الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / مــن سيسقـــط فــي عـــام سوريـــا الرابـــع ؟

مــن سيسقـــط فــي عـــام سوريـــا الرابـــع ؟

مــن سيسقـــط فــي عـــام سوريـــا الرابـــع ؟
أحمد الشرقاوي سوريــة.. ثورة، أم حرب أهلية، أم مؤامرة؟
بعد أيام قليلة، تدخل “الفوضى الوهابية الخلاقة” في سورية عامها الرابع، لتتأكد صحة نظرية الرئيس السوري ‘بشار الأسد’ حول “المؤامرة” الكونية التي شاركت فيها المخابرات الأطلسية والعربية، واستقدم لتنفيذها التكفيريون والمرتزقة من كل أصقاع الأرض، بهدف إسقاط سورية وتفتيت جيشها وتقسيمها إلى دويلات.

هذا، فيما لا زال المحللون في الشرق والغرب مختلفون حول التوصيف الأكاديمي الذي يجب إطلاقه على الأزمة السورية، بين “إنتفاضة” و “ثورة” أو “حرب أهلية”.

لأنه لو كان الأمر يتعلق فعلا بـ”إنتفاضة” للمطالبة بحقوق لتحققت، ولو كانت “ثورة” لإسقاط النظام لسقط ‘الأسد’ منذ زمان، ولو كانت “حربا أهلية” لإنقسم الجيش في الأشهر الأولى، ولسقطت سورية كلها بنظامها ومؤسساتها وشعبها وتاريخا وجغرافيتها ودورها إلى الأبد.

لكن شيئا من هذا كله لم يحدث، ليصل المحلل الموضوعي إلى خلاصة واحدة، حاسمة، قاطعة مؤداها، أن الذي حدث ويحدث في سورية لا يمكن توصيفه إلا بكونه “مؤامرة” ماسونية – وهابية – صهيونية ضد سورية شعبا ونظاما وجيشا ودولة، الهدف منها إسقاط محور ممانعة الهيمنة الأمريكية ومقاومة الصهيونية اليهودية والعربية في المنطقة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، كان الرئيس ‘الأسد’ يؤكد في كل مناسبة وخطاب، أن ما يحدث في سورية لا علاقة له بـ”ثورة” ولا بـ”حرب أهلية”، لأن سورية تحارب الإرهاب الوهابي الخارجي الذي يستهدفها لتدميرها من الداخل، بسبب إكراهات الدور والجغرافيا في صراعها الطويل والمرير مع “إسرائيل”.

حينها لم يصدقه أحد، واعتبروا أن ما كان يقوله “الأسد” هو مجرد كلام للتضليل لا أساس له من واقع، بدليل أن “الجيش الأسدي” لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل لتحرير الجولان منذ عقود، متناسين أن النظام والجيش العربي والشعب السوري الأبي شركاء في المقاومة والنصر في غزة كما في جنوب لبنان، في حين لم يجد الأعراب ولو ببندقية واحدة للمقاومة حتى لا توجه لليهود “المساكين” الذين لا تجوز محاربتهم في شريعة آل سعود التلمودية.

وكان إعلام الشرق والغرب قد فعل فعله في الرأي العام، وإعتقد الجميع، إلا من رحم الله، أن ما يجري في سورية هي “ثورة” شعب ضد نظام طائفي إستبدادي، كما كان يحلو لتجار الحرف أن يصفوه، وأن ‘بشار الأسد’ ديكتاتور دموي يقتل شعبه.

حينها، كانت قلة قليلة من الشرفاء، بحجم بقعة زيت صغيرة وسط بحر من الشعوب الناقمة على ‘بشار الأسد’ والداعمة لما سمي زورا وبهتانا بـ”الثورة” السورية كما روج لها إعلام الدجل والعهر، مستغلا في ذلك خاصية يمتاز بها العرب، بإعتبارهم أمة لا تقرأ، وإذا قرأت لا تفهم، وتفضل إستهلاك ما ينتج لها من أفكار في السياسة على شاكلة الفتيا في الدين.

حينها، أدركت هذه القلة من شرفاء الأمة، أن مشكلة العرب تكمن في شعوبهم لا في حكامهم الذين لا يستحقون غيرهم، بدليل قول الرسول الأعظم (ص): “كيفما تكونوا يولى عليكم”، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن التغيير يتجاوز هذا المرة قدرة المقاومة وأنصارها وجمهورها على الفعل والإقناع.. ففوضوا أمرهم لله، ليتدبره بمعرفته، عساه يعيد صناعة الأمة من جديد، لتعود كما كانت “أحسن أمة أخرجت للناس”، لكن هذه المرة بأثمان باهضة تدفع على شكل أنهار من الدماء تجرفها سيول الفتنة القادمة من مملكة الزيت، حيث قرن الشيطان الموكل بأعراب الكفر والنفاق.

ولأنهم غثاء كعثاء السيل، لا جذور قوية تربطهم بقضاياهم المصيرية وأوطانهم المهددة بالزوال.. شعوب حوّلها تحالف الحكام مع حراس العقيدة وسدنة المعبد إلى قطعان ضالة، تعيش لتأكل كالنعاج، وتنكح كالدواب، لا تقوى على المقاومة ولا تستحق العيش بكرامة، في حين تحوّل مثقفوها بفضل المال الحرام إلى خنجر في ظهر كل من يؤمن بالمقاومة فكرا ومنهجا وأسلوبا وممارسة.

حينها قال المنافقون، هيهات من سورية الصمود وأمريكا جمعت لها زبالة البشر من تكفيريين ومرتزقة من مختلف أصقاع الأرض، وأن ‘الأسد’ ساقط لا محالة ولو بعد حين، وأن على أنصاره الخوف على أنفسهم.. فزاد ذلك جمهور المقاومة وأنصارها إيمانا، وكتبوا على صفحات المواقع الإجتماعية الكلمة السر التي ظلت تقوي قلوبهم المشبعة بالحق، التواقة للعدل، وتثبّت أقدامهم على صراط المقاومة المستقيم: “حسبنا الله ونعم الوكيل، هو نعم المولى ونعم النصير”.

وأذكر هنا بتواضع، أنني شخصيا، وبسبب دعمي لسورية ومحور المقاومة فقدت العديد من الأصدقاء، وإنصرف الناس عن مقالاتي التي كنت أتناول فيها ثورات الشعوب في تونس ومصر واليمن والبحرين والمغرب، لكن ما كنت أقوله بشأن الدفاع عن سورية لم يكن سوى نوتة نشاج في أنشودة “الربيع العربي” التي كانت تزلزل الأرض وهي تردد في الآفاق شعار “الشعب يريد…”، فيما الحقيقة كانت تقول أن ” أمريكا هي التي تريد…”.

لأنه عندما سأل باحث أمريكي مواطن عربي كان يتظاهر في إحدى عواصم “الربيع العربي” عن الأحلام التي يطمح إلى تحقيقها في حال نجحت الثورة، قال له: “وظيفة وبيت وسيارة وزوجة”، فقال له الأمريكي: “سألتك عن أحلامك لا عن حقوقك”.. هنا، فهم العالم حينها، أن ما يريده المواطن العربي المقهور هو بعض الحقوق الإقتصادية، أما الحلم، فذاك أمر يتجاوز حدود عقله ومدى إدراكه، فلم تجد أمريكا بدّا من التدخل بوقاحة، لصناعة حلم “شرق أوسط جديد” على مقاس إسرائيل والإقطاع العربي الرجعي.

اللعبـــة إنتهـــت.. و سوريـــة إنتصـــرت
اليوم تغير المشهد، ووصل حبل الكذب والتزوير والتحوير وتزييف الوقائع وإختلاق الحقائق مداه وحده، ولم يبقى لمحور “المؤامرة” من ورقة توت يستر بها عورته بعد أن إنكشفت للجميع بالصوت والصورة فصول المؤامرة التي كانت تدبر لسورية والمنطقة برمتها.. فكرّت سبحة الإعترافات بالفشل، وبأن “الأسد” إنتصر وحقق تقدما كبيرا في الميدان، وأنه من الصعب محاولة إعادة التوازن على الأرض بعد أن إنهارت الجماعات التكفيرية والفصائل المقاتلة، وإنتهى أمر “الجيش الحر”، ولم يعد له من وجود يذكر على الأرض سوى “الإسم” الذي يراد إعادة إستعماله في الجولان المحتل، لإضفاء نوع من الشرعية المزورة على “جيش لحد” جديد في سورية، على شاكلة ما حدث في لبنان بعد الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

وحدها السعودية وإسرائيل من لا يريدان أن يقتنعا بأن اللعبة في سورية إنتهت، وأن عليهما مراجعة حساباتهما القديمة التي لم تضبط في مواجهة محور المقاومة، بعد أن نجح في إفشال كل المخططات التي كانت تحاك ضد سورية الواحد تلو الآخر، لدرجة جعلت أوباما يصاب باليأس والإحباط وبداية عوارض “الجنون” التي دفعته في لحظة غضب إلى أن يفتعل “ثورة” جديدة على الطريقة السورية في أوكرانيا، لكن هذه المرة بدل الإستعانة بالتكفيريين كما في سورية، إستخدم “النازيين” و “الفاشيين” من اليمين المتطرف المعادي للسامية نفسها التي كان ممثلها ‘برنار ليفي” يحاضر حول الحرية في ساحة كييف، بعد إنفجار التظاهرات بتخطيط وتدبير وتنظيم من الموساد الإسرائيلي.

وحيث أن لا علاقة لما يجري اليوم في أوكرانيا بسورية، لأن روسيا تصر، مثل إيران، على التفريق بين الملفات ومعالجة كل واحد على حدة بدل السلة الواحدة، نستطيع القول، وفق المؤشرات الدالة والمعطيات المتوفرة، أن سورية قاب قوسين من إعلان إنتصارها على الإرهاب، وأن خيار الحسم في الميدان بدل التفاوض في كواليس جنيف، هو الخيار الأنجع لفرض إرادة الشعب السوري، لا إرادة القوى المتآمرة عبر عملائها المنضوين تحت لواء المعارضة التي تسميها أمريكا بـ”المعتدلة”.

هذه المعارضة الهجينة، ظهرت اليوم للجميع على حقيقتها، وبانت عمالتها وخستها، ووضاعتها، وخيانتها لشعبها ووطنها، وتآمرها على بلدها سورية وعلى أمتها جمعاء، حين قال المدعو ‘فراس طلاس’ نجل وزير الدفاع السابق ‘مصطفى طلاس’، على صفحته في “الفيسبوك” هذا الأسبوع، أنه لا يمانع في إقامة سلام دافئ مع “إسرائيل”، وأن لا حاجة للجيش العربي السوري بعدها، وإنما تنمية وعمل، فيما أكد تواصل قادة من الإئتلاف السوري وقادة في الجيش الحر مع الإسرائيليين لهذا الهدف.

وعلى نهج ‘فراس طلاس’، خرج علينا المدعو “د. كمال اللبواني” المعارض السوري وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، بمبادرة للحوار والتوصل الى اتفاق سلام مع “اسرائيل”، حيث طالب تل ابيب بالتدخل العسكري المباشر لدعم المعارضة السورية لاسقاط النظام، واقامة منطقة خظر جوي في جنوب سورية.

وتساءل ‘اللبواني’ في حديث مطول مع صحيفة “العرب” الصادرة في لندن الجمعة، “لماذا لا نبيع قضية الجولان في التفاوض؟ فذلك افضل من ان نخسرها ونخسر معها سورية الى الابد”. مضيفا “عندما اطرح موضوع الجولان فانا ابيع ما هو ذاهب سلفا، قضية الجولان سنخسرها مع الزمن لو استمرت الامور بهذا الشكل، ولو تقسمت سورية، لعشر سنوات قادمة فلن تجد احدا يطالب بالجولان”.

لكن بعيدا عن تصريحات الخونة وأحلام السماسرة والعملاء، ها هو الجيش العربي السوري ورجال الله يدكون معاقل التكفيريين في يبرود بشكل أبهر العالم، وأدخل الفرحة في قلوب السوريين وأحرار الأمة، حيث إنهارت دفاعات الإرهابيين التي عملت “إسرائيل” على تحصينها لشهور طويلة، بسرعة البرق، جثت تتطاير في عنان السماء، وأخرى تبلعها الأرض، فيما الباقي بين مستسلم وفار لا يلوي على شيىء، ليجد نفسه يسقط في المصيدة عند أول منعطف.. وخلال الساعات القادمة، يتوقع أن تعلن ‘يبرود’ أرضا طاهرة من الأنجاس والقردة حلفاء الخنازير النثنة.

ثم ماذا بعد؟.. سيصار إلى تطهير ما تبقى من إدلب وجيوب متفرقة بريف حمص ومناطق مختلفة في الشمال والشرق من زبالة التكفيريين، وينتهي العام الثالث من المؤامرة بإنتصار تاريخي كبير لسورية وحلفائها على الإرهاب، في سابقة هي الأولى في تاريخ الحروب الحديثة، علما أن الإرهاب هزم الجيش السوفياتي السابق في أفغانستان وبعده الجيش الأمريكي، ثم في العراق، ولم يسبق أن حقق أي جيش غربي أو عربي إنتصارا يذكر على الإرهاب، ولنا فيما يحدث في ليبيا ومصر اليوم المثال، والحبل على الجرار.

ماذا بعد إنتصار سورية؟..
والسؤال الذي أصبح يطرح اليوم في الغرب هو: مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع، وفشل أمريكا وحلفائها وأدواتها في إسقاط سورية، ما الذي سيحدث بعد إنتصار سورية وتصويت الشعب على الأسد رئيسا في الإنتخابات المقبلة، بإعتباره بطلا وطنيا بدون منازع وزعيما قوميا بدون منافس؟

سوف لن نهلّل بالإنتصار قبل خروج سيد المقاومة لإعلانه رسميا على الملأ، حينها سيعلم المجرمون والمنافقون والمتآمرون، أن الله نصر سورية وهزم الأحزاب ومرتزقة الأعراب، لأن ملائكته تحرس عمود النور القائم فوق جبل ‘قسيون’، قلب دمشق المقدسة الذي باركت السماء حولها مقاومة شريفة طاهرة ليجوس رجالها في الديار.

والديار هنا كناية عن بوابة تحرير فلسطين التي تبدأ من ا”الجولان” و “الجليل الأعلى”.. لأن الرسالة اليوم أصبحت واضحة بالنسبة لأمريكا وإسرائيل، ومفادها، أن حزب الله الذي كان يقاوم في الجنوب اللبناني كحزب محلي من موقع الدفاع، تحول في سورية إلى قوة إقليمية تقاتل من موقع الهجوم، بدليل معركة ‘القصير’ ومعركة ‘يبرود’ وما بينهما، وما سيفرضانه من تحولات إستراتيجية كبرى في المنطقة ترسخ محور طهران غزة مرورا بالعراق وسورية ولبنان، إيذانا بميلاد شرق عربي وإسلامي جديد لا مكان فيه للنعاج، والخراف، والسماسرة، والعملاء، والخونة.. شرق أوسط ستكون دمشق، وكما كانت دائما، قلبه النابض.

إسرائيل اليوم قلقة، وحتما ستراجع كل خططها لضرب حزب الله، لأنها تعلم اليوم علم اليقين أن رد رجال الله سيكون بإحتلال “الجليل”.. هذا أمر لم يعد فيه شك.. فهل تغامر إسرائيل بدخول الحرب طمعا في الظفر بالجولان إلى الأبد؟..

إسرائيل اليوم تعيد حساباتها، وتعلم أن جبهة الجولان ستفتح حتما عما قريب، وبالتالي، لا خيار أمامها سوى المغامرة والقفز نحو المجهول، لتغيير المعادلة، وهنا ستكون المنطقة أمام حرب شاملة، لكن هذه المرة، سيكون في مقدور المقاومة وسورية خوضها بثقة وبأسلحة نوعية تخطف أبصار الصهاينة كما قال الرئيس ‘الأسد’ ذات حديث.

‘أوبامــا’ يرفــض المثـــول بمظهــر المهــزوم
وفي إنتظار أن ترتكب “إسرائيل” غلطة العمر، هناك معلومات تتحدث عن إعتزام الرئيس ‘أوباما’ الإعتذار عن زيارته المقبلة للسعودية، لإعتبارات عديدة، منها أنه لن يتحمل الظهور في المنطقة بمظهر المهزوم في سورية، كما أنه لم يعد يملك من حل لمعظلة أمن “إسرائيل” سوى أن يتركها تواجه قدرها وتتحمل مسؤولية تعنتها ورفضها خطة السلام الأمريكية.

ولتجيير هذا الإعتذار بدعوى أن اجندة ‘أوباما’ لا تسمح بالسفر إلى المنطقة حاليا بسبب أزمة ‘أوكرانيا’ التي جلبت إهتمام الإعلام العالمي، هناك حديث يدور في الكواليس عن قرار بإنهاء عهد العاهل العجوز ‘عبد الله بن عبد العزيز’ وإستبداله بوزير الداخلية ‘بن نايف’ الذي تولى ايضا ملف المخابرات وإدارة الحرب في سورية. ويقال أن حالة المرض قد استبدت بالملك في الفترة الأخيرة، ولا يستبعد أن يودع قريبا ليلتحق بأجداده الخونة في أصل الجحيم، ليبدأ صراع الأمراء في مملكة الشر الوهابية.

لقد ابتغوا الفتنة من قبل، وقلّبوا للناس الأمور لتبدو عكس ما هي في الحقيقة، إلى أن ظهر الحق، وجاء نصر الله، ونزل أمره وهم له كارهون، وأمره وفق ما تقتضيه سننه في خلقه أن يركسوا في الفتنة ليذوقوا وبال شرهم، والفتنة أشد من القتل.

وحيث أن الأمر هو كما يوضحه تعالى في قرآنه، فنستطيع القول بكل ثقة، على هدى من الله ونوره، أن السعودية هي من ستسقط في عام سورية الرابع، لأن الطريق إلى فلسطين تمر حتما عبر الرياض.

16 آذار 2014

بانوراما الشرق الأوسط

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *