الرئيسية / أبحاث وثائق ومؤتمرات / تفاصيل تسميم عرفات من قبل رئيس جهاز امني سابق

تفاصيل تسميم عرفات من قبل رئيس جهاز امني سابق

تفاصيل تسميم عرفات من قبل رئيس جهاز امني سابق

المعلومات التي تعيد نشرها «جريدة العرب ألف ياء» تستند إلى ما سبق أن نشرته وكالة «قدس برس» بتاريخ 24/9/2007، حول عملية اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وتورط رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق في جريمة تسميمه.

وهنا نص التقرير الذي نشر بتاريخ 24/9/2007:

قبل فترة ليست بالبعيدة وبالتحديد يوم الخميس الموافق 7/12/2006 وصل إلى العاصمة البريطانية فريق تحقيق إسرائيلي على أعلى مستوى لمساعدة أجهزة الأمن البريطانية في الكشف عن ملابسات تسمم ضابط المخابرات الروسية الأسبق ألكسندر ليتفينينكو وفي حقيقة الأمر للتغطية على تورط إسرائيل وسفيرها في غزة في تسميم عرفات. كان هذا الأمر ليكون طبيعياً لولا ظهور أحد أسماء الإسرائيليين في محاضر التحقيق وهو الملياردير اليهودي ليونيد نيفزلين وهو معروف كواحد من أكبر تجار السلاح في العالم وكأحد أكبر المساهمين في شركة النفط «يوكوس» والتي تم سجن مديرها اليهودي خودوركوفسكي على قضية اختلاس وتهرب من الضرائب وآخرون من إدارة تلك الشركة لكونهم مارسوا التصفية الجسدية لمنافسيهم.

إن جميع تلك الشخصيات التي ذكرت والتي هي على علاقة وطيدة مع المخابرات البريطانية والمليونير اليهودي الفار من العدالة الروسية بيريزوفسكي يتخذون من لندن غرفة عمليات خاصة لممارسة تشويه صورة روسيا بشكل عام ورئيسها بوتين بشكل خاص… والغريب في الأمر أن هؤلاء جميعاً يدعمون القيادة الشيشانية في الخارج ويتحالفون معها وعلى رأسهم أحمد زاكاييف القائد ألشيشاني والذي حصل على اللجوء السياسي أيضاً يعتبر أحد الأصدقاء المقربين لبيريزوفسكي وحاشيته.

وننتقل هنا إلى المشهد الفلسطيني في تلك الحلقة وهو أن ليونيد نيفزلين هو شخصية مقربة لشاؤول موفاز صديق رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق الوفي.

قبل اغتيال عرفات بفترة كان رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق قد غادر إلى بريطانيا كما علمنا للدراسة أو ما شابه، ولكن في حقيقة الأمر كان رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق قد غادر في مهمة من نوع خاص وهي التحضير لعملية اغتيال عرفات ولكي يحصل على مادة البولونيوم والتي كانت بحوزة ليتفينينكو في لندن بتنسيق وتدبير من قبل تاجر السلاح ليونيد نيفزلين.

المشكلة في مادة البولونيوم أن العمر النصفي لها كمادة مشعة وسامة قصير جداً وهو حوالي 134 يوماً تقريباً والجرعة السامة الكافية لقتل أي إنسان هي واحد على مليون من الجرام بمعني لو قمنا بتقسيم حبة الأسبرين لخمسمائة ألف مرة فيكون هذا الجزء كافي لقتل أي إنسان وتظهر أعراض التسمم بعد أسبوع تقريباً أما في حالة تسمم ليتفينينكو فقد تجرع واحد على عشرة من الجرام.

لذلك استخدام هذا السم في عمليات الاغتيال يحتاج لتدريب كي لا يصاب منفذ المهمة ولئلا تظهر عليه أعراض الإشعاع ويتم كشف أمره من جهة ولوجوب إتباع القواعد التقنية في حفظ واستخدام تلك المادة من جهة أخرى يتطلب كل هذا الوقت من الدراسة للسيد رئيس جهاز امني فلسطيني سابق في لندن.

كانت تلك النقطة الأولى وأما النقطة الثانية فهي ظهور أعراض التسمم على الرئيس عرفات قبل انتهاء العمر النصفي لمادة البولونيوم في حال لو أن رئيس جهاز امني فلسطيني السابق تسلمها أثناء مهمته في لندن، وتكمن خطورة البولونيوم تكمن في صعوبة كشفه على الحواجز الأمنية في المطارات والمراكز الحدودية لأن مصدر الإشعاع يجب أن يكون على مسافة لا تزيد عن 2 سنتيمتر من جهاز كشف المواد المشعة لتتمكن من التقاط إشعاعاته.

النقطة الثالثة وهي تلك العلاقة التي تربط ليتفينينكو وبيريزوفسكي ونيفزلين وشاؤول موفاز ورئيس جهاز امني فلسطيني سابق وغرف العمليات المطلوبة في لندن وتل أبيب وحقيقة لماذا تحسب الحكومة المصرية لدحلان ألف حساب دون مبالغة ولماذا يمتلك كل هذا الحب والود له من قبل الثلاثي الإسرائيلي الأميركي البريطاني.

وهنا أود أن أعرض ملاحظة للقارئ…

أولاً أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا في روسيا، أميركا، وبريطانيا.

إذ أنه لم يتسمم أحد بتلك المادة سوى مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل لدراسة المواد المشعة وزوجها وكذلك تسمم ابنتيها بتلك المادة وهذا حصل منذ أكثر من قرن.. إذ أن أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد تكون معروفة إلا لنطاق ضيق جداً.

ففي حالة الرئيس عرفات يعتقد أنه تم تسميمه بجرعة الواحد على المليون من البولونيوم وأجهزة الكشف عن الإشعاع لا تستطيع كشف النشاط الإشعاعي لتلك الكمية إلا في حالة الاقتراب الشديد من تلك المادة.. وقبل أن ينتهي العمر النصفي للمادة.

وأما عملية وضع تابوت عرفات في قالب من الباطون وذلك لتسهيل عملية نقل ضريحه إلى القدس ودفنه فيها حسبما أوصى.. فتلك حيلة لا تنطلي على الخبراء في علم الجريمة والنشاط الإشعاعي.. وإنما جاء ذلك تخوفاً من أن يشك أحد بأمر تسميم عرفات بمواد مشعة، وحال اقتراب أحد من جثمانه بكاشف النشاط الإشعاعي يكتشف الحقيقة.. وكما هو معروف للجميع بأن الباطون يعزل لدرجة النشاط الإشعاعي كما تبنى المفاعلات النووية بعوازل خرسا نية ضخمة.

وحول تلك النقطة سوف أعرض في نهاية الموضوع معلومات علمية بحتة لتكون الصورة أكثر وضوحاً للقارئ.

المدعو نيفزيلين هو مطلوب لروسيا ومتهم بمحاولة اغتيال لبوتين وكذلك اعتراف نفزلين في مقابلة مع صحيفة ألمانية بأنه التقى مع ليتفينينكو في بريطانيا والأعجب من ذلك أنه في شهر أيلول/سبتمبر 2004 وهي فترة تسمم عرفات توفي أقرب الأصدقاء للرئيس الروسي بوتين رجل الأعمال المعروف ومدير مؤسسة «بالتيك – إسكورت» رامان تسيبوف نتيجة تسمم لم يتم معرفة أسبابه آنذاك وأعراض تسممه شبيهة بتلك التي ظهرت على ليتفينينكو وعرفات.

وهنا أود أن نستذكر معاً بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي صدر بعد اجتماع المجلس الأمني المصغر بتاريخ 14/07/ 2004 وتم الإعلان فيه عن أن إسرائيل تستعد لوفاة عرفات ويشارك في هذا الاستعداد عدة وزارات إسرائيلية وصدر هذا البيان قبل شهرين من تسمم عرفات تقريباً وفي الوقت الذي تم إعطاء الضوء الأخضر لعملية التسميم.

إن لفت الأنظار إلى تلك الزاوية وموضوع البولونيوم هي بحد ذاته وحتى بدون عرض الإثباتات هي حقيقة يستطيع كل قارئ لو اجتهد أن يربط التواريخ والمقابلات والأحداث ويصل إلى تلك التفاصيل ولكن لم يبحث أحد من قبل في هذا الاتجاه.

ونعود لشخصية نفزلين لنستوضح مفتاح هذا اللغز أكثر.

نفزيلين وكما هو معروف مطلوب للعدالة الروسية، ولم يكن قد حصل على الجنسية الإسرائيلية بعد، وكانت إسرائيل ستسلمه للسلطات الروسية، لولا حصوله على الجنسية الإسرائيلية قبل الفترة القانونية المطلوبة.

وشب خلاف في الكنيست الإسرائيلي على التجاوز القانوني في منح نفزلين الجنسية الإسرائيلية. وتم إخراس النائبة في الكنيست من حزب العمل كوليت آفيتال.. التي طالبت في إحدى جلسات الكنيست إيضاحات حول ملابسات تسريع حصول ليونيد نفزيلين على جواز السفر الإسرائيلي – داركون.

وحسب معلومات من مقرب للمحامي الإسرائيلي الشهير أرنون بيريلمان بأن شارانسكي قدم مساعدة لنفزلين وقام بتقديمه إلى شارون بأنه هو من سيساعدنا في التخلص من عرفات ولكن يجب أن نساعده بألا يقع في قبضة الروس ونمنحه الجنسية وفي ليلة وضحاها انقلب رأي شارون حول نفزلين من شخص مشبوه إلى سياسي ووطني، وبعد تسميم عرفات أصبح أقرب الأصدقاء لعمري شارون..

وكان في تلك الاتفاقية أن تتم إدارة موضوع تسميم عرفات من خارج إسرائيل وبمشاركة أطراف فلسطينية.

وهنا في إحدى اجتماعات شاؤول موفاز مع رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق تم تغيير مكان اللقاء إلى هرتسيليا بيتواخ..

في هرتسيليا بيتواخ يمتلك نفزلين فيلا ثمنها 4 مليون دولار، وكان هذا اللقاء بمثابة الخطوة الأولى لتحقيق حلم شارون في التخلص من الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

سيقول بعض القراء وما علاقة رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق بالموضوع فهو كان بعيداً عن عرفات نظراً لتأزم العلاقة بينهما، وهنا أود أن ألفت انتباه القارئ إلى أن الرئيس ياسر عرفات التقى رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق للمصالحة، منذ يوم الاثنين 07-07-1425هـ الموافق 23/08/2004م لغاية يوم الأربعاء الموافق 25/08/2004 م ثلاث مرات، وتم تسميمه على الأرجح في يوم الثلاثاء. وفي اليوم الذي تلاه تبنى المجلس التشريعي الفلسطيني توصية بالدعوة إلى تشكيل حكومة فلسطينية قادرة على تحقيق برامج الإصلاح التي اقرها المجلس التشريعي وتحدث بشأنها الرئيس ياسر عرفات حيث بدأت فيما بعد ظهور أعراض التسمم على الرئيس.

بعد وصول فريق تحقيق إسكوتلانديارد إلى موسكو للبحث في ملابسات ضابط المخابرات الروسية الأسبق ليتفينينكو ولاستجواب بعض الشخصيات الروسية التي التقت معه قبل تسممه.. بدأت ـ تتكشف خيوط كثيرة ولجريمتي قتل منها تسميم رومان تسيبوف صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتسميم عرفات وذلك بعد التأكد من ضلوع نفزلين بشكل أو بآخر في تلك الجرائم .. ما أن علمت أجهزة الأمن الإسرائيلية بتغير مسار التحقيق حتى سارع فريق إسرائيلي بالسفر إلى لندن يوم الخميس الموافق 7/12/2006 ليتباحث مع الاستخبارات البريطانية والمعروفة بــ (إم آي 6) والتي كانت بدورها قد وجهت الدعوة لرئيس جهاز أمني فلسطيني سابق لتلقي الدورة في بريطانيا واستجاب لها وأعلن أنه سافر للدراسة.. وعندما أحست إسرائيل بأن الروس والبريطانيين كشفوا حقيقة تسميم عرفات، وأن هناك أدلة تشير لضلوعها في قتل عرفات من خلال نفزلين ورئيس جهاز أمني فلسطيني سابق.. سارعت بعقد صفقة مع الروس من خلال البريطانيين، وتم التوصل لاتفاق مبدئي، وهو تسليم نفزلين للسلطات الروسية، وبالمقابل السماح لأربعة مواطنين إسرائيليين يقبعون في السجون الروسية بأن يمضوا محكوميتهم في السجون الإسرائيلية. والمعروف أن بوتين مستعد لعمل أي شيء للقبض على نفزلين.

من هنا نصل إلى عدة حقائق :

الحقيقة الأولى : أن تسميم عرفات تم بأمر من شارون شخصياً والتواطىء الأميركي (وكما أكده الكاتب الفرنسي اوري دان في كتابه شارون).

الحقيقة الثانية : أن تسميم عرفات تم بمادة البولونيوم نظراً للأعراض والحقائق التي عرضناها أعلاه.

الحقيقة الثالثة : وهي أن التنفيذ تم من قبل الحالم بالسلطة رئيس جهاز أمني فلسطيني سابق.

أضيف إليكم هنا بعض المعلومات عن المواد المشعة لأن البعض سوف يجد الإجابة عن استفسارات قد تكون مهمة :

كي نخفض أشعة غاما إلى العشر (طاقتها 2 مليون اليكترون فولت)، فإنه يلزم سُمْك 48 سم من الماء أو 25 سم من الباطون المسلح، أو 6.7 سم من الحديد، أو 4.3 سم من الرصاص. بينما يمكن 1سم من الالومنيوم إيقاف جمع البروتونات والالكترونات المنطلقة من العناصر المشعة. إن ضرر أشعة غاما هو أقل ضرراً من النيوترونات بـ 50 مرة.

وعندما نتحدث عن البلوتونيوم وهو الأقل إشعاعاً من اليورانيوم وعن كمية من المادة (التي تسمم بها الرئيس) وقدرها لا يتجاوز واحد على مليون من الجرام فأعتقد أننا نفهم ماذا يعني ذلك.

أما عن الإصابة بالإشعاع :

فان تأثير الإشعاعات يرتبط كثيراً بالعمر وبصحة المريض. تكون الأشعة أكثر خطورة على الخلايا حديثة التكوين، وتشكل خطورة أكبر على المرأة في فترة المراهقة، كما أن بعض أجزاء الجسم أكثر حساسية تجاه الأشعة من غيرها مثل : الخلايا العصبية، خلال الأمعاء، الكلية، الدم، الأعضاء التناسلية، الكبد، المورثات…الخ.

إن خطورة الإشعاعات تكمن بأنها تدخل إلى داخل نواة الخلية الحية فتدمر كامل محتوياتها ولاسيما السجل الوراثي (DNA) وبالتالي تصبح الخلية مخبولة ولا تستطيع أن تنقسم إلى خلايا جديدة يمكن أن تقوم بوظائفها، والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء التي لا تحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لا يمكن أن تتجدد، والأخطر من ذلك إذا أصابت الأشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما أن خلايا الأعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الإنسان المناعة ويصبح الإنسان أشبه بمريض الايدز لا يستطيع أن يقاوم الجراثيم.

يصعب اكتشاف الأشعة، فهي بلا لون ولا رائحة ولا طعم ولا يستطيع الإنسان أن يتعرف عليها باللمس، برغم ذلك فإن بعض الناس يشعرون بوخز عندما يصل مستوى الأشعة إلى 10 راد فوق الجلد.

تدخل أغلب الأشعة إلى جسم الإنسان عن طريق الفم والتنفس ويصعب عليها الدخول عبر الجلد. إن من أهم عوارض الأشعة العالية المستوى على الإنسان هي : الغثيان – القيء – النزيف الدموي – الإسهال – فقر الدم – فقدان الذاكرة – نقص الوزن – فقدان الشهية على الطعام – خوار القوى – ابيضاض الشعر – ضعف البصر – الشيخوخة المبكرة – ضعف القدرات الجنسية – احمرار الجلد .. الخ.

جرت دراسات واختبارات عديدة في العالم على تأثير الجرعات الإشعاعية على مختلف الكائنات ووضع لذلك معايير ومصطلحات مثل (LD-50) تعني الجرعة من الأشعة التي تؤدي إلى موت 50% من الموضوعين تحت الاختبار والمعرضين للأشعة، كما وضع المصطلح (LD_50/30) الذي يعني الجرعة الإشعاعية اللازمة التي تؤدي إلى موت 50% من الكائنات الموضوعة تحت الاختبار خلال 30 يوماً.

عن prizm

شاهد أيضاً

ماذا يحدث للطعام في أفران الميكروويف؟

020/06/20 أعلن أنطون ياستربتسيف، خبير البيئة، أنه على الرغم من أن افران الميكروويف تخدم البشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *