مفيد سرحال

ماذا يدبر لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في عتمة اروقة صناع القرار في العالم؟
اي مصير ينتظر الجماعة المعروفية الاصيلة انتماء”وايمانا”في عصر خريف الامة الموسومة بالتمذهب والتطيف وشتى صنوف الانزواء في اقفاص ما قبل الدولة.؟؟
لماذا ادغام الدروز عنوة في لعبة الامم وصهيل صفقة القرن وقانون يهودية الدولة يضج ويعج في صحارى العقل العربي القاحلة.؟؟؟
لماذا السويداء اكبر تجمع للموحدين الدروز على تقاطعات الجغرافيا الساخنة التي لا تستشير احدا .؟؟
لماذا دفع الدروز للرقص مع الذئاب فوق صفيح الدم؟؟
لماذا المذبحة الأَن في السويداء ،المذبحةالممهورة بغدر قاعدة التنف ومكر النتن ياهو، الساعي طيلة الحرب على سوريا الى حشر الدروز بين خيارين احلاهما طعنة ولعنة فاما الذبح بسكين داعش اوالسكن في حضن الكيان الصهيوني الغاصب ومشروعه التفتيتي للمنطقة والذي جاء قانون القومية اليهودية ليكشف بشكل سافر عن وجهه البشع الهادف تحويل امة العرب الى مزق بشرية تنهش بعضها في كنفها لا بل في كفن الزوال وسوء المأَل، وجدير التنويه كيف مسخت المؤسسة الصهيونية الوجود المسيحي في فلسطين واسبغت على المسيحيين الشهود على ولادة السيد المسيح صفة الأَراميين وصادرت ووضعت اليد على الاوقاف المسيحية من ارض وعقارات وودائع مالية عائدة للكنيسة من المصارف لشطب الوجود المسيحي وطمس معالم المسيحية في مهدها كتوطئة لعملية الطرد الكبرى اي الترنسفير لبقية المكونات انفاذا لقانون يهودية الدولة .!!!؟؟؟
هذه التساؤلات وغيرها تتواءم وتتسق مع سلسلة مواقف مؤشرات لا بل ارهاصات حفلت بها مرحلة ما قبل وبعد المذبحة في السويداء لا بد من الاضاءة عليها في محاولة لفهم ابعاد وخلفيات مايجري.●1:نتذكر جميعا احداث بلدة حضر كبرى بلدات قرى جبل الشيخ الدرزية والدرع الواقي لاخواتها كما لبوابات الشام الجنوبية ناهيك عن مجاورتهالمراكز الاحتلال في جبل الشيخ والجولان المحتل،وكيف انها صدت هجمات البرابرة المدعومين بغطااء ناري كثيف من مواقع الاحتلال الاسرائيلي ولا ننسى ان الهجوم الكبير عام ٢٠١٤ تزامن مع مجزرة قلب لوزة في ادلب لضرب العصب القتالي والمعنوي للدروز واحداث اهتزازات عميقة في الوجدان لكسر المحرمات والذهاب الى حيث العار والانتحار اي طلب الحماية من بني صهيون لكن تضحيات الجيش العربي السوري والاهالي كسرت شوكة الهجوم ومسحت معه خطة العقل المدبر ،ومنذ قرابة السنة اعيد السيناريو نفسه عندما ازاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشريط الشائك المنصوب منذ حرب ٧٣ ودفعت بقطعان النصرة ورأس هجومهم على حضر سيارة مفخخة ب٥٠٠ كلغ منعها الاهالي من تحقيق اهدافها رغم سقوط عدد غير قليل من الشهداء وتفجير الثانية بعدما عالجها كمين متقدم من الدفاع الوطني وكان المقصود اسقاط حضر فوق صفيح من الدم بمذبحة مروعة تتيح اختراقها واعمال الذبح برقاب اهلها وسبي نسائها فتتهاوى قرى جبل الشيخ ويستنجد اهلوها بالقاتل الحقيقي !!! وتفتح الطريق امام الارهابيين باتجاه المصنع اي الحدود اللبنانية السورية لكن حضر التي هي عمامة جبل الشيخ لم تسقط وبقيت راسخة صامدة ابية عصية كما شيخ الجبال.
على وقع هذا الحدث سارع نتنياهو الذي كان يسعى الى قيام حزام امني بطول ٧٠ كلم يمتد من جبل الشيخ الى وادي اليرموك،الى زيارة موسكو وقال بتصريح علني امام الرئيس بوتين:انه على استعداد لتوفير الحماية والدعم والمؤازرة لدروز سوريا طارحا خطة تشمل السويداء بالتفاهم مع الاردن!!!!؟؟؟؟؟.
●2:على وقع الاحداث في حضر أَنذاك حصل حراك داخل فلسطين المحتلة قاده الشيخ علي المعدي المعروف في اوساط طائفة الموحدين الدروز بمناهضته للاحتلال الاسرائيلي ورفضه مشاركة الشباب الدروز في جيش الاحتلال وتوكيده على عروبة دروز فلسطين،وقد فضح الشيخ علي معدي خطة اسرائيل ودعمها السافر للعصابات الارهابية لوجستيا وعسكريا ناهيك عن الخدمات الصحية في مشافي صفد والجولان وكيف توفر اسرائيل الغطاء الكامل للهجمات الارهابية ضد حضر وشقيقاتها عرنة وحرفا وقلعة جندل و……غيرها وحصلت مواجهات ومشادات واعتصامات مع جنود الاحتلال وسيارات الاسعاف الاسرائيلية التي تقل جرحى الارهابيين ،لكن ذروة المواجهات كانت بين ضباط وجنود دروز وضباط يهود وصلت الى حد الاشتباك بالنار داخل ما يعرف بلواء غولاني واثر ذلك اي منذ قرابة ثلاث سنوات منعت اسرائيل الضباط والجنود الدروز من الخدمة العسكرية في الالوية القتالية الخاصة بشكل عام وخصوصا في الجولان على تخوم الاراضي السورية المحررة.
●3:توجه منذ اسابيع قليلة وقبيل وقوع مذبحة شرقي السويداء الشيخ موفق طريف المسؤول الديني لدى طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة ، الى الولايات المتحدة الاميركية(في عشرين تموز الفائت) واجتمع مع كبار المسؤولين الضالعين بشؤون الشرق الاوسط والسياسة الخارجية في الولايات المتحدةواجتمع في البيت الابيض مع فيكتوريا كوتس المستشارة الخاصة للرئيس ترامب وعضو مجلس الامن القومي الاميركي( NSC) والمختصة بالتقييمات الاستراتيجية وبحث معها اوضاع الاقلية الدرزية في الشرق وسبل حمايتها ووعدت فيكتوريا كوتس برفع توصية لمجلس الامن القومي في هذا الشأن على ان يكون موضوع الاقلية الدرزية على جدول اعمال زيارة نائب الرئيس الاميركي مايك بينس لمنطقة الشرق الاوسط،كما اجتمع طريف في مبنى الخارجية الاميركية مع نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد والذي يمثل اميركا في محادثات جنيف حول انهاء حالة الحرب في سوريا ايضا طالبا منه حماية الدروز في سوريا،وشملت لقاءات الشيخ طريف نائب السفير الروسي في الولايات المتحدة ديمتري زهيرنوف طارحا عليه المواضيع التي طرحها على الاميركيين ورد نائب السفير الروسي على الشيخ طريف قائلا :نحن مع وحدة سوريا لان وحدة سورين تعني ضمان امن المنطقة وسوريا الموحدة تحفظ جميع الطوائف كمواطنين سوريين…..وفي الاطار عينه التقى طريف عضو الكونغرس الاميركي اليان روس لاتينن وطلب منها طرح موضوع الاقلية الدرزية على طاولة بحث مجلس الشيوخ كذلك كل الاقليات المضطهدة.!!!!!؟؟؟؟؟
●4:عقب صدور قانون يهودية الدولة تحرك الشيخ موفق طريف في تظاهرة في مدينة تل الربيع داخل فلسطين المحتلة طالبا المساواة مع اليهود متملقا ومهادنا الدولة العبرية بكلام يشي بان الجماعة الدرزية ستكون امام ترانسفير اي عملية طرد جماعية خارج فلسطين المحتلة في القادم من الايام لان القانون بحرفيته يمارس فعل القهر والقسر العنصري وترجمته الحرفية طرد الاقليات غير اليهودية التي يصعب عليها االتعايش مع حيثياته العنصرية الماكرة، ولعل كلام الصهيوني ناتان ايشل صديق نتنياهو الاكثر انباء”من اي كلام والابلغ في التعبير عن ما يستبطن قانون القومية اليهودية وصانعيه عندما قال :(( لقد انطلقنا ولن نغير اي كلمة في قانون القومية واي شخص لا يناسبه ذلك فان لديه جماعة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لاقامة دولته الدرزية هناك .))
●5: بعد ساعات قلائل على مجزرة السويداء تفجر حنان وعاطفة بريطانيا على دروز سوريا وقررت دراسة موضوع حماية الاقلية الدرزية والسعي الجدي لاعادة احياء اتفاقية ايلول 1841 المعقودة بين دروز الشام والتاج البريطاني..الدمع الانكليزي الخادع الخباب على دم الدروز في سوريا يمحوه حتما”كلام امير البيان الامير شكيب ارسلان الذي وصف الانكليز بالسوسة التي تنخر عظام المسلمين.
بعد كل ما تقدم ان كل ذي بصيرة وبالحد الادنى من المنطق والاستدلال يستشعر خطرا محدقا”وتكالبا امميا “غير مسبوق على الجماعة الدرزية لدفعها الى قفص الانعزال واخراجها من جلدها وتراثها وتاريخها الاثيل والذهاب بها للاستنقاع بمشروع انتحاري تدميري للذات والجماعة وما العزف المنفرد والجماعي على وتر الحماية سواء من بريطانيا او اميركا او من خلال الزيارة الغير موفقة والغير طريفة للشيخ موفق طريف الى اميركا او التصريح جهارا نهارا للمسؤول الصهيوني حول اقامة الدولة في السويداء والخروج من فلسطين المحتلة لهذه الغاية والعودة اليها من شباك الحماية الاسرائيلية وفق ما يخططون وما ارهاب الدروز وارعابهم وسفك دمهم ذبحا وتفجيرا ،سوى فعل فاعل مدبر ومرسوم وفق مسار واضح جلي لا لبس فيه ولا ابهام لجر الدروز الى المحل الخطأ والى حيث الخطيئة الكبرى ، فالانتصارات المتدحرجة للجيش العربي السوري وامساكه ب80 بالمئة من الاراضي السورية وصولا الى تخوم الجولان بعد السيطرة على كامل جنوب سوريا اصاب اعداء سوريا بالذهول والصدمة خاصة الدولة العبرية التي ظنت يوما كما كثيرين ان سوريا دخلت في المجهول وغابت كليا عن المشهد الاقليمي وسقطت وتشلعت وتمزق جيشها القومي العقائدي المنذور كاحتياط استراتيجي للامة في اي حرب مفصلية مع العدو الصهيوني لاستعادة الحقوق السليبة من ارض ومياه ومقدسات.
من هنا بدأ التحييك والتأَمر لارباك الجيش العربي السوري الذي سيخوض أَخر معاركه في ادلب فكانت مجزرة السويداء لاجهاض انتصارات الجيش العربي السوري من خلال تحريك ملف الدروز في المنطقة كأقلية كانت ولمّا تزل في مرمى الاهداف الصهيونية ولا يفوت الكيان العبري فرصة الا ويوظفها باتجاه احراج الدروز لاخراجهم من بيئتهم العربية الاسلامية وزجهم في منازعات لا تبق ولا تذر ومجزرة السويداء وفق ما اعد لها بتخطيط جهنمي كبير كان من اهدافها القريبة والسريعة اشعال فتنة سنية درزيةتمتد الى اكثر من منطقة وقطر عربي بحيث يستسقي الدم الدم ونظرا لواقع الدروز الديمغرافي فانهم غير قادرين على تحمل اعباء معركة مفتوحة على المجهول،لكن وعي وصمود دروز سوريا فوت الفرص الكثيرة على اسقاط الدولة الوطنية السورية التي واجهت بقيادة الرئيس الاسد الاستكبار العالمي بقيادة اميركا واسرائيل والمحور الغربي الذي يوظف الاذناب الاعراب وقطعان الارهاب لضرب وحدتها،وتحريك ملف الدولة الدرزية المطوي لدى الصهاينة والغرب خادم مصالح الكيان العبري حاضر غب الطلب،وجزء من المؤامرة على سوريا الارض والشعب والمؤسسات.ان دم دروز سوريا في ذمة ورقبة اميركا وبريطانيا واسرائيل وداعش اداة القتل والاجرام بيدهم يشغلونها ويحركونها وفق المشتهى من الخطط والمؤامرات تحت عنوان ثورة (شعب ) في حين تجسد اداة شغب دموية لتفكيك المجتمع العربي ومحيط فلسطين خاصة،وبالتالي ان الحديث عن امن ذاتي درزي وحماية دولية للدروز والتمهيد للانسلاخ عن الدولة الوطنية السوريةباجرام داعش واخواتها تحت وطأة السكين والتفنن بالقاء التبعات جزافا بما بات يعرف بالاتهام السياسي ومن خارج الاتفاق الاميركي الروسي حول سوريا يعتبر اخطر مؤامرة يواجهها الدروز في تاريخهم المعاصر اذ تضع وجودهم على محك الزوال والتشتت،فالاتفاق بين الاميركي والروسي يقر بوحدة الجغرافيا السورية وضمان امن كل المكونات وبوحدة الجيش العربي السوري وبقاء رمز الدولة سيادة الرئيس بشار الاسد في موقعه بقوة انتصارات الجيش وتلاحمه مع الشعب والدليل خروج الالاف من المواطنين السوريين يهتفون للجيش والرئيس بعد تحرير المناطق التي شغلتها العصابات الارهابية بعقلية الكهوف الغريبة عن المجتمع السوري وهذا بالطبع ما اثار غطرسة النتن ياهو الذي هول وارغى وازبد قبل معركة الجنوب وهرول الى روسيا لوقف زحف الجيش العربي االسوري فلم تعر روسيا ولا سوريا عجيجه وصخبه وما لبث ان خفّض وتيرة خطابه لاستعادة الاندوف الى خط وقف النار بين سوريا والاحتلال الاسرائيلي في الجولان المحتل والذي افهمه الروس ان مطلب انسحاب ايران وحزب الله من الجنوب غير قابل للنقاش والمطلوب اذا ماطرح هذا الملف ثمنه انسحاب اسرائيل من الجولان.
هذا الواقع الميداني حرض اسرائيل على لعب ورقة السويداء لدك اسفين بين الدروز والدولة الوطنية السورية بمواكبة همروجة اعلامية تسويقية تشويهية ضخمة لكن الدروز في سوريا رغم ضخامة الحدث استوعبوا الصدمة الدموية وانار مشايخ العقل في سوريا العقول بخلفيات ومرامي الحدث واعادوا صياغة الدور التاريخي للدروز في سوريا والامة العربية فالفرسان الذين قارعوا المحتل الفرنسي وقاتلوا الى جانب صلاح الدين الايوبي جيناتهم وطينتهم لصيقة بالارض والتاريخ وعندما قاتل الدروز في سوريا قاتلوا كمواطنين شرفاء في كنف الدولة وجيشها وقواتها الرديفة دفاعا عن وحدة التراب السوري كوطنيين قوميين عروبيين لا كمذهبيين فئويين .
لكن على ابناء الطائفة الدرزية التنبه والتحوط من مكر الصهاينة واحابيلهم وفي كل مرة يخرج الدروز رغم فظاعة المشهد سواء في جبل الشيخ او السويداء منتصرين على المؤامرة يعيد الصهاينة الكرة ويرمون كرة النار والدم في ملعب الدروز لتلقفها والبحث عن سبل الحماية والرعاية والنجاة التي كانت وستبقى رغم الجراحات (العروبة) لا التمذهب ولا التطيف ولا العزلة اوالانعزال او التحول الى محمية محاطة بالاسوار مصيرها الموت المحتم والانقراض.وتبقى زبدة الكلام لدروز لبنان (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فيا سادة قادة وفعاليات ونخب ورموز دينية في لبنان اوقفوا بالله عليكم حمام الدم السياسي فيما بينكم واخشوشنوا في السياسة لان النعم لا تدوم،..ألا يستأهل هذا الوضع الخطير الذي تمر به طائفتنا في كل المنطقة وما يسوق لها من مشاريع هدامة ،ألا يستأهل تجاوز المجد الباطل في الوزارات والادارات ومقاومة الذات والعصبيات والترفع الى مستوى الحدث الخطير ونفير طرد الدروز من فلسطين يطرق الاسماع والابواب،كفى مزايدة وتسجيل نقاط والعبث هنا وهناك وبث الاحقاد والضغائن وتوزيع الشهادات ،اوقفوا هذه المهزلة لا احد يستطيع استقطاب دروز سوريا ،لا شأن لنا باصواتهم التفضيلية لتضخيم هامة هناوقامة هناك بربكم اذهبوا الى مؤتمر يجمع فيه المؤتمرون علنا على ثوابت بني معروف بذلك فقط تخدمون دروز سوريا وتعززون صمودهم فالحرب شبه انتهت في سوريا فلا يجوز ان يكون الدروز وقود مشاريع ومخططات لا يمكن اسقاطها بفوضى التصريحات والاستحواذ الفارغ بل بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة فالوقت من دم وصفقة القرن تستنبت قرنها المسموم في كل ناح وعلى كل ساح ……اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.