شباط 23 2024
صحيفة “معاريف” تتطرق إلى دور ضباط خدموا في مناصب عليا في الجهازين السياسي والعسكري منذ سنة 2007، وساعدوا في دفع مفهوم أنّ “حماس مردوعة”، في إخفاق 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن دور الضباط الاحتياط في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في إخفاق السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وذكرت صحيفة “معاريف” أنّ في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك حملة “أنت الرأس، أنت المسؤول” التي تضع المسؤولية عن حادثة 7 تشرين الأول/ أكتوبر على عاتق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهي “محقة في ذلك”، ولكنها لفتت إلى أنه “بصرف النظر عن مسؤوليته الوزارية كرئيس للحكومة وقت الهجوم، يتحمل نتنياهو مسؤولية مباشرة ومركزية عن ذلك”، ولكنه ليس المذنب الوحيد.
وتابعت الصحيفة متسائلةً: “لكن إذا أردنا أن نكون منصفين، يجب طرح السؤال: هل فعل نتنياهو كل شيء بنفسه، أم أنّ هذه السياسة كانت مدعومة ومعززة بنشاط من قبل كل المؤسسات – النظام السياسي والمؤسسة الأمنية والعسكرية ووسائل الإعلام؟”.
وأوضحت أنه “لا يوجد مكان أفضل للبدء من رئيسين سابقين للاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين وتامير هايمان، اللذين بشرا بالتعايش مع نظام حماس، ونشرا من على كل منصة أنّ حماس مردوعة، سواء خلال فترة ولايتهما في الجيش الإسرائيلي أم بعدها”.
تقديرات خاطئة
وأشارت “معاريف” إلى أنه في حزيران/ يونيو 2007، وقبل وقت قصير من سيطرة حماس على قطاع غزة، قال رئيس الاستخبارات العسكرية يادلين، إنّ إسرائيل ستكون “سعيدة” إذا سيطرت حماس على قطاع غزة. وفي شباط/فبراير 2009، قال إنّ “حماس، من جانبها، مردوعة”.
في وثيقة تقدير استراتيجي صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي للاحتلال، في سنة 2018، قدّر يادلين أنّ حماس “لا يبدو أن لديها خيارات عسكرية كبيرة”، وأوصى بأن تقوم القيادة السياسية “بالعودة والتأكد من وجود خطة عسكرية لا تهدف إلى احتلال غزة، بل تناور إلى مراكز ثقل حماس من أجل ضربها بقوة”.
وخلال معركة “سيف القدس”، قال إنّ حماس “هُزمت” عسكرياً، وأوضح أنه “سيتعين على حماس التفكير جيداً في المرة القادمة قبل إطلاق النار على القدس”. وفي مايو/ أيار 2023، صرّح يادلين بأنّ حماس “مردوعة جداً منذ حارس الأسوار”. كذلك في أيلول/سبتمبر 2023، قبل ثلاثة أسابيع من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أوضح أنّ “حماس، التي استثمرت جهداً كبيراً في إعادة إعمار قطاع غزة منذ حارس الأسوار، تفضل عموماً ترك غزة خارج مواجهة”.
ولفتت “معاريف” إلى أنّ رئيس “أمان” السابق، هايمان، “دفع بالضبط بنفس الرؤى الكارثية مثل يادلين”. ففي سنة 2019، ذكر أنّ حماس “مردوعة جيداً عن حرب”.
وبحسب الصحيفة، ليس صدفةً أنّ يادلين وهايمان وضباط كبار آخرين وجدوا مكانهم في معهد أبحاث الأمن القومي. “من هناك، لم يتوقفوا عن إصدار أوراق تقدير المواقف، والمشاركة في مؤتمرات في أنحاء العالم، والظهور في جميع وسائل الإعلام، وعلى كل هذه المنصات روجوا لمفهوم نتنياهو”.
“حماس مردوعة”
وأكدت الصحيفة أنّ “يادلين لم يكن وحده، فكل رؤساء الاستخبارات العسكرية منذ سنة 2007 روّجوا من كل قلبهم لمفهوم الحفاظ على حكم حماس”، مشيرةً إلى أنّ “الدعم للمفهوم لم يكن مشتركاً بين رؤساء الاستخبارات العسكرية فحسب، بل جميع كبار أعضاء هيئة الأركان العامة، خلال وبعد الخدمة”.
في سنة 2017، أوضح رئيس شعبة التخطيط، اللواء نمرود شيفر، أنه “يمكن التوصل إلى اتفاق مع أي شخص، حتى حماس، حتى لو لم تسمّه اتفاق سلام”.
ووفق “معاريف”، ليس من المستغرب أنه بعد هجوم 7 تشرين أول/ أكتوبر، قال شيفر إنّ الفشل كان نتيجةً مباشرة لسياسةٍ “فضّلت إدارة الصراع من خلال جولات قتال وتجنب القرارات حتى لا تهز حكمها”، مشيرةً إلى أنّ اللواء الإسرائيلي “نسي فقط دوره الملحوظ في دفع هذه السياسة”.
بدوره، قال اللواء احتياط، يسرائيل زيف، في سنة 2018، إنه يجب “التوصل مع حماس إلى نوعٍ من حلّ استراتيجي”، فيما اعتبر اللواء احتياط، عاموس جلعاد، في سنة 2016، أنّ في “منطقة غزة، نتوقع الهدوء فردعنا يعمل”.
“نتنياهو يجب أن يرحل ومعه كل الضباط المسؤولين”
وأكدت الصحيفة أنّ “نتنياهو مذنب بالفعل، لكن ماذا عن جميع الألوية المذكورين أعلاه، وبقية الألوية والفرقاء الذين روجوا لمفهوم التعايش مع حماس؟”.
ورأت “معاريف” أنّ “الأسوأ هو أنّ الغالبية الحاسمة من هؤلاء الضباط والفرقاء في الاحتياط، الذين دعموا سياسة المضي مع حماس بحماسة وأقنعوا المستوى السياسي والجمهور بأنّ حماس مردوعة، لا يُبدون ذرة ندم على الخطيئة وتحمل مسؤولية مساهمتهم في الإخفاق الرهيب”.
وشدّدت على أنّ “نتنياهو يجب أن يرحل، ومعه كل الذين خدموا في مناصب عليا في الجهازين السياسي والعسكري منذ سنة 2007 وساعدوا في دفع مفهوم الحفاظ على حكم حماس”.
أما بالنسبة للألوية في الاحتياط الذين أيّدوا هذه السياسة، فإنّ أقل ما يمكن توقعه بعد فشل المفهوم الذي دفعوه، هو أنهم سيحكمون على أنفسهم بالصمت، أن يغادروا الاستوديوهات، وأن يتوقفوا عن كتابة أوراق موقف (التي اتضح أنه لا يوجد تعمّق من ورائها) في المستقبل المنظور، على الأقل، بحسب “معاريف”. المصدر: الميادين