18 أيلول 2023
علي بدوان*
مات حسين منذر. فرحل مبدع اخر. فدائي سار على درب الجلجلة الى فلسطين. رحل مساء الأحد السابع عشر من ايلول/سبتمبر ٢٠٢٣…عن دنيا الوجود الفانية، تاركا بصماته في الثقافة الوطنية في مسيرة الشعب الفلسطيني.
حسين منذر، اسم كبير في عالم الفنون الوطنية الفلسطينية، والقومية العربية. فنان وفدائي، تشرَّبَ في احاسيسه ووجدانه، روح الإنتماء لفلسطين، وهو اللبناني البعلبكي، ابن حركة فتح، والمقاومة الفلسطينية، وملك الأغنية الوطنية، وخاصة اغاني المرحلة التي سبقت والتي تلت معركة بيروت المفخرة. فكان أحد المؤسسين لفرقة العاشقين عام 1978 باشراف دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، وبشخص رئيسها في تلك الفترة المرحوم عبد الله الحوراني (أبو مناف).
حسين منذر (أبو علي) كان عماد فرقة العاشقين، والتي اشتهرت بالاغاني الوطنية الفلسطينة والتراثية، وقد غنى لفلسطين ما يزيد عن 300 اغنية، ومن أشهر اغانيه من سجن عكا وطلعت جنازة، اشهد يا عالم علينا وعبيروت، هبت النار …. بالإضافة إلى عدد كبير جداً من الاغاني، ومن أشهر من غنى مع فرقة العاشقين حسين المنذر أبو علي، محمد الهباش … واخرون معظمهم من مخيم اليرموك (حارة المغاربة).
حسين منذر، كان يقيم بدمشق، وفي مخيم اليرموك قبل محنته، حيث حاضنته الوطنية، وانتمائه الوطني والقومي. ومازالت أغانيه تحظى بحضورها، وستبقى باعتبارها تُلخَصُ تاريخاً وطنياً، وحكاية فلسطين والثورة منذ الشاعر الشهيد نوح ابراهيم .. وشهداء الثلاثاء الحمراء وحتى الآن. وحقا علينا ان نكرم الراحل ابو علي وكل من ساهم في فرقة العاشقين.
التقيته اخر مرة وكان برفقة عائلته عن منطقة الجزماتية قرب المتحلق الجنوبي قبل نحو اربع سنوات…وكان حديثنا العابر يمس همومنا الوطنية.
حسين منذر من رواد من ساهم بصناعة وتاريخ ومسار الثقافة والمقاومة. والتاريخ المكتوب، والمشفوع بالأغنية الوطنية والتراثية، ليبقى التاريخ، الذي لا يستطيع أحد أن يمسحه أو القفز عنه. رحم الله ابو علي حسين منذر…
*كاتب فلسطيني-عضو اتحاد الكتاب العرب