث أن خلع الحجاج وخليفته، والناس بعته دون أن يجبر عواقبها، إنما كرههم لسياسة الحجاج هي التي دفعتهم، كما قام العلماء بتبرير هذا الخروج على الخليفة. في هذا الوقت كان المعاناة التركية يتربص ببلاد المسلمين، فترك ابن الأشعث قتال الترك وقاتل الحجاج وجيش الخليفة، وعندما هزم التجيدةأ إلى ملك الترك العدوه لكي يتابعه الناس وأتباعه للموت. كما يرسم الكاتب صورة للمنافقين الذين يتلونون مع كل اتجاه، وهذا العام العام للحكم الشعبي الثقة، قد أصبح إماما للمنافق الذي يستخدم الدين لمآرب غير التي يحكمها الاسلام.
إن العبرة التي نستمدها من فتنة ابن الأشعث ترتيبات مع ما يحدث اليوم، فالذين تحرروا على الدولة السورية باسم الدين، وهم أنفسهم يضطرون إلى اللجوء إلى أسيادهم في منظمة التعاون لمراجعتهم ويحميهم.
ويتحدث الكتاب عن فتنة الخوارج، هذه الفتنة التي تعد من أخطر الفتن التي مرت بها الأمة الإسلامية، وما زالت تعيش تأثيراتها ونتائجها، وقد كانت سبباً في انقسام الأمة إلى سنة وشيعة، مما أدخل الأمة وشبابها في متاهات فكرية وافقتهية كبيرة جلبت الويلات على الشعوب العربية والاسلامية ، وباسم الدين ووراية اغتيال خليفة المسلمين علي بن أبي طالب على يد الخوارجي عبد الله بن ملجم، وعشرات الصحابة والتابعين.
خذ هذه الفتنة مساحة كبيرة في الكتاب لأهميتها وخطرها، حيث يقدم الباحث تعريفاً بهم وسبب تسميتهم، ويذكر أحاديث الرسول التي تحذر من الخوارج ووجوب قتالهم. فالخوارج هم فرقة مارقة من الدين وجماعة متطرفة مبتدعة، قال فيهم رسولنا الكريم “عن يسير بن عمرو قال: استفسر سهل بن حنيف: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتذكر الخوارج؟، فقال: سمعته بيده نحو المشرق، قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق الممرات من الرميية”. كما يتحدث عن صفاتهم ويذكر أحاديث النبي عن صفاتهم، فهم: أحداث القصة، سفهاء الأحلام، تقول من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يخرجون من شعر الدين كما يخرج حلمات من الرمية، فيهم ضعفاً في فقه دين الله، يجتهدون في العبادات، شر الخلق والخليقة، سيماهم التحليق أي حلق واستئصاله، وينتهيون أهله. الإيمان ويدعون أهل الأوثان، يتقدمون في الدين حتى يخرجوا منه، يعجبون الناس ويتعجبون بأنفسهم، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، يجتهدون في أصحاب العمل، الأجر العظيم لمن يقتلهم أو يقتلوه، يخرجون القول فيسويون الفعل، وتشهد كلاب النار. تلك هي المعالجة التي ذكرها الباحث لهم مستنداً إلى أحاديث رسول الله عنهم. ونتيجة لذلك لا تعددت العديد من الصفات اليوم التي تتلبس الاسم زوراً وبهتاناً.
ونؤكد أن الخوارج هم أول من أطلق وسمة الكفر على المسلمين، وحاربوهم على قاعدة الإيمان والكفر، وتلاعبوا في نصوص القرآن لتتوافق مع أهوائهم ورؤاهم ضد مخالفة الشريعة الإسلامية. ويربط الباحث بين خوارج الماضي وخوارج العصر الحديث، فهم صنوان لجماعة مارقة استباحت دماء فلسطين وكفرتهم، وحرفت النصوص الدينية لكي توافق مآربها وأهدافها، وشهوة السلطة هي هدفهم الرئيسي.
الخوارج استباحوا دماء المسلمين عن علم ودراية، وليس عن جهل وعدم إيمان، وهذا عباس ابن لما ذهب لمناظرتهم حول صراعهم مع علي بن أبي طالب، وجدهم كما ينقل إلى عازف: “فدخلت على قوم لم أر قوماً وما اجتهدوا منهم، أيديهم يرونها ثفن الإبل، وجوههم معلمة استهداف السجود”. وأعلنهم في الدين، ودعا استباحوا نوماء الليلوا صاحب رسول الله عبد الله بن حباب وبقروا بطن أمرأته المتقدم دون أن يرف لهم جفن.
ويتناول الكتاب شخصية عبد الله بن ملجم قاتل الخليفة علي بن أبي طالب، من حيث صفاته وإيمانه، ولا يمكن للعقل أن يتصور أن قاتل خليفة المقاوم هو رجل زاهد عابد ورع حافظ للقرآن وحفظه. وقد قتل الخليفة وهو يرد “ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد”. ورعاه وإيمانه فقد عاش بسوء الخاتمة وذلك لأن لانجراره خلف أفكار الخوارج التي أفسدت شباب الأمة، وتوقيعه على قتل أحد المبشرين بالجنة، لأنه في نظره كفر لم يلتزم بفكر جماعة.
وما الماضي إلا صورة الحديث، فشخصية ابن ملجم تكررت في التاريخ الاسلامي، وشاهد اليوم أمثاله من شباب المقاومة من يدعون التقرب إلى الله بقتل الأبرياء من المقاومين تشنجين، حتى وصل بهم الأمر إلى تفجير أنفسهم بالمصلين في المساجد، وبث الخوف والرعب منهاجاً في سبيل المثال. ، وينطبق عليهم قول رسول الله: “سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق من الممرات الرمية”.
يحاول الكاتب في كتابة أن يبرز امتدادات فكر الخوارج وتأثر شباب البوليستر بهذا الفكر، في الانتقال بالقارئ إلى فتن العصر الحديث، ويذكر فتنة جماعة التكفير والهجرة الذي حمل لواها شكري مصطفى في سبعينات القرن العشرين بمصر.
إن التعصب والانصار الدفاع نحو الابتعاد عن المجتمع يرجع إلى التباين الاجتماعي الاجتماعي، وهذا ما حدث مع شكري مصطفى، وقد تميز الباحث سيرة حياته والعقد النفسي والأسري التي عانى منها، فجعلت منه شخصية مهزوزة حاقدة على المجتمع، بشكل فكري وديني، فاتبع نهج تشكيلها، فجاءت فرصة السجن الدائم للاخوان في عقليه وتشكيله وزرع أفكار لم يقلها الاسلام، ولكنها وافقت مع الظروف التي يعيشها شكري مصطفى، فعقدة النقص والدونية التي كان يشعر بهما، شكلا لديه هاجس الزعامة، فتوافق على تكفير الدولة معًا والخروج معهم والهجرة عنهم لتكوين مجتمع الإيمان ، ونشر أفكاره بين أتباعه التي قصيدة يأسه من الحياة والناس والمجتمع.
وعندما سفه الامام الشيخ محمد حسين أفكاره الذهبية بالأدلة الشرعية، مما حضر إلى تفككه وخروج الكثير من أتباعه، فأصيب بحالة من الجنون، وأفتى بقتل كل من ينشق عنه، وبعد تخطيطه لقتله، فلقي القبض عليه الذهبي وإعدامه. ولكن فكرة تكفير والهجرة أصبحت رؤية فكرية تنظيمية إلزامية من الناس، ما يمكن أن يسيرون بها رغم ضلالها ومروقها من الدين.
في الوقت الذي شهدوا فيه أعضاء مشاركين لا ينتمون إلى وعي ديني بقدر ما يكفي إلى العلاج النفسي، فهم مرضى ويحملون عقد اجتماعية التعاون بالبيئة ومنشئي الأسر، ثم دمجهم في الحلقات الدينية لبناء ماضيهم الأسري، فيتم زرع الأفكار التي تتفق مع أهوائهم تجاه المجتمع.
ويواصل مع فتنة جهيمان العتيبي قائد العمليات على الحرم المكي عام 1979. يمهد الباحث للحديث عن هذه الشخصية الغربية تاريخ الدولة السعودية والفكر الوهابي وأثر هذا الفكر على الرؤى الشرعية الدينية السعودية، والتحالف بين آل سعود والاخوان المسلمين، والدور البريطاني في دعم الدولة السعودية وجماعة الاخوان، واستقوا الاخوان المسلمين على مختلف الدولة السعودية والتدخل في شؤون الدولة يسعىوا ليكون لهم نصيب من الحكم والهيمنة، وعندما يستحل أمرهم حاربهم بن سعود وقضى على شرهم، واستقر له الحكم.وبقيت الثوار القديمة متغلغلة في نفوس أبناء الذين قتلوا ابن سعود من القبائل، هناك، في البداية رجال اقتحام التلفزيون السعودي سنة 1965 على يد خالد بن مساعد أحد أفراد الأسرة الحاكمة حيث كان يرى كما يقول الباحث في التلفزيون خطراً على الأمة، ومحاولة القبض عليه قتل، فقام أخوه فيصل بن مساعد بالانتقام له بدعم من الأمريكان وذلك بقتل الملك فيصل، وقد تلاقت المصالح على قاعدة الثأر، أمريكا هناك لقتله لأنه منعهم من البوليسية في حرب أكتوبر 1973، فاستغلوا حمية الانتقام لديهم فيصل لقتل عمه.
يروي الباحث سيرة حياة جهيمان العتيبي، والدوافع التي كونت شخصية، والأسباب التي عليها لاقتحام الحرم المكي، يقول الباحث: كان محمد (والد جهيمان) يجتمع مع أولاده ويقص عليهم قصته مع الاخوان (المسلمين)، وحصل معهم ومع آل سعود، ويبث في حديثه الكراهية والكراهية وعدم الاعتراف بآل سعود وحقد عليهم، وتمنى زوال ملكهم لأنه في نظره خونة تأمروا بالانجليز والامريكان ضد ضحايا الليل».
لان جهيمان بالحرس السعودي يسعى للحصول على أسرار الجيش السعودي، لتختار منها أداة لهدفه والثأر لجماعته وعشيرته، لأنه يعمل بالجامعة لدراسة الشريعة الإسلامية، وفي الجامعة تعرف على طلاب من مختلف الجنسيات، فتتاح لها الفرصة لبث أفكاره ونشرها بين الطلاب. كان جهيمان يرى في التطور ومظاهر التقدم لدى الدولة منكراً وحراماً وفساداً، وكفراً بواحياً يجب ازالته. نيكولاي يشكل جهيمان مع أعضاء الجماعة السلفية المحتسبة، كما يقول الباحث، وتعني مكونسبون وليسوا موظفين براتب في الدولة، ويدعم ينشر دعوته، ويستغل موسم الحج لتكوين تحالفات مع تأسيس التكفيرية الجماعية في الجماعات العربية الأخرى، أكمل الجماعة ويتوسعت، وأصبح لها أفكار في الدول المجاورة خاصة الكويت.
بدأ جهيمان في ممارسة العنف والاعتداء على مرافقة الدولة والمحال، ودخل في نقاش وجدل مع الشيخ عبد العزيز بن باز، ويطرح الباحثات والمناظرات حول المنكر بالاستناد إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ولكن جهيمان لم يتراجع عن أفكاره التي شاركت فيها معًا، حتى أصبح مهوساً بفكرة المهدي المنتظر تلك الفكرة الإرهابية التي حاولت أن يلبسها إلى محمد بن عبد الله القحطاني مقنع ويتبعه. يناقش الباحثين الأفكار التي وردت حول المهدي المنتظر في الأحاديث وكلام العلماء المعاصرين، والعلامات التي تسبق ظهور المهدي. وقد حاول القحطاني أن يرده عن هذه الفكرة، ويبين له خطورة طرحها على الأمة، فيقول: “وأنت تعلم من التاريخ والسيرة أن العشرات من الناس خرجوا وادعوا المهدية، فتنة في البلاد نتيجة الويلات على المسلمين، وفي النهاية ماتوا وانتهت فتنتهم بعد أن غرقت” في قتل وراقة الدماء”. يبحثون عن نماذج مختارة من ادعوا المهدية ومصيرهم.
أخذ جهيمان بجمع الأسلحة ويخطط مع أتباعه لإسقاط الدولة واعلان المهدي المسيطر حاكماً، يقول الباحث: “قام جهيمان بالتخطيط لإسقاط الدولة بناء على ثأره القديم من آل سعود، واعتقاده في القحطاني أنه المهدي المنتظر، ويرتب الأعمال كما هو مطلوب في كتب الملاحم والفتن وينزلها على واقعه متأولاً” “الأحاديث النبوية وتجاهلها حقيقة أنها لم تعد زمانها”.
وقد اتبع ذلك جهيمان سيرة القرامطة، واقتحم نحو 200 شخص وعلى رأسهم جهيمان الحرم المكي عند صلاة الفجر تحت مياه الوضوء تقطر من أطرافهم ومن لهاهم، وتلاحظ النعوش للصلاة على أصحابها، ولكن لم يكن فيها أموات بل أسلحة وذخيرة، وبعد الصلاة بدأ غير مباشرة على الحرم بالقانون الحراسة، وأغلقت الأبواب وتحصنوا بداخله. ارتبكت مخطط الدولة من هذا المشهد الذي تصوره انقلاب على الدولة، واختلفت الآراء حول كيفية مواجهتهم، وضربت مدافعي الدبابات والرشاشات الحرم، ويفصل الكاتب تفاصيل الحرب والدماء التي دامت على ستار الكعبة، ومقتل القحطاني، وطال أمد الانتظار، واستكملت السعودية من فرنسا اشتراك التنسيق بشيك مالي افتتح، وتمكن الفريق الفرنسي من اقتحام الحرم بعد ضربه بالطائرات، وقنابل الغاز، فقتلوا سجلاً كبيراً من المقتحمين، واستسلم جهيمان المبدعين للمحاكمة وعدم العدالة.
وكما كما لكل فعل اجرامي دموي قررت ابتكار تفسير اسلامي لهذا التفسير، فقد بر جهيمان كما يقول الكاتب، هجومه على الكعبة وجميع نصرة للمهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض مباشرة وعدلاً، بعد أن برلينت جوراً وظلماً، والدعوة إلى بايعة القحطاني للمسلمين خليفة وإماماً لهم”. لا خلافة أقامت، ولا دماء أبقى، ولا دين نصر، بل سفك دماء وانتهاك الحرمات.
واعتبر جهيمان بالمهدية والخلافة الراشدة، وفشل في تحقيق نزواته في الحكم وأفضل، وفازت بفكرة الخلاص لأصحاب الدنيا ومن الحقيقة ومن خصومه، فقد كان جهيمان غير مصلح مع نفسه ولا مع مجتمعه، ويعتقد أنه قادر على هزيمة الدولة بجيشها وتمكنها. باستثناء اتمامه إلا أن أفكاره لم تعدم يقول البحث: “ظلت كتاباته ورسائله المتنوعة وما إلى يومنا هذا مرجعاً للجهاديين وحركيين، فتأثير جهيمان العتيبي لم يكن بحادثة الحرم المكي، ولم يكن بفكرة المهدية أو الاحتساب، الأمر المشترك بشكل مشترك بفكرة الحاكمة والخلافة والبيعة”. الإمارة والطاعة”. تلك الأفكار هي اليوم مرجعية لكل التنظيمات والجماعات الإسلامية دون استثناء، وتنطلق من تكفير الحاكمة والمجتمع، وجوب الخروج عليهم.
انت مصر فترة طويلة من الفتن والقتل باسم أدين يميل من تدعي الاسلام وتسعى نحو إسقاط الدولة واستلام الحكم، ومن هؤلاء أعضاء ما اصطلح على تسمية جماعة الشوقيين التي ظهرت في ثمانينات القرن العشرين، على يد شخص تلبسه الشيطان يدعى شوقي الشيخ. كان عضواً في الجماعة الإسلامية حيث كانت كل الفرق التي اسندت باسمها من عنف ليل ورهاب للآمنين، وتم تأليهه في بداية الثمانينات، وفي السجن تعرف على أفكار مجموعة الحركة والتبين، والتقى بتشكيلية متطرفة وتأثر بأفكارهم، وبعد خروجه كون جماعة مستقلة، تطرفاً من كل المبدعين التي تعتمد على كتب ابن تيمية والحاكمية واللولاء والبراء، والتف حوله الاتباع، تبني نفسه والياً على قرية كحك في الفيوم قويم، يقول الباحث: فرض سطوته بالقوة على الأهالي وهدد الأغنياء منهم، توقف اقامة سرادق العزاء للميت ومن سيخالف سيحرق السرادق بالنار، وفعلاً قام بحذفه وأضرم النار أكثر من مرة في سرادق والناس يجلسه.
هذه البطولة لم تعجب الجماعة الإسلامية، فاحتدم الكتلة بينهم، حتى أفتى شوقي بقتل عمر عبد الرحمن قائد الجماعة الإسلامية قائلا لاتباعه: “من يأتيني برأس عمر عبد الرحمن ولها الجنة”. كما وزعت فتاويه التي لا تستقيم مع الدين، وقسم الناس إلى كافر مسالم كافر محارب، والجميع يستوي في كفر ما عدات فريقهم. ويدعو كل شيء إلى التوقيع تحت أيدي مشاهير الأهالي، وابتزاز الأغنياء وتجار الذهب من المسيحيين، ويتدخل في كل أمور قريته وناسها، مما يمنح الأهالي يضجون من براءاته التي تقتطع من أرزاقهم جماعته الذين يعيشون في رغد المجتمع، وييثون في المجتمع فساداً واستغلالاً.
لقد أسقط شوقي وأتباعه هيبة الدولة بتصرفاتهم خارجة عن القانون، فتحركت قوى لإقناع الأمن شوقي وأتباعه، لإثبات هيبة الدولة لدى الأهالي، وللمحافظة على أرواحهم وما يملكونهم، وواجهته قوة السلاح حتى مات منه بعض أتباعه، واعتقلوا الآخرين. ولكن فكره تواصل من خلال أحد أتباعه واسمه حلمي هاشم أو كما سمي بنفسه شاكر نعمة الله، الذي عمل على ترسيخ فكر الشوقيين فقد بدأ النشرات والكتيبات، والتي أصبحت منهجاً لدى الدواعش.
وفي الفتنة السابعة فتنة الجماعة الإسلامية التي تكونت ملامحها في السبعينات، من طلاب كلية الطب بمصر، وانتشرت متبنية فكر أبو الأعلى المودودي في الهند وباكستان، وتحق بها الأتباع من تعلم الآخرين الذين خرجوا من السجن. وبعد حرب أكتوبر ومعاهدة السلام، انقسمت أفكار الجماعة بين مؤيدين لسياسة الدولة ومها، وكان المعارضون بقوة صوتاً وقوة، انتقلوا إلى القمة وكونوا جماعة صنعوا الاسموا الشيخ عمر عبد الرحمن أميراً عليهم، وقاموا بعمل في التحرير والأمر بالمعروف، حتى قابلوا محمد عبد السلام فرج أحد أعضاء مجموعة الجهاد ومؤلف كتاب فريضة الغائبة، بخلاف التباينات العلمية بينهم، باسم توحدوا في سنة 1981 حول هدف قتل رئيس الدولة (السادات)، في محاولة لاستيلاء على الحكم، وخلقوا مخططهم يومات رسمية السادس من أكتوبر، وتمكنوا من فوضى كبيرة في نصف مصر ، إلى أن منهم قوى القانون بالقضاء عليهم و خلعهم. يقول الكاتب:
ويصل الكاتب في حكايات الفتن التي تعودت على الأمة العربية والاسلامية بالويلات والنكبات إلى الحديث عن فتنة الكلية في افغانستان. تناول الكاتب نشأة التنظيم الجماعي لأمريكا في مساعدة المجاهدين العرب في الوصول إلى كابول المشاركة في محاربة الاتحاد السوفيتي، فتحول مكتب الخدمات الذي اسسه عبد الله عزام في افغانستان لاستضافة المجاهدين إلى معسكر تدريب وقاعدة المجاهدين، وارسالهم إلى جبهات القتال، وتعاونت امريكا وبعض البلدان العربية الأخرى ، بالإضافة إلى تبرعات أسامة بن لادن بعض الأغنياء العرب، فتكون تنظيمًا قويًا للوحدات الرأسمالية الناشئة، بعد مقتل عبد الله عزام تولى أسامة بن لادن لإدارة التنظيم.
وبعد خروج قوات غزوة من افغانستان كما يقول الكاتب انقلب سحر على الساحر، بعد أن ظنت أمريكا أن حليفها القاعدة سوف تنشئ لها الناشئة أفغانستان، ولكنها وجدت المدعين لها في أفغانستان، بل عدوها في كل المنطقة العربية، مما يمول الشباب العربي المسلم يتجه نحو القاعدة العدو الأمريكي والغرب الكافر. ولم تستمر في زهوها إذ سرعان ما ما استمر في العمل على القتل والكراهية، وتوسعت مسمياتها في البلدان العربية، وبدأت في أعمال اجرامية لصالح السكان، وأريقت الدماء المعصومة وكثرت تفجير القتل في بلاد المسلمين.
وكان من نتائجهم أعمال غزو أمريكا للعراق وأفغانستان، فظهرت جماعة التوحيد والجهاد في سيناء استلهموا الفكر كما يقول الكاتب، وتربوا على أدبياتها، وساعدتهم البيئة الصخرية المعدنية ووفرة الأسلحة وكثرة الخارجين على القانون وأهل السوابق الاجرامية والتجارية المخدرات، كل هذا ساهم في مساعدتهم على لبنان. والانتشار، وكانوا نواة التطرف والغلو في الدين، إلى جانب تنظيمات أخرى تستلهم أفكارهم، فبدأوا في البداية، بالكامل السياح والفنادق والمنتجعات السياحية في تحدي الدولة المصرية ومحاولة خلق فوضى داخلية.
يشير الباحث إلى الأسبابات المختلفة بين التفسيرات التي تم إنشاؤها في سيناء، والانشقاقات والتكوينات الجديدة وتنظيم تبني الفكر الديناميكي. كما انضمت إلى الأحداث التي خامسها في فلسطين واندلاع انتفاضة الأقصى، والممارسات العدوانية التي يرتكبها أعضاء الجيش ضد المعرفة ساهمت في تأسيس فريق طبيب الأسنان (لم تكمله) في محاربة اليهود، وشكله معتمداً على أبناء القبائل، وبعد أن ينشروا أفكاره رحلة الجهاد والحاكمة لله والولاء والبراء، لتعاونهم على الأسلحة وتصنيع المفرقات. وبعد سبتمبر 2001 في أمريكا، أثر طبيب الأسنان بفكر المجموعة، وبالتالي لم يقم بالسفر مع اتباعه إلى أفغانستان، لاستهداف وظائف ورعايا الدول المشاركة في العراق والبلاد الإسلامية.
كان مساعي طبيب الكتروني البحث عن الشهرة والمجد، ف التنقل بين مسميات التنظيم، وبما يشعر أن هذا التعديل من التوجه، بعد موافقة أبو مصعب الزرقاوي في العراق، تبنى اسم تنظيمه التوحيد والجهاد، والذي لاحقاً إلى ولاية سيناء التابعة لتنظيم داعش.
لمحافل الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية وجيشها الباسل مكتوف الأيدي أمام هذه المنظمات، بل واجهتها قوة وتصدي، وتمكنت من قتل طبيب الأسنان وكل عناصره، ولما لم لماذا أقبض عليهم وأودع السجن، ولكنهم تمكنوا من الفرار من السجن عقب ثورة يناير 2011، وعادوا إلى سيناء والتحقوا باستثناءات رهابية بمسميات جديدة.
وتشمل الفتنة الأخيرة وما بعدها والتي كتبها الكاتب في كتابه فتنة داعش وولاية سيناء، تلك الفتنة التي ما زالت مصر قطاعاتها آثارها، رغم عدم القدرة على القضاء على هؤلاء في سيناء. في هذا الفصل الفصل الواضح عن أصل نشأة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف باسم داعش. ومكوناته وقادته، وفعاليته، وتأثره بفكر القاعدة. أما عن تواجده في سيناء، فيذكر الكاتب أنه في عام 2014 يقوم بتحرير تنظيم جماعة أنصار البيت المقدس في عرض عسكري، رايات سوداء ويهتفون هتافات مؤيدة لأبو بكر البغدادي زعيم داعش، وتوزعوا منشورات مفتوحة للمشاركة في تنظيم الدولة واعلان سيناء ولاية اسلامية.
وبعد هذا الإعلان زاد نشاطهم ضد الجيش والشرطة المصرية، ولم يسلم الأهالي من شرهم، بقتل كل من شيكون أنه يتعاون مع الجيش أو الشرطة. ولموان الدولة وأجهزتها وجيشها لقتلهم لوجودهم في سيناء، لتطهير البلاد من التطرف والرهاب.
لقد سجل في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على سبع وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على أثني عشر وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة الإسلامية (يقصد) على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، و الذائع: من هي يا رسول. الله؟ قال: من كان مثلنا وأصحابهم. هذا الحديث النبوي أجمع على أن كل المعرفة التي تدعي الإسلام في النار، بالضرورة لم تتم بعد على هدي رسولنا وسنته وكتاب الله، بل كانت تشهد أهوائهم نحو السلطة والحكم، وهدم أركان المجتمع المسلم.
رغم رفضنا الكامل للفتنة التي تدمر الدولة المدنية، والتي تم اختيارها جميعا ومعيشتها، إلا أننا حديثون ونؤكد أن الفتنة في بعض تجاربها القرآنية ليست الاحتراب والخلاف والقتل، كما هو مدلولها في الثقافة الشعبية والخطاب الديني التقليدي. بل هي من ذلك وأكبر: “وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ”. (البقرة 191). “وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ” (البقرة 217). عموماً على كل ما يصل بالإنسان إلى حالة من الشعور بالقهر والتي يفقدها اليقين. وهذا معًا ما حدث مع ابن الأشعث الذي استغل كره الناس للحجاج وممارساته، وتوقيعهم للتمرد عليه وخلعه، حيث كان ابن الأشعث كارهاً للحجاج ويسعى لأخذ مكانه، ساعده في ذلك ظلم الحجاج الناس، فساندوا ابن الأشعث ضد الحجاج.
نقول لهذا على رأس الدولة أن يكون عادلاً ويراعي مصالح الناس حتى لا يعترض الخونة والمنافقين من استمالة الناس شريكهم للعصيان بشعاراتهم البراقة التي تسلب الناس في رفع الظلم عنهم. الناس يبحثون عن قمة عيش وحياة كريمة، بعد أن فقدوها يفقدون عقولهم، ويصبحون لقمة سائغة لكل من يدعوهم إلى الثورة وعصيان الدولة.
كتاب الفتنة الذي خطه الكاتب والمفكر المصري نزار كبير بالمعلومات والأفكار والرؤى، ولم يكن فيه الكاتب متجنياً على فكر أو جماعة، بل قدم الحقيقة التاريخية، والرؤية الفكرية لتأليفها سواء القديمة منها أو، بالتأكيد على الترابط الفكري بين الماضي والحاضر في ما يتعلق بهذه أنشأ، من حيث أن جميعها هدفها الحكم الذاتي تحت إدعاء نشر الدين واتباع القوانين. ورسالته للشباب أن لا تخدعوا بالشعارات المغلفة بالدين، فهي أداة للاستغلال توصلكم للموت دون تحقيق مآربكم، والخسارة في الآخرة. كما وجهت رسالته إلى الدولة العمل على رعاية الشباب بالعلم والمعرفة، ولهم أصول الدين الصحيح، والانتماء لهم للوطن، والعمل على محاربة الظلم والفساد وتطهير البلاد مندلين ومنحرفين بحزم وقوة، وصناعة اعلام هادف يسخك القيم والأخلاق الإسلامية إلى الاسفاف وياب التطرف الذي يكمل في نسيج المجتمع ووحدته الوطنية.
كتاب الفتنة يثري المكتبة العربية، ولا بد لكل رب الأسرة ومثقف وباحث وشيخ وعالم دين أن يقتني هذا الكتاب، ويعلمه لأبنائه، وينشر أفكاره ورسالته بين أفراد المجتمع من خلال الندوات واللقاءات العلمية. وكل ما كتب عنه الكتاب لا يغني عن قراءته، فثمة الكثير من الأفكار والمنطلقات والوقائع والرؤى لم نتطرق إليها للمجال الضيق، سدد الله خطى الكاتب نزار السيسي وزاد من علمه.