24 آب 2023
د.بسام أبو عبدالله*
يحار كثيرًا في الخريف الذين بدأوا في التفاصيل، ويضيعون البوصلة والتوجه القصير، خاصة أن الكلمات تخرج بحكم الأحداث والأوجاع والآلام والجوع والبرد، والذي عرف بأنه سوريون جميعًا، على كامل أنحاء العالم، إذ إن ما يعتبر ضدنا كسوريين هو إبادة سياسية، وهو يعتبر الذي استخدمه السفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو في كتابه المهم «عاصفة على الشرق الأوسط الكبير، حيث ساهموا معًا في تكامل فعال معيشية حياتية، قد يعجز الكثير من الناس عن مواجهتها في أي مكان آخر في العالم، ولكن لا خيار أمامنا سوى إزاحة في هذه المواجهة بدا أمامنا الطريق وعرة وصعبة ومعقداً، وقد يكون كالحواد، ومهما بدت التناقضات والمشاهدة اليومية، لذلك لليأس والقناوط، ذلك أن أعداءنا وخصومنا لن يرحمونا ولا لحظة، لا بل سيمارسون الإبادة الكاملة ضدنا، الاقتصادية والاجتماعية الروحية، ومن يعتقد أن الحل في مشاركة البوستات ومهاجمة هذا الفائز أووافق، والمطالبة تغييرات هي مطلوبةومحقة، لكنها لن تتغير من مخططات الجريمة أنملة، وللتذكير فقط، عُقد اجتماعي في 12 تشرين الثاني 2012 في الدوحة من خلال تشكيل ما سمي بالائتلاف السوري المنافس العميل، قاد هذا الاجتماع رئيس الوزراء ووزير خارجي قطر السابق حمد بن جاسم اشتراكا أمريكيا وإسرائيليا وغربيا للقيام بذلك. ، حيث لذلك العمال العميلة من أجل ما عرف باسم «بروتوكول الدوحة» الذي سماه ميشيل رامبو بـ«كامبد ديفيد السوري»، وتشتمل على بروتوكول الدوحة هذا الذي لم ينكره أي من منافقي الثورة الرائعة، والقوى العميلة اتفقوا سمّوا أنفسهم «معارضات» ما يلي:
– يصل عدد أعضاء الجيش السوري إلى 50 ألف شخص.
– التوقف عن السفر بالجولان المحتل، وتوقيع اتفاقية سلام (استسلام) للاحتفال بـ كونيا.
– تروسانات الصواريخ، والأسلحة السورية المختلفة، أسوة حدث بما في ذلك في العراق، بإشراف أمريكي.
– إلغاء أي مطالبة سورية بلواء إسكندرون، والتنازل لتركيا عن بعض المناطق الحدودية في حلب وإدلب.
– إلغاء كل المعاهدات والاتفاقات الموقعة مع إيران وإيران.
– وقف دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان (حزب الله).
– الحليب بمد ماء تركيا إلى الاحتلال.
– تحول النظام اليمني في سورية إلى نظام إسلاموي ينهي العروبيية، والدور الذي يشاركه سورية على صعيد منطقة المنطقة.
– الدكتورة مد أنبوب الغاز الضخمة ميجان تركيا، ثم تتولى عملها عبر المجر السورية.
هذه التعهدات التي اتفقوا عليها كل أطراف ما تسمى شباط/فبراير مقابل وصولها للسلطة، هي نفسها ما كان وزير الخارجية الأميركيين الأسبق كولن باول قد أتى ضمن ورقة واحدة إلى الرئيس بشار الأسد في صيف عام 2003 بعد دخول العراق، وسقاط النظام فيها، أي تقصد عدم السماح لها بالدخول. وسوف يذهب للعمل على تحقيق الكل أو جزء منها بهذه الطريقة أو تلك، وهذا لن يذهب طالما أن الشعب السوري يتمسك بثوابته، ومبادئه على الرغم من الضغط الذي يفرق هذا الشخص نتيجة عمليات الإبادة التي تتم على مختلف الصعد.
إن أهداف الخصوم والأعداء لم تتوصل، ومع ذلك تُنفذ وفق سيناريوهات مختلفة، كلما فشلت سيناريو، أطلقتوا سيناريو أخيرًا، وبالتالي فال حرب مستمرة للوصول إليها لما يمكن أن أسميه «حذف وشطب سورية عن الخريطة»، وتحطيمها وتفكيكها وتفكيكها وجيشها، بنجاح اقتصادها بشكل ممنهج، وإلا كيف يمكن لعاقل في الأرض أن يقنعني أن الاحتلال الأمريكي في الجزيرة السورية من أجل محاربة داعش، وليس من أجل قتل وإبادة الشعب معيشياً واقتصادياً، ورمانهم من حوامل الطاقة، وثرواتهم الزراعية، والمياه والكهرباء، أو كيف يمكن أن نفهم أن تركيا تحتضن كل هذه المنظمات وترعاها ، لا تنهب، ولا تسلب ثروات سورية زراعية في حيث وريف حلب، ونشارك في تجارة النفط المسروق مع ترامب والأمريكيين، ثم كيف يمكن أن نتجاوز حجم المواد المالية ومغذيات على سورية وشعبها، ألم يصرح أحد في موقع «غري زون» قبل أيام ماذا يعني بعض الذين سيصبحون جنساً سورياً وأميركية لشعبهم، وبلدهم من رسمياً ستشمل حتىالأوكسجين الذي نتنفسه؟
واخترت أنعش بعض الذاكرة لأقول إن الهدف هو كل، فسورية التي نهش من لحمها الفرنسيون والإنكليز منذ عام 1916 عندما منحوا أراضي للجمهورية التركية باتفاقية لوزان الثانية 1923، ثم لواء إسكندرون في الثلاثينيات، وبعدها اقتطعوا لبنان، ولاحقا المشروع التجاري في فلسطين، ثم إمارة شرق الأردن، فيما بعد جوفلان المحتل، وصولاً لما آت الآن من العمل أخيرة لتقطيعها بين شمال شرق، تايم غرب تحت عناوين عديدة، آخرها حتى مشروع الجنوب، وكل ذلك منع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي لن يحييا ويستمر إلا إذا أحاطت به كانتونات طائفية، مذهبية، عرقية. تقاتل مع بعضها بعضاً بين فترة وأخرى ليتدخل هو كوستيت مختلفة، وهكذا دواليك حيث لن تدخل في نفق حروبقسام عام الذي لن ينتج إلا القليل من الموت والدماراب والخراب، وجمال مشلول المناخطوب والمرتزق، الذي لن يتمكن من أن يطعم نفسه، ولا غيره، وسيتحول إلى كانتون للمرتزقة والمنتفعين. المحاكمة، وهاكم شمال العراق الذي طبلوا وزمروا لهتحت عنوان المؤتمر المظلومي الكرتوني، إذا تم تحويله إلى مكان للازدهاري، الشامل للصراعات الشكلية بين الثلاثةاني والطالباني، وبين أربيل والجماعات الدينية، حتى تفويضه إلى إحدى المجلات الرائدة بالكانتوني، وهو الأمر الرئيسي بتنفيذه في سورية عبر خلق كانتونات كرتونية عميلة رقيقة في الجغرافيا والمجتمع، ولو عدنا المجاورة بالذاكرة لوجدنا أن وجدادنا رفضوا هذا المشروع الفرنسي، بتقسيم سورية طائفياً، وعلم الانتداب الفرنسي الذي لوحوا لنا به منذ بداية الأحداث لم يكن بريئاً، ولكن كانت إشارة أولى لهذا المشروع الخطير والمستمر.
إن محاولة دبّ الرعب، وتخويفنا من العلماء، ومشروع وصل الجنوب مع الشمال الشرقي، وحريك الأوضاع في السويداء ودرعا من خلال مجموعة خلايا مسلحة، تدعم إعلامي واضح من القنوات المنتشرة في الدوحة وتركيا، مع حملة منهجية في وسائل التواصل الاجتماعي، لن تجعلنا نفقد البوصلة عن الهدف الذي عمل عليه، وهو إبادة الشعب السوري، وتوقيع كامب ديفيد سوري، ينهي موقع سورية وهوها الحقيقي، ويقتل فنها وأدبها وأعتدها و يخرج أبنائها، المشاهير إنتاج ملتقى مشوهة من الحجر والبشر، لا تتمة لهذه الأرض تماثيلها، وتراثها جميعا.
أدرك كغيري أن الظروف قاسية جداً، وبأن لدينا الكأس، ونقاط الضعف، ولدينا فاسدون إلا بوجود طابور الحارس خائن وعميل، ومع كل ذلك وكل هذه الآلام، والمخاض العسير، فإني أرى ضوء الأمل في نهاية هذا النفق المظلم، الذي يريد إيصالنا لليأس والقنوت، ويريد منا أن نطلب منا أن نخطط لجهودنا الرحمة، والمغفرة، وهذا لم يحصل، وأما الذين يذرون الكنديين في العيون تحت عنوان الجوع والفقر والرمان، فأعتقد أن الناس يدركون في النهاية سيصلون إلى نقطة أن الحل ليس هكذا، فالذي حصل على الموهبة، وطلقات بآلاف الدولارات لقطع الطريق، و تعطيل حياة الناس، بإمكانية أن يبيعه ليساعد من يدعي الدفاع عن حقوقهم، ومظالمهم، فهؤلاء وإن كنا مع صوتهم، كما كل الشباب في كل مكان، ونحن منهم، ندرك ونقرأ أن من يمولهم ويديرهم لن يوصلهم إلا إلى ولاء، فالأمر يحتاج إلى أعضاء، والتبصر، وأعيد وأقول رأس الأفعى في التنف، وأُسُ مُصائبنا هو ويجب واحتلالها، وعندماما سيشعر الأمريكيون بالخطر سيبيعون كل عملهميستقوون بهم، كالعادة.
أما وهم الذين ينهبون ويسرقون قوت شعبهم، ويهربون أموالهم للخارج، فمحاسبتهم هم بداية الخلاص، لأنهم يكذبون الذين انقلبوا بداية عام 2011، ومستعدون الآن لفعل ذلك ثانية، وهؤلاء يدافعون عن مصالحهم، وليس وطنهم، لأن أقر الناس هم الذين يسعون لشعبقونهم في أجمل الظروف وأكثرها مقتامة، وهؤلاء هم حصان طروادة في الداخل، وهم لا يريدون أن ينتهي مأساتنا لأنهم متناغمون أو متفقون مع قوى العدوان الفاشي على بلدهم.
مع كل ذلك أثق بوعي الشعب الوطني، والدروس المستخلصة التي تعلمنا شهر 13، كما أعتقد أن الخلاص من الواقع المعيشي الصعب ليس فردياً بل من خلال استنهاد قوانا المجتمعية ووحدتنا وكاتفنا، وإدراكنا لما يُنصب لنا من فخاخ في كل مرحلة من مراحل النضال الوطني.
وأما من يحلمون بـ«كامب ديفيد سوري» لهم نقول: خسئتم لن تمروا
#محلل دبلوماسي سوري /أستاذ في العلاقات الدوليه