الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / زعماء الإخوان يحاصرون غزة ويقاتلون سورية

زعماء الإخوان يحاصرون غزة ويقاتلون سورية

اسماعيل هنية يلتقي محمد مرسي والحصار على غزة باق

زعماء الإخوان يحاصرون غزة ويقاتلون سورية

غالب قنديل

عندما اندلعت حركة ما سمي بالربيع العربي وصعد دور التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ساد الترقب أوساطا عديدة عربية ودولية لجهة الانعكاسات التي قد يحملها التغيير السياسي في بعض الحكومات العربية على قضية فلسطين التي شكلت عنصرا أساسيا في تكوين الثقافة والخطاب عند الحركات الإسلامية عموما وكانت حاضرة وبقوة في خطاب الأخوان المسلمين وفي علاقاتهم السياسية مع فصائل المقاومة في المنطقة.

يبدو واضحا أن خضوع قيادة التنظيم العالمي للاملاءات الأميركية وعقدها لصفقات سياسية لإعادة تكوين السلطة بالشراكة بين تنظيم الأخوان وقادة الجيش في مصر وتونس يقدم نموذجا للانتهازية السياسية التي ميزت هذا التنظيم منذ ظهوره ولكونه ذرائعيا في قراراته وخطواته وجاهزا لإصدار التبريرات تحت عنوان المصلحة التي توحي أدبياته بأنها مصلحة “الأمة” بينما هي في الواقع مصلحة الزعماء المتعطشين للسلطة بأي ثمن.

كانت زيارة رئيس وزراء غزة وأحد كبار زعماء حركة حماس إلى القاهرة مشهدا سورياليا غير مسبوق فالزائر الحماسي قصد الرئيس الأخواني ليطالبه بفك الحصار عن قطاع غزة وبفتح معبر رفح وقد أشاعت الحركة قبل الزيارة ومنذ صعود نجم الأخوان أن زمن النصرة قد أتى وان تسلم الأخوان للسلطة في مصر سيزيل الحدود مع غزة وسيسند القطاع وأهله مباشرة من عمق القاهرة.

الخيبة كانت معلنة على وجه اسماعيل هنية بعد الزيارة والمعلومات التي تناقلتها الصحف تقول إن الرئيس مرسي قال للأخ اسماعيل إن معبر رفح سيبقى مغلقا لأنه مضطر لمراعاة التزامات أمنية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل وقد تعهد ببذل المساعي لديهما من اجل حل مشكلة الحصار بطريقة معينة لم يقل شيئا عن تفاصيلها.

هذا المشهد له معادل واحد هو أن زعماء الأخوان المسلمين يحاصرون قطاع غزة كما فعل حسني مبارك وأنهم في أحسن الأحوال يعرضون الوساطة مع العدو.

في منطقة أخرى من الشرق يلعب تنظيم الأخوان المسلمين في سورية وحلف التكفير العربي بقيادة المملكة السعودية دورا دمويا بارتكاب المجازر وبتنظيم فرق الموت في إطار الخطة التي تديرها الولايات المتحدة لتدمير الدولة السورية وإسقاطها بوصفها الدولة الوحيدة التي أفشلت الخطط الأميركية الإسرائيلية لتصفية قضية فلسطين منذ اتفاقية كامب ديفيد في السبعينات من القرن الماضي.

مشهد سوريالي آخر يتصل بالأحداث السورية حيث بدأت تظهر في مواقع الكترونية فلسطينية بيانات نعي لعناصر من حماس قيل إنهم كانوا يقاتلون في سورية أي أنهم يقاتلون ضد الدولة التي رفض رئيسها أن يغلق مكاتب حماس في عاصمة بلاده رغم التهديد الذي تلقاه من الولايات المتحدة بعد احتلال العراق عندما زاره كولن باول بعد احتلال العراق وأنذره أن على حدوده الشرقية نصف مليون جندي أميركي ، فكان رد الرئيس بشار الأسد بأن دعم سورية للمقاومة في لبنان وفلسطين هو مبدأ سيادي يمنع على الزوار الأجانب أن يناقشوه وأن التهديد لا ينفع مع الشعب السوري الذي طرد الغزاة والمستعمرين دفاعا عن استقلاله على مر الزمن وحيث قال الأسد لكولن باول سوف ترحلون عن العراق عاجلا أم آجلا والعراقيون سيقاومون ونحن معهم.

انتهازية زعماء الأخوان المسلمين واستعدادهم للسير في ركاب الغرب ومشاريعه الاستعمارية ليست أمرا جديدا والأكيد أن في هذا التنظيم وطنيين ومقاومين في مصر كما في فلسطين وفي تونس وسورية وغيرها سيخرجون احتجاجا على الخيانات الموصوفة.

28 تموز 2012

عن موقع مركز الشرق الجديد

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *