الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / حماس تعترف بفضل سوريا الأسد، ماذا بقي للإخوان؟

حماس تعترف بفضل سوريا الأسد، ماذا بقي للإخوان؟


ادريس هاني

في العدّ العكسي للمواقف بعد أن تحققت الانتصارات الكبرى على أرض سوريا، تظهر مواقف الإخوان على ضعفها مظهرا من مظاهر الهروب إلى الأمام..للإخوان حدس كالقطط من دنوّ العدالة..وفي كل مكان هناك تعديل في الموقف تحسبا لمصير مجهول..عبرت حماس من خلال هنيّة وكذلك السنوار الذي لا يشبههم في مستوى الجرأة والشهامة، عن أنّ سوريا في قلب فلسطين وعبر بما يفيد أن الحرب على سوريا كانت خطئا كبيرا..حزب النهضة التونسي في أكثر من مناسبة اعتبر أن الحل يجب أن يكون سياسيا في محاولة للهروب إلى الأمام أيضا..قريبا سنسمع حديثا من تركيا..ندرك أنّ هذا الموقف ليس صحيحا لأنّ الإخوان لا يجتمعون على موقف إلاّ اذا كان قرارا صادرا عن التنظيم الدولي..التنظيم الدولي حتى لا يقال أنه خرافة هو اليوم حالة روحية تحكم الإخوان وتشدّ عصبهم تجاه مواقف معينة..أبطلوا التنظيم الدولي كجسم حتى لا يدفعوا ضريبة العمل الدولي لكنهم أبقوا عليه كحالة مفتوحة..اليوم يحاول الإخوان إيجاد ثغرات في الموقف للنجاة من الورطة التي وضعتهم فيها حسابات التمكين والثّأر..
لن يكون إخوان العالم أفضل من إخوان غزّة..هم وحدهم يدركون الحقيقة..سكتوا وفعلوا ما فعلوا على الرغم من أنهم يعرفون كل شيء..هناك دول تحاصر اليوم بسببهم..سوريا نفسها تحارب بسببهم..الحياد كارثة..كولن باول شارط الأسد وأمن سوريا القومي بطرد حماس من دمشق..قال له الأسد: لا..وبدأت الحكاية..ولكن بعد أن حلّ الدمار بسوريا قال خالد مشعل: لا نريد التورط..نبقى على الحياد..ولم يلتزم الحياد فضلا عن أنّ سوريا لم تطلب النصرة من حماس..لأنّ حماس-خالد مشعل قدمت المعونة للنصرة..
إنّ التوبة صعبة حين تحاط بالعناد..والإخوان لم يتعلموا من التّاريخ..وهم من سهّل الطريق لتنفيذ المؤامرة على سوريا..الذين حاربوا سوريا وتباكوا على شعبها هم من يقتلون شعوبا عربية بالجملة.. لقد آن الأوان أن نبكي نحن عن ضحايا خطاب الكراهية والعدوان..أن نبكي على الخراب في سوريا والنازحين الذين وجدت الكثير منهم يتحدث لغة من يأويه لأسباب سياسية لكن ما ان أنفرد به حتى يقول: عاشت سوريا، عاش الأسد..المستضعفون ضحايا لكن الانتهازيين حكاية أخرى..أسوأ معارضة – تجوّزا – رأيتها على وجه الأرض..بيع الوطن بالجملة والتقسيط..يرون انهيار بلد بكامله ويلجؤون إلى مغالطة تبشيع الأسد ليمرروا مخططا إمبرياليا جهنميا حوّل سوريا إلى جحيم..صفقوا للخراب واعتبروه انتصارات..تصارعوا على السلطة في ائتلافات المحميين الذين يمنحون الشرعية لحسابات جيوبوليتيكة..الحقد والانتقام والبربرية كانت مقدمات منطقية لخروج داعش من جحور الظلام الذي كرسوه في خطابهم الثأري..حينما أكل أحد المتوحشون كبد رجل أمن سوري في بداية الأحداث واعتبروا أكل الكبد ثورة من أجل الديمقراطية لم يرفع أحد من عواصم المجتمع المتحضّر عقيرته تجاه هذا التوحّش الذي كان يكبر في الأنفاق التي حفرها خصوم سوريا، حيث سيتولد نهج في إدارة التوحّش لا حدود له..
قاوم الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري وأغلبية الشعب السوري وحلفاؤه هذا التوحّش في ظلّ تآمر دولي وإقليمي لم يدّخر فرصة للإجهاز على سوريا..باتت المعادلة صعبة لأن غزو سوريا بات يساوي اندلاع حرب عالمية ثالثة..ومع امتداد زمن الحرب على الإرهاب ظهر أنّ الإرهاب آتى من حسابات الإمبريالية وأعوانها..حاربت سوريا الإرهاب وحدها، أقصد الإرهاب الذي كانوا يعتبرونه ثورة..
إخواننا على العهد الأوّل من العدوان..يتلقون تعليماتهم من الحالة الروحية للتنظيم الدولي للإخوان..ينتظرون موقفا جديدا لأنّ لا موقف يصدر عن قناعاتهم..إمّعة، تابعون، مقلدون، سبهللة…
انتصار سوريا تأكد قبل سنوات..حقيقة قلناها قبل أي مدّعي آخر هنا وهناك..الحقيقة لا غبار عليها..المعادلة صعبة..والإلتباس مقدور على دحضه وتفكيكه..سيدخل الإخوان موجة جديدة من الغمّ والهم وخيبة الأمل..سيخفف عنها أوردوغان إلى حين ولكن ليس دائما..وقطر وليس دائما..إنهم تورّطوا في موقف إمبريالي كبير..قبل سنوات كان يصعب عليّ تصديق أن الإخوان ينفذون مشروعا أمريكيا، اليوم أصبح ذلك واضحا تماما، إنّهم منخرطون في ذات المشروع تحت طائلة مبرر سخيف هو التقاء المصالح..فقط هنا تصبح مصالح جماعة تلتقي مع مصالح دولة عظمى، ولكن ليس لأمريكا سوى مصالح إمبريالية..
ادريس هاني:

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *