الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / في مغزى أن تعانق غصن الزيتون

في مغزى أن تعانق غصن الزيتون

ادريس هاني
هذه الصّورة تقول كلّ شيء..المقاومة هنا تتوسّل بالرمزي، بشعرية المكان، بالحنين إلى الأرض..المقاومة هنا في معقل الأمّة التي لم تركع تجد رمزيتها في غصن الزيتون الدّال على الحرّية، وعلى شجرة الزيتون الدّالة على الأرض..الزيتونة هنا مباركة، وهي تقاوم الغدّة السرطانية طبّيّا وسياسيا..شجرة ترمز للقدم بوصفها شجرة معمّرة..وكل قديم يزعج الطارئ، وكل عريق وأصيل يربك الاحتلال..وحين حاول فريدمان أن يجد مقارنة بين غصن الزيتون وسيارة ليكسس إنّما كان في الحقيقة يعبّر عن ذاكرة أمريكية تكفر بالرمزي والأرض هنا موضوع سباق واحتلال وليس موضوع انتماء وشعر..كان ذلك هو الوعي المزيّف الذي تطرقت له محاولة فريدمان التبسيطية، تلك التي تسعى لفصل الفلسطيني عن أحاسيسه والعقد الفريد بينه وبين الأرض..لكم هو مخيف ذلك المفتاح الكبير الذي يحتفظ به النّازحون..هو مفتاح الأمل، والعودة، والثّورة..هذه المرأة الفلسطينية هي الرمز الثوري الأمومي في عناق أبدي مع رمزية الحرية والانتماء: شجرة زيتونة مباركة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار..شجرة الحنين التي يحرقها أو يجرفها الاحتلال..
يحاول الاحتلال أن يجرف كل ما هو رمزي، ففي مراحل متقدّمة من سياسة محو الذاكرة التاريخية والثقافية والبيئية يسعى لتحطيم الكائن الفلسطيني وتحويل ثقافته إلى ناطق أو شاهد زور..تبدو الصورة عادية لكنها في عقل الاحتلال هي الرمزي المرعب..هي مقاومة شعب الجبّارين..إنّها تتفوّق على ذاكرة الميركافا والإف 16 والقبّة الحديدية..فهي السّلاح الذي يبقى حين يفقد كل سلاح قيمته ووظيفته..فهي شجرة السلام وشجرة المقاومة..فلا سلام من دون مقاومة..سلام بلا مقاومة هو الإخضاع النّاعم والعبودية المرحة..شجرة الزيتون هي المعنى المشترك في كفاح حادّ وحقيقي: دموع وآلام وعويل وصمود يحاكي الأساطير..هي الشعوب التي تقاوم المحق المنهجي..هذا الشعب الفلسطيني مثل شجرة الزيتون هو عنوان أمل…

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *