5 تشرين الثاني 2023
– من أبشع الجرائم التي إرتكبها اليهود في هذا المجال هي الجريمة النكراء التي وقعت في دمشق سنة (١٨٤٠) م وذهب ضحيتها الأب ” توما الكبوشي” وخادمه المسلم “إبراهيم عمارة” على يد جماعة من اليهود حيث قامت هذه الجماعة بتصفية دمهما لصُنع فطير العيد في”يوم الغفران” .
– أما وقائع الجريمة ، فقد كان ” الأب توما ” يمارس الطب في دمشق ، حيث كان يقوم بتطعيم السكان ضد مرض الجُدري والعناية بالمرضى خلال تفشي وباء الجُدري ، وقد إستقدمه حاخامات اليهود بحجة تطعيم أولادهم باللقاح المضاد للجُدري في حارة اليهود ، وهناك تم ذبحه وذبح خادمه ، وتم إستصفاء دمهما للغايات المقدسة ، وقد أشترك في هذه الجريمة النكراء ستة عشر يهودياً ، بينهم أربعة حاخامات هم : موسي أبو العافية ، يعقوب العنتابي (كبير حاخامات اليهود في الشام) ، موسي بيماد يهودا سلاميكي ، داود هراري ، هارون هراري
إسحاق هراري ، يوسف هراري ، خادمهم مراد فتال
مايير فارحي ، مراد فارحي ، يوسف فارحي ،سليمان
سلوم ، هارون أسلامبولي ، أصلان رفائيل ، إسحاق بيجوتو ، يوسف لينادو .
– وأثناء التحقيق ، يقول مراد فتال ، بعد أن فضح أمرهم ، أنه قاموا بتقييد ” الأب توما ” ، ووضعوا في فمه خرقة بيضاء ، ثم قُذفا به إلى الأرض ، فإجتمعوا حوله وأحضروا طبق (طشت) نحاس ، ووضعوا رقبة الأب توما فوق الطبق ، وقام مراد فارحي بذبحه وقام الباقون بتثبيت جذعه والإمساك به حتى لا يتحرك الى بعد أن صفي دمه ، وبعد ذبحه بساعة وإستصفاء دمه بالكامل ، قاموا بتقطيعه إرباً إرباً وقذفه في مياه النهر .
– بعدها حصل لخادم الأب توما ” إبراهيم عمارة ” نفس ما حصل لسيده بالتمام ، وقد تم إثبات الجريمة من خلال الوقائع والأدلة التي حصل عليها التحقيق وكان من أهمها العثور على عظام ولحم وطاقية
” الأب توما ” وشعره وشهادات الأطباء وإعتراف المجرمين أنفسهم .
– أصدر الحاكم العام ” شريف باشا ” حكما بالإعدام على العشرة الباقين (توفي منهم أثنين أثناء التحقيقات وأربعة إعتبروا شهود إثبات بعد إعترافهم ) وصُدق الحُكم ، ولكن الحُكم لم ينفذ ولم يُعدم اليهود العشرة ، بل أُطلق سراحهم ..!!
– فكيف تم ذلك ؟ ، قام القنصل الفرنسي في دمشق بالتدخل وطلب من الحاكم العام ” شريف باشا ” تحويل الحُكم الى ” إبراهيم باشا ” القائد العام للجيوش المصرية في بلاد الشام للمصادقة على الحُكم ، ثم وصل إلى الإسكندرية محاميان يهوديان أوفدهما “يهود كريمي” لإنقاذ بني جنسهم من حبل المشنقة وهما “إسحاق كريميو ” (فرنسي) ، “وموسي مونتفيوري ” (بريطاني) .
– هذه الرواية حدثت فعلا وكل محاضرها ووقائعها محفوظة ومسجلة في المحكمة الشرعية في حلب وحماة ودمشق في عام (1840) ، وقد حصل على نسخة منها المستشرق الفرنسي (شارل لوران) ونشرها في كتاب باللغة الفرنسية بعنوان : في حادث قتل ” الأب توما ” وخادمه ” إبراهيم عمارة ”
– وصل المحاميان إلى الإسكندرية وأستطاعا أن يدفعا ” محمد علي باشا ” إلى إصدار أوامره بالتوقف عن ملاحقة اليهود المُتهمين بقتل ” الأب توما ” وخادمه ، وأمر “شريف باشا” بإطلاق سراح اليهود المعتقلين ، ومنح الهاربين والمطلوبين الأمان وعودة الجميع الي أعمالهم وكأن شيئاً لم يكن .
– لقد خضع “محمد علي باشا” لضغوط سياسية دولية هائلة وخاصةً من خلال صداقته مع فرنسا وبريطانيا ذات النفوذ العالمي في ذلك الوقت ، بالإضافة الى تحسن أوضاعه المالية ، فقد دُفع له (٦٠) ألف كيس ذهبي ، و(٣٠٠) ألف ليرة ذهبية ، فكان هذا بالنسبة له أكثر فائدة من إعدام اليهود العشرة .؟؟
ما اشبه اليوم في البارحة لا زال الاجرام الصه يوني بحق شعبنا الى اليوم وما زال محمد علي باشا يغطي على جرائمهم بالمال والجاه ؟؟
المصدر: موقع خدام الرب