الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / استراتيجية المواجهة: سورية وحرب الاستنزاف الصهيونية النازية

استراتيجية المواجهة: سورية وحرب الاستنزاف الصهيونية النازية

تفجيرات دمشق وحرب الاستنزاف الصهيونازية

استراتيجية المواجهة:

سورية وحرب الاستنزاف الصهيونية النازية

أمال وهدان

مرة تلو مرات تستهدف العصابات الصهيو نازية مجدداً قلب دمشق وتزهق أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء. لم يعد السؤال كيف تحصن دمشق وباقي المدن السورية نفسها من ويلات حرب الاستنزاف التي كلفت قبلها العراق آلاف الضحايا وما زالت تحصدهم بالمئات. فحتى أمريكا بكل جبروتها العسكري لم تستطع منع تسلل معتوه فجر البناية الفيدرالية في أوكلاهوما عام 1995 وحصد 163 مواطناً بينهم 19 طفلاً، وقامت بتصميم أحداث 11 أيلول 2001 وقتلت أكثر من 3000 من مواطنيها كي تغزو العراق وأفغانستان من أجل الهيمنة على مصادر الطاقة وقطع الطريق على الصين وروسيا ومنعهما من الوصول إلى المياه الدافئة وأفريقيا. كما لم تستطع روسيا منع حدوث عمليات إرهابية في قلب موسكو والشيشان عندما قرر الإمبريالي الأمريكي زعزعة استقرار البلاد وتهديد الأمن الاقتصادي للاتحاد الروسي. حتى عواصم الجمهوريات المتاخمة لحدوده الجنوبية لم تسلم من هجمات الإرهابيين وكان آخرها اغتيال إمام جامع وإثنين من عائلته في داغستان في تشرين أول الماضي.

السؤال الآن كيف بالإمكان القضاء على ظاهرة الإرهاب من جذورها وكيف نضمن تجفيف منابع الإرهابيين حين نعلم أن هناك 300 ألف قاتل مأجور موجودين على ملاك السي اي إيه (AIC) وموزعين في أنحاء العالم لحين الحاجة؟؟ أي أن هناك منهجية إرهابية معولمة تديرها وتنظمها وتوظفها مافيا أعتى دولة إمبريالية على وجه الأرض من أجل ضمان هيمنتها المطلقة على ثروات وخيرات شعوب ودول العالم مستخدمة لذلك كل ما لديها من وسائل وبنوك معلومات تستقيها من الهيئات غير الحكومية التي تؤسسها في بلاد العالم بالتواطىء مع حكومات ونخب هذه الدول، خاصة اليسارية منها، إن كانت موالية لمخططاتها كما حصل في الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، ومن وراء ظهرها إن كانت معادية كما يحصل في إيران ودول أمريكا اللاتينية تحت مسمى المعارضة وكما يحصل اليوم في سورية والعراق بالوكالة عن المستعمر أو كما حصل في مخيم نهر البارد في لبنان وتكرر اليوم في مخيم اليرموك على يد العصابات الصهيونازية نفسها.

فإن كانت المعادلة الروسية-الأمريكية في إدارة العمليات الإرهابية في روسيا وعلى حدودها الجنوبية تخضع لتوازن القوة فإنها تختلف في الجوهر عن تلك التي في سورية أو العراق أو لبنان. فالعراق ما زال عالقاً في أنياب الإرهاب الصهيو إمبريالي منذ عشر سنوات عقاباً له على مقاومة الاحتلال الإمبريالي النازي ونار الطائفية السنية الشيعية، رغم عقم هذا التحريف، ولا حلول ظاهرة للعيان في الأفق القريب على رقعة الشطرنج الأمريكية التي تضبط من خلالها حركة الدمى لديها من الملوك والأمراء والرؤساء. ويستسهل البعض تحليل ظاهرة الإرهاب ليضعها في قوالب طائفية معلبة وجاهزة للاستهلاك تماماً كما يصدرها الأمريكي ورقة للاستنزاف والضغط والابتزاز وكما يمولها حكام النفط حفاظاً على عروشهم وسلطانهم.

هل يتخيل أحدكم بقاء سورية في ذات مستنقع الدم لعشر سنوات؟ أي استمرار حرب الاستنزاف التي يخوضها القتلة الصهاينة بأدوات يشغلها عملاؤهم من آل حمد وآل سعود في سورية ولأهداف عجز هذا الكيان النازي عن تحقيقها منذ فك الاشتباك عام 1973 إثر حرب تشرين المجيدة. ويجري كل هذا القتل في سورية بينما تواجه فلسطين المحتلة مستعمرة الصهاينة والسلطة بشعب أعزل إلا من نبض المقاومة الفطري الذي جبل عليه حتى وإن تم حقن فئة منه بجرعات التمويل الأجنبي وتشوه وعي البعض بشعارات ومفردات ومصطلحات المرحلة الأوسلوية وخان مشعل وطعن الحليف في ظهره وهو في عقر داره وحفر الأنفاق وفخخ السيارات لكنه وافق على هدنة مع الصهاينة سمسر لها مرسي وقبض الإثنان عمولتهما بالدولار.

فعدونا التاريخي هاهنا جاثم على صدورنا منذ عشرات السنين ويوسع دائرة عدوانه الإستعماري وهيمنته على المسرح الدولي عاما بعد عام .. فسلح جورجيا عسكرياً ودعمها لوجستياً وأمنياً في حربها ضد أوسيتا الجنوبية عام 2008 ودعم الحركة الانفصالية في جنوب السودان وزودهم بالخبراء والمخبرين والأسلحة وأدار حملة المطالبة بمحاكمة الرئيس السوداني عمر البشير في محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكابه جرائم حرب كأداة ضغط على حكومة السودان للموافقة على اقتطاع جنوب السودان ولتنصيب حلفائهم على رأس “الدولة” المفبركة كموطىء قدم للاستعمار الصهيونازي في افريقيا، وجهز ودرب المتمردين الانفصاليين في دارفور الغنية بالنفط والمعادن وأثار نزاعات طائفية وعسكرية للسيطرة على ثروات تشاد وها هم يدعمون فرنسا في غزوها لمالي بحجة محاربة القاعدة فيها بينما يطلقون عصاباتها تقتل وتذبح وتفجر في سورية. ناهيك عما تتعرض له دول شمال أفريقيا العربية فقد تعرض العاملون في حقول الغاز الجزائرية لعمليات إرهابية قبل بضعة أسابيع راح ضحيتها أكثر من اثني عشر عاملاً أجنبياً ومحلياً، وما زالت الجزائر تقع في مجال رادار الصهيو إمبريالي وشهيته التي لا تتوقف للهيمنة والسيطرة. ولن تسلم مصر حتى ولو قدم لهم مرسي قرابين الولاء والخدمة ليل نهار ولن يستقر الأمر في تونس طالما بقي الإخوان المسلمون، أعوان الإستعمار، على رأس هرم السلطة فيها.

لهذا ستبقى سورية في دائرة استهدافهم إذا لم تضع استرتيجية للمواجهة التي توظف فيها كل عوامل قوتها ونجاحها والبدء بالهجوم المعاكس في حملة تكسير الأصنام وتفكيك الأسطورة الصهيونية العالمية حتى تتحرر عقولنا من قوالب السياسة والديبلوماسية ومن المتلازمات والشعارات المعلبة لمواساة أنفسنا من مثل: أن هذه التفجيرات جاءت لإفشال الحوار السوري-السوري واللقاء الروسي-الأمريكي نهاية هذا الشهر. فالإرهاب الذي يمارسه النازيون الجدد في سورية وما زال يمارس في العراق على يد القتلة المأجورين هو عقيدة قتالية له بنيته وفكره ونهجه ويستخدم عندما تستدعي ذلك بؤر النزاع المستعصية كأداة ضغط دموي ولا يزول طالما بقي العقل المدبر والراعي والممول يدير دفة الصراع ويرسم بالدم العربي السوري شروط المعادلة. لذا يجب علينا أن نضع استراتيجية المواجهة استناداً على هذه الحقائق ونخرج من دائرة رد الفعل إلى دائرة العمل المنظم والفاعل.

ورغم قوة وعقائدية الجيش العربي السوري وعملياته الجراحية في استئصال بعض سرطان الإرهابيين ورغم صلابة المقاومة العربية والإسلامية إلا أن هذا لا يكفي طالما بقي الرأس المدبر بعيداً عن دائرة الفعل المباشر.. ومتى أدركنا أنه لن يكفي نكون قد سددنا البوصلة باتجاه الهدف: تعبئة جماهير الشعب لحرب طويلة الأمد وبأن يتحول كل مواطن إلى جندي يحمي الوطن. نحن في مواجهة دائمة مع العدو الصهيوني النازي، وهذه حرب استنزاف دائمة لن تنتهي لا بالحوار ولا بالاتفاق الروسي الأمريكي، ولا بالديبلوماسية. فقط حين نصبح قوة ونعلن الهجوم المعاكس على مستعمرة الصهاينة ومن في خندقها من أعراب ومثقفين وإعلاميين وإخوان مسلمون صهاينة.

وحتى لا يرتهن الشعب العربي في سورية إلى خطط الإرهاب الصهيوأمريكية يجب إعلان التعبئة العامة وفتح باب التجنيد في سياق المبادرة بالفعل والمعاملة بالمثل وتهيئة الشعب لحرب طويلة، حينها تتحول قطاعات الشعب من نساء وعمال وطلاب ومهنيين وهيئاتهم الجماهيرية إلى ألوية حرب حاملين قضية شعبهم إلى كل جبهات الأرض.

اليوم .. يجب ان تنتقل المعركة لعواصمهم .. لا يمكن أن نبقى ندفع بالدم العربي ضريبة مخططات الأعداء لالتهام اوطاننا دون رد قاس .. وأول العواصم تل ابيب .. لا بد من حرب الغوار تكلفهم كيانهم!! ولا بد أن تتحول سورية وجنوبها الفلسطيني إلى مقبرة للغزاة. هذا الرد هو الذي سيقلب الطاولة على الأعراب والعثمانيون الصهاينة.

حينها فقط يكون الشعب سياج الوطن

حينها فقط يتحقق الانتصار

21 شباط 2013

فلسطين المحتلة

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *