الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / محمد عساف و”صراع المناكفة” الفلسطيني

محمد عساف و”صراع المناكفة” الفلسطيني

محمد عساف و”صراع المناكفة” الفلسطيني

خالد الأحمد

بالمصادفة قرأت قبل شهرين، أو أقل، انتقادات من بعض ممن ينتمون إلى حركة”حماس” إلى مناصري حركة “فتح”بسبب تشجيعهم لمتسابق فلسطيني أسمه “محمد عساف”، يشارك في برنامج على إحدى المحطات الفضائية العربية. لم يكن غريباً بالنسبة لي هذا الانقسام الفلسطيني الجديد حول “عساف” لمعرفتي أن الصراع الداخلي الفلسطيني يطال كل الأشياء، ورغم اليافطات الوطنية المرفوعة لتبرير استمرار الانقسام، إلا أن سمة “المناكفة” أو “النكايا” هي التي تطغى في الميدان. عندما بدأ الانقسام بين غزة الحمساوية والضفة الغربية الفتحاوية، رغم قسوة هذه التوصيف، وعدم صدقيته إلا في الحالة السلطوية، عندها دارت معارك مناكفة بين حماس وفتح وحلفائها في منظمة التحرير وأغلبهم قوميون ويساريون وشيوعيون، من تلك المعارك محاولة الطرف الثاني إلهاء حماس بحشود في الشوارع والساحات كل يوم جمعة، وراحت “فتح” تحشد للصلاة في ميدان غزة، وبدأ مناصروها وحلفاؤها بتلبية الدعوة، في تلك المعارك رأى الغزيون أن شيوعيين مؤيديين ل”فتح” قد فرشوا سجادات الصلاة وراحوا يصلون في الميدان… صلاة الشيوعيين كانت من اجل مناكفة “حماس” لإيصال رسالة لها مضمونها لستم وحدكم من يحتكر الإيمان. هذا عدا عن توسلهم الصلاة لمنع أجهزة أمن حماس من قمعهم في الميدان.

سمة “المناكفة” هذه تنسحب على كل القضايا… “حماس” تستقبل القرضاوي، “فتح” ترفض المشاركة في الاستقبال… حماس تمنح القرضاوي جواز سفر … “فتح” تعترض وتعتبره مزوراً وترفع السلطة مذكرة إلى الانتربول بهذا الخصوص،فتح تهادن الإسرائيليين، حماس تقصف مواقع إسرائيلية، وهكذا في الكثير من القضايا، ومنها مشاركة “محمد عساف” في البرامج الفني… رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن ساند “عساف”، فأرسل أبنه ياسر ممثلاً له ليحضر العديد من حلقات البرنامج المذكور، شركات الاتصالات الفلسطينية دعت على التصويت مجاناً…المليادير الفلسطيني “منيب المصري” وقف بكل قوة إلى جانب عساف مادياً ومعنوياً. كل الفتحاويين وحلفائهم، سارعوا بالسير على خطوات السلطة في رام الله. المشهد في غزة كان مختلفاً تماماً، بعض القيادات الحمساوية جردت حملة إعلامية على “عساف” والبرامج الفنية “المسيئة للأخلاق”، ومنهم من دعا إلى عدم المشاركة في التصويت، بل أن شيخاً أفتى بحرمة مشاهدة البرنامج، وهو ما أدى الى حالة احتقان لدى العامة من مواقف المحسوبين على حماس، مما اجبر بعض مسؤوليها على إنكار تلك الدعوات في مشهد يذكرنا بانتقادات الدكتور موسى أبو مرزوق لوزير الداخلية في غزة بسبب الحملة على الشباب تحت عنوان “محاربة البنطال الساحل”.

نعم بالمصادفة عرفت بوجود البرنامج، وعلمت أن فترة بث حلقاته أصبحت مناسبة للتحلق حول التلفاز، والانحياز إلى احد المتنافسين الذين ينتمون إلى عدة بلدان عربية… ولأنني من متابعي الحالة الفلسطينية، كان لابد أن أشاهد حلقة من البرنامج. .. سألت ابنتي بارتباك عن البرنامج ومحمد عساف، فردت علي بتعجب واستغراب بلا حدود، “معقول يا بابا صحفي وما بتعرف محمد عساف”… عندها عرفت أن فوز الشاب الفلسطيني في البرنامج سيرفع شعبية أبي مازن… وسيودي بشعبية حماس….كتبت عن هذا الأمر بعد علمي أن البرنامج سيختتم أخر حلقاته قبل صدور هذا العدد، وما علي إلا أن أتمنى ألا يُخترع برنامج أخر، رياضي، ثقافي، فني، يشارك فيه فلسطيني حتى لا يشتعل أوار صراع المناكفة من جديد… الله يكون بعون الشعب الفلسطيني.

دمشق

25 حزيران 2013

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *