الرئيسية / Uncategorized / الخطوة الأولى في طريق طويل … بوصلة المواقف

الخطوة الأولى في طريق طويل … بوصلة المواقف

5 أيار 2025

جليل هاشم البكاء

ما وراء النووي: جوهر الصراع

لا تنحصر معركة الغرب وإسرائيل مع إيران في مسألة النووي فقط، كما يُروّج على السطح. فالمشكلة في جوهرها أعمق من تخصيب اليورانيوم ونسبه ومواقع المفاعلات. إنها مسألة مشروع ورؤية وصراع على مستقبل المنطقة وهويتها. فإيران تمثل، بالنسبة للمحور الأمريكي-الإسرائيلي، تهديداً حقيقياً لأنه لا يمكن احتواؤها ضمن ترتيبات تضمن استمرار الهيمنة الغربية.

رؤية بديلة: الدولة الواحدة لا الدولتين

منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، طرحت إيران رؤية بديلة للقضية الفلسطينية، ترفض فيها الاعتراف بالكيان الصهيوني جملة وتفصيلاً. فبينما يروج الغرب لحل الدولتين كإطار تفاوضي، ترى إيران أن فلسطين لأهلها، وأن الحل هو دولة واحدة لكل سكانها الأصليين، بلا شرعية للمستوطنين والمهاجرين.

هذه الرؤية تُصيب المشروع الصهيوني في مقتل، لأنها لا تقبل حتى بفكرة التعايش معه، بل تطالب بتفكيكه من جذوره، وهو ما لا تحتمله تل أبيب ولا عواصم القرار الغربي.

النووي: أداة ردع لمشروع أوسع

الخوف الإسرائيلي من المشروع النووي الإيراني لا يتعلق فقط بإمكانية تصنيع سلاح نووي، بل بامتلاك إيران لقوة ردع تجعل مشروعها السياسي والمقاوم أكثر صلابة واستقلالية. وجود إيران نووية – ولو عند العتبة – يعني نهاية التفوق المطلق الذي احتكرته إسرائيل لعقود في المنطقة.

 

الحرب الجنونية تعبير عن المأزق

العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ليس حرباً على فصيل كما يُدّعى، بل هو تعبير عن خوف وجودي من امتداد مشروع المقاومة الذي تقف إيران في قلبه. كلما ازدادت هذه الحروب اتساعاً ووحشية، كان ذلك دليلاً أوضح على فقدان السيطرة واتساع الفجوة بين المشروع الصهيوني وحقيقة الواقع.

لا تسوية وسطى في صراع وجودي

الصراع بين إيران والكيان ليس صراعاً على حدود أو تفاوضاً على ملفات. إنه صراع وجود، لا يقبل القسمة على اثنين. لا يمكن أن تتعايش رؤية تعتبر الكيان أصل المشكلة، مع رؤية تحاول تسويقه كجزء من الحل. لهذا السبب، لا تجد التسويات الغربية أي فرصة حقيقية للصمود، لأنها تقوم على أساس زائف.

الخيار الحاسم: بين الهيمنة أو العدالة

أمام المنطقة خيار حاسم: إما أن تواصل الرضوخ لمعادلات فرضتها قوى الخارج على حساب شعوبها، أو أن تسير في طريق طويل من التحرر، يقوده مشروع مقاومة متكامل يعيد للشعوب حق تقرير المصير دون وصاية.

البرنامج النووي الإيراني، في هذا السياق، ليس هدفاً نهائياً، بل مجرد خطوة أولى في طريق طويل. طريق عنوانه التوازن، والعدالة، وإعادة الحق إلى أهله.

النصدر: ألواح طينية

عن Amal

شاهد أيضاً

أي معادلة ستحكم السيناريوهات المقبلة في المشهد السوري؟

30 كانون أول 2024 إبراهيم علوش  تتواطأ 3 سرديات على تسويغ تمدد 3 احـ.ـتـ.ـلالات، تركية …