الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / الحرية في غزة…. يا سلام!!

الحرية في غزة…. يا سلام!!

حملة حماس في غزة: إرفع بنطالك وانتبه لقصة شعرك!

الحرية في غزة…. يا سلام!!

خالد الأحمد

بادرني صديق قبل يومين قائلاً: أحزر…. شاطئ غزة مطلوب من قبل الحكومة هناك.. لماذا؟

سؤاله، فعلاً، أربكني… فاجأني .. ولم أكن أتوقعه. صمت قليلاً علني أهزم ارتباكي… ابتسمت له، وفي داخلي من يقول: أي سؤال هذا الذي تحيرني بالبحث عن إجابة له؟

قلت لصديقي: لقد عجزت…. ابتسم ابتسامة مصنوعة من الخبث مجيباً، لأنه ساحل… ألا تعرف أن حكومة حماس في غزة تلاحق كل شيء ساحل من البنطلون حتى الشاطئ…. حاولت أن أتماسك لكن قهقهة انطلقت مني مدوية، لم تراع أننا في الشارع… عندما تحررت من أسار تلك القهقة ومفاعيلها.. نلت حظي من تأنيب صديقي ذاته الذي قال متصنعاً الجدية والحزم: والله لو كنت في غزة أو جباليا أو رفح لكانت عقوبة ضحكك في الشارع ثلاثة أشهر في سجن غزة المركزي…

روح الدعابة التي انتقد صديقي من خلالها تصرفات الحكومة الفلسطينية في غزة ليست حالة فردية بل أضحت موقفاً جماعياً يتمثله أغلب الفلسطينيين، لا سيما وأن متابعة شأن الناس الخاص ومحاولة التحكم فيه، وفق حكومة حماس ورؤيتها للحياة الاجتماعية وضوابطها أصبح بمثابة الأمر الشائع… فمثلاً: حرام أن يرتدي الشباب البنطلون الساحل… حرام أن تدخن في الشارع….. يجب أن ترتدي “الملكانات” في محال الألبسة النسائية الحجاب، تماماً كما يجب أن ترتديه المحاميات الفلسطينيات… التدخل في تسريحات شعر الشباب، ونماذج الحلاقة… ففي غزة ممنوع على الشباب “البانكي” و”السبايكي”….و…

بعد تقديم الدكتور سلام فياض استقالة حكومته في رام الله لفتني خبراً لموقع الكتروني من مواقع السلطة في غزة يتحدث عن الرجل…. توقعت أن يكون مضمون الخبر سياسياً أو اقتصادياً يتناول فترة رئاسة فياض للحكومة، لكن المضمون كان مختلفاً تماماً، فلم أجد أثراً لأي نقد لسياسات الرجل ودوره في العملية الاقتصادية… والديون التي أثقل بها كاهل السلطة الواهنة أصلاً….كان الخبر يتحدث عن شأن شخصي…. الدكتور سلام فياض كتب في صفحته على الفيسبوك دعوة لمساندة مطرب فلسطيني أسمه محمد عساف ينافس في برنامج فني عدداً من المطربين العرب.. محرر الخبر كال التهم والشتائم للدكتور فياض بسبب اهتمامه بسفاسف الأمور، مما يتوجب رجمه بأقذع الشتائم.

قبل أيام عديدة نشبت مشادة بين أصحاب محال لبيع الألبسة النسائية في جباليا مع عدد من رجال شرطة السلطة، تحولت إلى نزاع حاشد… سبب هذا النزاع يعود إلى قرار جديد صدر في غزة يمنع بمقتضاه الرجال بيع الألبسة النسائية…. أو عرض تلك الألبسة على الواجهات…. مما أثر في الحالة المعيشية لأسر كثيرة.

شخصياً، لم أكن يوماً من عشاق “البانكي” أو “السبايكي” وغيرها، ولم ارتد، ولم، ولن أفكر في ارتداء بنطلون ساحل، ومن الناحية العمرية لا أنتمي إلى الجيل الذي يرغب بها….. أيضاً لم اتفق مع الدكتور سلام فياض في مواقفه السياسية، بل كنت قريباً من انتقادات حماس لسياسته، ولم أعمل يوماً في متجر لبيع الألبسة النسائية… لم… ولم…… لكنني من منطلق الدفاع عن حرية الأفراد في خياراتهم الشخصية، اعتبر أن ما تقوم به حكومة حماس أمراً يساهم في تقييد الحريات والتخريب الاجتماعي.

ما زال أمام الشعب الفلسطيني مشوار طويل من النضال والتضحية من أجل تحرير أرضه، فهل أسقطت الحكومة في غزة أهداف التحرير، وحصرت مهامها في التحكم بالقضايا الخاصة والشخصية للناس؟….. ثم ألا تخدم مثل هذه التصرفات التي تقسم الشارع الفلسطيني اجتماعياً وثقافياً، علاوة على الانقسام السياسي، الكثير من المترصدين للوحدة والمقاومة؟!…إنها أسئلة موجهة للمعنيين في السلطة في القطاع…..ننتظر الإجابة حتى لا تواصل غزة غرقها في زمن الممنوع من إطلاق الصواريخ على العدو وحتى البنطلون الساحل.

20 نيسان 2013

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *