الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / بيان: الإخوان في مصر ومنزلق المشروع الأمريكي الاستعماري لتفكيك الأمة

بيان: الإخوان في مصر ومنزلق المشروع الأمريكي الاستعماري لتفكيك الأمة

سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون)

بيان صادر عن الحركة الديمقراطية الشعبية المصرية

الإخوان ومنزلق المشروع الأمريكي الاستعماري لتفكيك الأمة

يتواصل سقوط الأقتعة التي ترتديها جماعة الإخوان المسلمين للقفز علي ثورة 25 يناير وحرف مسارها الديمقراطي الوطني واختطاف ثمرتها الأولى المحققة بإسقاط مبارك وحاشيته، وذلك لتحقيق أهداف الجماعة السياسية الساعية للوثوب علي السلطة بأي طريق ولو على حساب الشعب وكفاحه لنيل حريته واستعادة استقلال بلاده وتحقيق تقدمها.

ويأتي الترحيب اللاهث لجماعة الإخوان بإعلان وزيرة خارجية العدو الأمريكي عزم حكومتها استئناف الاتصالات والحوار مع الجماعة ليشكل خرقا آخرا جديدا للإجماع الوطني الذي سطرته أغلب ائتلافات شباب الثورة وقواها الوطنية برفضها دعوة الوزيرة الأمريكية الاجتماع بها أثناء زيارتها القاهرة وتدنيسها ميدان التحرير. ولا يقلل من أثر هذا الخرق وجرحه للكرامة الوطنية ما غلفت به جماعة الإخوان موقفها هذا من طنطنة خطابية فارغة عن ضرورة أن يكون حوارها مع الأمريكان علي أساس من الاحترام المتبادل ومصلحة الشعبين.

فأية مصلحة مشتركة تروج لها الجماعة يمكن لها أن تتحقق بين شعبنا وبين الاستعمار الأمريكي،عدونا الرئيسي، الذي ما توقف يوما – ومنذ حلوله بمنطقتنا – عن شن عدوانه المباشر مستخدما كل الوسائل وفي مقدمتها العدوان العسكري لإعاقة تطورنا واستكمال استقلالنا الوطني ولاحتلال بلادنا وتكبيلها بقواعده العسكرية. وليست العراق أول ضحايا العدوان الأمريكي ولن تكون ليبيا الأخيرة، وما توقف يوما عن تبني الكيان الصهيوني الكريه واحتلاله لفلسطين وغيرها من الأراضي العربية وعدوانه الدائم علي الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب المصري؟. وأية علاقات للاحترام المتبادل تخدع بها الجماعة شعبنا يمكن لها أن تتأسس بين دولة قيادة الاستعمار العالمي في ذروة وحشيته ( أمريكا ) وبين ما تعتبرها إحدي مستعمراتها ( مصر )، بل وتشكل أمريكا – حتى الآن – أهم مكونات الحلف الطبقي الحاكم في مصر ( إن لم تكن قيادته )، وتمارس تدخلها السافر في أدق شئونها وتملي ما تراه من سياسات تعادي حاضر ومستقبل شعبنا من جانب، وتؤمن استكمال إحكام سيطرتها السياسية والاقتصادية والعسكرية علي بلادنا وحكمها حكما مباشرا من الجانب الآخر في إطار مشروعها الاستعماري المعلن المقنع بنشر ” الديمقراطية ” في العالم العربي والمعروف بمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الأوسع أو الجديد.

إن حركة الديمقراطية الشعبية المصرية إذ تربأ بجماعة الإخوان – إن أرادت أن تنخرط في القوى الوطنية وألا تكرر مواقفها الرجعية المعادية للحركة الوطنية المصرية والمنحازة للإنجليز والسراي منذ عام 1946 – أن تنزلق في مستنقع المخطط الأمريكي لتفكيك الأمة، تدعوها إلي إعلان رفضها – بوضوح لا لبس فيه – إجراء اتصالات أو حوار مع العدو الأمريكي واعتبار مثل تلك العلاقات الأمريكية مع الجماعة أو مع غيرها من القوى السياسية المصرية انتهاكا لسيادة الدولة المصرية التي يكافح شعبنا لاستعادتها.

وتشدد الحركة على دعوة أبناء شعبنا وقواه الوطنية للاصطفاف السياسي ضد العدو الأمريكي الصهيوني العدو الرئيسي والمباشر لبلادنا وثورتنا. ووضع مهمة تحرير الإرادة السياسية المصرية من الهيمنة الأمريكية والصهيونية على رأس قائمة العمل السياسي المطروح علي جدول أعمال الثورة.

* * *

موجز لبعض من مواقف وممارسات جماعة الإخوان تجاه ثورة 25 يناير:

1- امتنعت جماعة الإخوان عن المشاركة في الثورة منذ إطلاق شرارتها في يوم 25 يناير ومما يؤكد ذلك التصريحات العلنية شديدة الوضوح لقادة الجماعة بعدم استجابة الجماعة لدعوات الشباب بالاحتجاج على انتهاكات الشرطة والتظاهر يوم 25 يناير. ولم تشارك – ككتلة سياسية – في الثورة إلا بعد انهيار منظومة الأمن القمعية تحت ضربات الشعب البطل وامتلاكه الشارع. فضلا عن تلبيتها ( مع بعض الأحزاب القديمة ) دعوة عمر سليمان للحوار والتي استهدفت احتواء الثورة وإجهاضها.

2- انحازت الجماعة لخطة إعادة تأسيس الاستبداد السياسي التي فرضها المجلس العسكري الحاكم لقنص الثورة ووأدها، وهي الخطة الهادفة إلي الإسراع بإجراء الانتخابات العامة قبل أن تتمكن الثورة من تعديل التوازن السياسي – الاجتماعي القائم لصالحها.

3- خانت الجماعة ما سبق والتزمت به مع ائتلاف شباب الثورة والقوى الديمقراطية من ضرورة إسقاط دستور 1971 كخطوة لازمة لاستكمال إسقاط النظام، فقبلت بترقيع الدستور الساقط ومارست (مع غيرها من جماعات الإسلام السياسي) الشحن الطائفي البغيض لدفع الأغلبية للتصويت بنعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

4- خذلت الجماعة ( مع غيرها من ممثلي الرأسمالية الكبيرة ) الطبقات الشعبية وانتفاضاتهم من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية المتردية، ووصفت كفاحهم بالفئوية ودعم الثورة المضادة. من هنا يمكن فهم صمت الجماعة على إصدار قانون تجريم الاعتصامات والإضرابات الفاشى وتنفيذه واعتقال العمال والموظفين المعتصمين ومحاكمتهم عسكريا.

5- ساهمت الجماعة ( مع بعض من القوى السياسية الممثلة للرأسمالية الكبيرة ) في مؤامرة الصمت المضروبة علي قانون الأحزاب الجديد الجائر الذي يقصر تشكيل الأحزاب علي أصحاب الثروة ويحرم تشكيلها علي أحزاب العمال وفقراء الفلاحين وغيرهم من كادحي الشعب.

6- كررت الجماعة انسحابها من مشاركة جماهير الشعب كفاحها لاستكمال الثورة، خاصة مقاطعتها لجمعة الغضب الثانية التي سعت لقطع طريق الالتفاف على الثورة، وجمعة القصاص لشهداء الثورة إلى درجة أن دعا أحد أبرز رموز الجماعة في الإسكندرية أهالي الشهداء المعتصمين والمتعاطفين معهم إلى فض اعتصامهم واعتبار دم الشهيد عند الله.

7- شرعت الجماعة تمارس نفس السلوك الفاسد للحزب ” الوطني ” المنحل ونشر ثقافة التسول بتقديم الرشاوى الانتخابية من سلع مدعومة ومجانية ( من أين للجماعة بتلك الأموال؟! ) وذلك قبيل بدء الانتخابات البرلمانية لكسب أصوات الفقراء والإمعان في إهانتهم استغلالا لمعاناتهم الاقتصادية والاجتماعية بديلا عن تقديم الحلول السياسية الجذرية الكفيلة بالقضاء على الفقر والبطالة والكفاح من أجل فرض تلك الحلول واستعادة الفقراء لكرامتهم وعزتهم في ظل دولة حرة مستقلة توفر لشعبها الحياة الكريمة.

حركة الديمقراطية الشعبية المصرية

2 يوليو 2011

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *