الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / السجل الأسود لآل نديم وسامي الجميّل

السجل الأسود لآل نديم وسامي الجميّل

السجل الأسود لآل نديم وسامي الجميّل

6 تشرين ثاني 2010

سركيس أبو زيد

مدير القسم السياسي في وزارة الخارجية الإسرائيلية روفن شيلواح، نقل عن مصدر موثوق اكد في تقرير له “ان اسرائيل لا يمكنها ان تربح الا من مساعدة طموح الكتائب لتحرير نفسها من العروبة”، حيث اشار ايضاً الى انه شجع الياس ربابي (ممثل حزب الكتائب في حينها) وساعده مالياً.

في العام نفسه، كان يحكى عن ان الكتائب قد دخلت في علاقات اسرائيلية لبنانية غير رسمية، كما اصبحت لبّ المعارضة لحكومة رياض الصلح وبشارة الخوري. واستمرت الإتصالات مع اسرائيل وجرى اول اتصال اسرائيلي كتائبي مباشر في خريف 1948، حين التقى ربابي في باريس برافر آرازي (ممثلا المخابرات الإسرائيلية).

وكما سيتبيّن لاحقاً، فقد كون المسؤولان الإسرائيليان عن ربابي انطباعاً جيداً جداً وقدما له قرضاً وحثا وزارة الخارجية على القيام بعمليات متابعة وأرفقا ذلك باقتراح موازنة لهذا الغرض.

في العام 1950، فتحت المساعدات الخارجية السبيل امام اسرائيل للدخول في السياسة اللبنانية الداخلية. وكان الياس ربابي خلال بعثته الثانية الى الولايات المتحدة قد تقدم من المنظمة الصهيونية في اميركا بطلب تمويل حملة الكتائب الانتخابية في الانتخابات النيابية اللبنانية عام 1951 وقد جرى تحويل هذا الطلب الى الدائرة السياسية في وزارة الخارجية والى موشي شاريت في تشرين الثاني 1950.

اما الذاكرة التي اعدتها شولاميت شوارتز، العاملة في مجلس الطوارئ الأميركي الصهيوني، فقد نقلت عن ربابي تأكيده ان “الكتائب تريد اخراج لبنان من الجامعة العربية، وان من ضمن اهدافها السياسية صنع السلام واعادة ارساء العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل.”

في 12 كانون الاول 1950، وبناء على تعليمات من وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت، اجتمع كل من سكرتيره الخاص، فراييم افرون، ومستشاره لدى الامم المتحدة، جدعون رافايل مع ربابي في نيويورك.

وفي مذكرة لاحقة اوصى رفايل بتخصيص مبلغ يراوح ما بين 15 ألفاً وثلاثين ألف دولار للكتائب من اجل حملتهم الإنتخابية لكن تحليلاً اجراه قسم الإبحاث في وزارة الخارجية اظهر ان عدد افراد الكتائب كان اقل مما ادعت، وانها لم تكن تملك حظوظاً في الحصول على ثلاثة مقاعد او اربعة في البرلمان اللبناني.

وعلى اثر تقرير قسم الأبحاث في وزارة الخارجية، قدمت مساعدة بمبلغ الفي دولار فقط وقد اظهر هذا التقرير ان ربابي بالغ كثيراً في عدد اعضاء حزب الكتائب وحظوظه بالفوز بمقاعد في مجلس النواب اللبناني.

وفي وقت لاحق، وبعد خسارة الكتائب في الحصول ولو على مقعد واحد في الإنتخابات النيابية اللبنانية، الا ان ربابي قال “على الرغم من اسفنا الشديد لذلك، فإننا نعلم ان قدرنا هو ان نعمل معاً وبأن التعاون سيأتي.”

اضافة الى ذلك، ذهبت شولاميت شوراتز التي انحازت للكتائب رغم كل شيء، الى حد التوصية باستثمار “خمسين الف دولار لشراء عدد كبير من الاسهم في جريدة العمل الكتائبية بهدف توسيع انتشارها وجعلها ذات اهمية دولية.”

وكان ربابي بصفته رئيساً لتحرير العمل قد اتصل بها في الاول من كانون الثاني 1952، طالباً معونة لدفع المعاشات في مقابل توجيه الصحيفة في اتجاه موافق لإسرائيل. ولدى عودته في نيسان 1952، كان قد وفى بتعهداته.

في سياق آخر، تتكلم الكاتبة عن اجتماع بين الدبلوماسي الإسرائيلي يهوشع بالمون وزعيم الكتائب بيار الجميل، هيأ له الياس ربابي في سويسرا بعد سنين على تطور علاقته مع الدبلوماسي الإسرائيلي وقد عقد الاجتماع عشية الحرب الأهلية، حيث أوضح الجميل “أن الموارنة الذين التفوا حول الميليشيا الكتائبية في غياب تدخل الجيش اللبناني، بحاجة إلى مساعدة عسكرية للبقاء”. ما أدى إلى تزويد إسرائيلي للكتائب بالأسلحة والمعدات العسكرية عبر مستوطنة المطلة.

من هنا، وبعد كل هذه الشواهد والوقائع التي تشكل غيضاً من فيض، هل لا زال النائب الشاب سامي الجميل ,وابن عمه نديم بشير الجميل مصرّان على أن التعاون مع إسرائيل كان نابعاً فقط من الحاجة للوقوف في وجه سوريا والفلسطينيين؟ أم إن الالتقاء الفكري والإيديولوجي كان الأساس وراء هذه العلاقة التي تصل إلى أكثر من نصف قرن؟

ما سبق لا يؤكد إلا الاحتمال الثاني، وما على الكتائبيين القيام به من هنا هو مراجعة أنفسهم لمعرفة إذا ما كانوا يريدون الإكمال بهذا الطريق الانعزالي الذي لا يفتح باباً إلا على إسرائيل.

يبدو في الأفق محاولة لعودة الروح إلى المشروع الانعزالي الإسرائيلي الأميركي كما يحلم به ثلاثي التطرف سامي ونديم وسمير جعجع.

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *