21 تشرين ثاني 2024
أمال وهدان
عندما يسقط الفيتو الأمريكي القرار الأممي لمجلس الأمن القاضي بالوقف الفوري للعدوان النازي على شعبنا في غزة بغالبية 14 عضواً، فهذا يؤكد أن قرار القتل والدمار الممنهج في غزة هو قرار أمريكي الأصل مبيت وأن المؤسسة الصهيونية ونظام استعمارها الارهابي المتوحش هي الوكيل!
حتى الدول الحليفة لأمريكا صوتت للقرار. إما رضوخاً لضغط شعوبها أو توزيع أدوار. فها هي بريطانيا الشريك التاريخي لأمريكا، وألمانيا التي تدعم المؤسسة الصهيونية بالباع والذراع تعويضاً عن جرائم نازيتها واستحضاراً لروح هتلر، وفرنسا التي بنت المفاعل النووي عام 1956 لهذا الكيان الفاقد للشرعية التاريخية والحضارية والإنسانية والخارج عن كل القوانين والمواثيق الدولية، صوتت لصالح قرار وقف النار الفوري. وهذه الدول الثلاث تدفع فاتورة مرتفعة الثمن جراء الحرب الأمريكية-الأطلسية على روسيا باستخدامها أراضي أوكرانيا وجيشها ومقدراتها.
إذن أمريكا اليوم دولة/امبراطورية مارقة لا تلتزم بأي مواثيق وعهود واتفاقات دولية. تشعل الحروب في مواجهة كل العالم، وبالأخص النظام العالمي الجديد والحديث التشكل. وتستمر في عنجهيتها وعقليتها الاستعمارية الامبريالية بإرسال رسائل بالنار عبر الطيران الحربي والتفجير والدمار بأنها هي وحدها من يملك قرار الحرب والسلم (أي الاستسلام) في كل بقاع الأرض وأن لا دولة في العالم أو نظام أممي (كالأمم المتحدة) يستطيع أن يفرض عليها موقفاً ولو كلفها هذا سمعتها وهيبتها بين الأمم وأمام شعبها.
هذه الامبراطورية المهزومة والمأزومة تدرك، ولو على مضض، أن عجلة التاريخ تسير إلى الأمام وليس إلى الخلف وليس بمقدروها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو وقفها وأن القطب الأوحد انتهت مفاعيله وأن حركات التحرر والانفكاك من السطو الأمريكي في ديناميكية دائمة وتحقق انجازات.
في غزة شعبنا دفع فاتورة باهظة الثمن لكي يتحرر 14 مليون فلسطيني من هيمنة الأمريكي/الصهيوني ويحرر وطنه ويعيد شعبه المهجر إلى مسقط راسه. وفي لبنان شعب رفض الذل والهوان على مدار عقود ويحارب من أجل حريته وسيادة دولته، وهكذا بالنسبة للعراق واليمن وسورية وإيران، وكل هذه الدول تعاقب أمريكياً/صهيونياً لأنها ترفض الخنوع.
وشعوب هذه الدول ترد على النار بالنار. فالعين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم. فلن ننتظر قرارت مجلس الأمن ولا محكمة لاهاي ولا اتفاقات وقف إطلاق النار. سنأخذ حقنا بذراعنا وبمقاومتنا رغم أنفك أمريكا.
وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان!
وسنرى من سيصرخ أولاً!