ألف ياء – جريدة العرب منبر إعلامي تقدمي يلتزم بقضايا الطبقات الشعبية فلسطينياً وعربياً وأممياً ولترسيخ مبادىء الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلم العالمي
مقالات مشابهة
بيان صادر حركة كفاية
الثورات العربية في مفترق طرق
كفاية استبداد..كفاية إفقار..كفاية بطالة
كفاية تبعية للهيمنة الأمريكية
دقت ساعة العمل الثوري العربي التي تأخرت عقودا ثلاثة, اتهمت خلالها شعوبنا بالخنوع والعجز، ثم اشتعلت التظاهرات والانتفاضات العربية كطوفان أو زلزال لا تتوقف توابعه عن العصف بحكومات الإفقار والبطالة والتبعية للهيمنة الأمريكية، وجاء تأثيرالدومينو متعاقبا عبر انتقال الشروخ في جدار الهيمنة الأمريكية ليعلن فشل سياسات الإصلاح الاقتصادي والديمقراطي للنظم العربية التابعة، وتتابع الثورات العربية عبر انتفاضات تجتاح كل المدن العربية وتطيح شيئا فشيئا بالحكومات العربية التابعة للهيمنة الأمريكية. لقد باتت النظم الحاكمة العربية هشة رغم كل جبروتها الأمني، وأصبحت إمكانيات انتصار ونجاح هذه الموجات من الانتفاضات الشعبية العربية تؤذن بربيع ثوري عربي أكثر التحاما بحركة ثورية عالمية للتحرر من سيطرة الهيمنة الأمريكية القائدة للاستعمارالجديد والمحركة للعمليات العسكرية لحلف الأطلنطي والراعية للرأسمالية الاحتكارية المتوحشة.
أغلب الثورات الشعبية العربية تقف اليوم أمام مفترق طرق، هي بداية حقبة جديدة للتحرر تعلن فيها الشعوب العربية ثورتها المتجددة ضد الاستبداد والافقار والتبعية للاستعمار الأمريكي الصهيوني : هل ما يحدث في تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا والجزائر والمغرب ضد أنظمتها الاستبدادية هل هي بوادر وبشائر تحرر من أسر التبعية الأمريكية؟ وهل التظاهرات في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة ستتحول لانتفاضات ثورية لطرد الاحتلال الصهيوأمريكي؟ وهل ما يجري الآن في القرن الأفريقي ويحاك للسودان والصومال من توترات عسكرية وحروب عرقية وطائفية وأهلية وتحضير لحروب المياه، هل هي سيناريوهات لمحاصرة وإجهاض أو إجهاد الثورات البازغة؟ وما يحاك لمحاصرة حزب الله والمقاومة اللبنانية من تدخلات عسكرية واستخباراتية يثبت أن الشعوب العربية كلها مستهدفة.
لنتضامن جميعا ضد أي تدخل عسكري لقمع انتفاضات الشعوب، ولتقف شعوبنا العربية ضد أي تدخل خارجي، إقليمي أو دولي، تابع للأمم المتحدة أولحلف الأطلنطي آو لمجلس التعاون الخليجي، إننا ندين التدخل العسكري الأمريكي أو الفرنسي في ليبيا الذي باركه نفس الذين استدعوا الاستعمار الأمريكي لاحتلال العراق ، متصورين أن حلف الأطلنطي قادر على وقف حمام الدماء والتخلص من القذافي بأقل الخسائر، وأثبتت الأيام عكس ذلك مع استمرار تزويد طرفي القتال بالسلاح دون حسم، كما نرفض محاولة تكرار نفس السيناريو في سوريا أو أي قطر عربي آخر، مثلما نرفض استدعاء قوات مغربية وأردنية للمشاركة مع قوات مجلس التعاون الخليجي في قمع انتفاضة الشعب البحريني، مع إدراكنا للدور الأمريكي وراء ذلك.
معا لتأسيس جبهة الشعوب العربية لإنقاذ ودعم الثورات العربية البازغة والتضامن معها وبلورة رؤيتها لولوج عالم أفضل وولادة جديدة للثورة العربية الكبري، وحين هبوب ريح الشرق ضد القهر والتبعية والاستعمار ستأفل شمس الغطرسة الهمجية على أقدار الشعوب العربية.
29 حزيران 2011
