الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في الذكرى الواحدة والثلاثون للإنتفاضة الفلسطينية الكبرى (إنتفاضة الحجارة)

بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في الذكرى الواحدة والثلاثون للإنتفاضة الفلسطينية الكبرى (إنتفاضة الحجارة)

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) 27/سورة الفتح/صدق الله العلي العظيم.
تحيي حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير الذكرى الواحدة والثلاثون للإنتفاضة الفلسطينية الكبرى (إنتفاضة الحجارة) التي إنطقلت في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 1987م ، والذي تصادف اليوم الأحد ، والتي إمتدت 79 شهراً ما بين الـ 8 من كانون الأول 1987م حتى العام 1994م ، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية في 8 كانون الأول عام 1987م إنتفاضة شعبية ، شارك فيها كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل مدعوما من قيادة فلسطينية بالخارج ، وإستشهد فيها أكثر من 1500 فلسطيني وجرح حوالي 70 ألف فلسطيني ، وأعتقل فيها نحو 100 ألف فلسطيني لمرة واحدة أو بضع مرات، وإبعاد قرابة 500 فلسطيني ، وسيت بهذا الإسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها ، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.
كما ونحي الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية وفصائل المقاومة الذين سوف يفشلون صفقة القرن ، وكلنا أمل بتحرير كافة التراب الفلسطيني بسواعد أبطال هذا الشعب العظيم وسواعد أبطال المقاومة الذين سجلوا أروع الملاحم في مقاومة العدو الصهيوني ، وكلنا أمل بتحرير القدس الشريف والصلاة في المسجد الأقصى بعد زوال الغدة السرطانية عن كافة التراب الفلسطيني المحتل.
إننا على ثقة تامة بأن إنتفاضة الشعب الفلسطيني لا ولن تتوقف ما دام هناك إحتلال صهيوني ، فهي شكل من أشكال الإحتجاج العفوي الشعبي على السلب والظلم ، والوضع العام المزري في المخيمات ، وإنتشار البطالة ، والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
بدأت إنتفاضة الحجارة في جباليا ، في قطاع غزة ، ثم إنتقلت الى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين ، ويعود سبب الشرارة الأولى لإندلاعها لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين من جبالبا على حاجز (إيريز) ، الذي يفصل قطاع غزة عن باقي أراضي فلسطين منذ عام 1948م ، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين، وقد إكتفت الإذاعة العبرية بإعلان الخبر دون أن تركز عليه ، لأنه عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة.
وفي اليوم التالي وخلال تشييع جنازة الضحايا الشهداء إندلع إحتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا – البلد فقام الجنود بإطلاق النار على المشاركين فيها وهو ما شكل إول شرارة للإنتفاضة ، بالإضافة الى وجود أسباب عميقة لها تتمثل فيما يلي:
أولا : لم يقبل الشعب الفلسطيني ما حدث له بعد حرب 1948م ، وبالذات التشريد والتهجير القسري وكونه يتعرض لممارسات العنف المستمرة والإهانات والأوضاع غير المستقرة.
ثانيا : الجو العام المشحون والرغبة في عودة الأمور الى نصابها قبل الإحتلال ، كما أنهم كأي شعب لا يرضى بإحتلال قوة أجنبية للأرض التي يعيش عليها منذ آلاف السنين.
ثالثا : لتردي الأوضاع الإقتصادية بعد حرب الأيام الستة دور كبير في إندلاعها ، فقد فتح للفلسطينيين باب العمل في في الأراضي المحتلة ، مما سمح للإقتصاد المحلي أن يتطور ولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالات يومية وبدأت ظروف العمل تتدهور.
رابعا : التمييز بخصوص الأجور إذ بالنسبة لنفس العمل يتقاضى الفلسطيني أجراً يقل كثيراً عن نظيره الإسرائيلي المحتل
لأراضيه ، كما كان يمكن طرد العامل الفلسطيني دون دفع أجره.
خامسا : عمليات التفتيش اليومية التي يتعرضون لها في بيوتهم ، وكان يتم ذلك خصم 20% من المرتبات على أساس أنها ستصرف على الضفة والقطاع لكن بدل ذلك كانت تمول المصاريف العامة الإسرائيلية.
سادساً : ومن أهم أسباب إنطلاق شرارة الإنتفاضة هو إحتلال الكيان الصهيوني لمدينة القدس سنة 1967م ، وإعلانها فيما بعد عاصمة أبدية لها ، مع ما صاحب ذلك من أجراءات من بينها تقنين الدخول الى الحرم الشريف وأماكن العبادة الإسلامية. كما تم الإستيلاء على عدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم من خلال بناء المستوطنات بها ، وكان موشيه دايان يهدف كذلك من خلال بناء المستوطنات إلى الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية بطريقة متخفية ودعمه الليكود وحزب العمال الإسرائيلي في ذلك لأنه سيؤدي الى قيام دولة إسرائيل (دولة الكيان الصهيوني الكبرى).
وقد بلغت الإنتفاضة أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل بإستخدام الحجارة في نابلس ، عملا بما هدد به إسحاق رابين ، وتناقلت تلك الصور وسائل الإعلام الدولية مما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين ، أما كيان الإحتلال الصهيوني فقد إتبع سياسة تهميش منظمة التحرير والإيقاع بحركة حماس والفصائل الأخرى.
لقد فشل جيش الكيان الصهيوني في مواجهة الإنتفاضة ، ولذلك بعدها إستنجد بحرس الحدود من أجل إخماد الثورة الشعبية ، إلا أن تدخل حرس الحدود لم يوقف الإنتفاضة ، وفي أكتوبر من عام 1988م ،أعلنت حكومة كيان الإحتلال عن وجود وحدتين جديدتين في القطاع والضفة الغربية مكونتين من أشخاص يتقنون العربية ومتخفين في ملابس مدنية وتتلخص مهمتهم في التغلغل داخل المقاومة الفلسطينية.
وقد تميزت الإنتفاضة بحركة عصيان وبمظاهرات ضد الإحتلال ، إمتدت بعد ذلك إلى كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، مع إنخفاض لوتيرتها سنة 1991م ، فبعد جباليا إنتقلت الى مخيم جباليا ، ومن ثم إنتقل لهيب الإنتفاضة إلى خان يونس والبرج والنصيرات ومن ثم غطى كل القطاع ، وإنتقل بعد ذلك إلى الضفة ، وقد تولى الإنتفاضة عموماً الأطفال والشباب الذين كانوا يرشقون الجنود الصهاينة بالحجارة ويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة ، كما كانوا يجتمعون حول الجوامع ويتحدون جيش كيان الإحتلال الصهيوني بأن يقوم بتفريقهم.
وقد إستعملت مكبرات الصوت لدعوة السكان إلى التظاهر كما كانت توزع المناشير ويتم الكتابة على الجدران للثورة ضد جيش الإحتلال الصهيوني.
وقد نشأت لجان محلية داخل المخيمات عملت على تنظيم الغضب غير المسلح للشارع الفلسطيني ضد جيش الإحتلال الصهيوني المسلح والشد من أزره والتقريب بين صفوفه ، وذلك عن طريق توفير المؤونة والتعليم والأدوية وباقي الخدمات الضرورية للمخيمات والمناطق التي يطبق فيها حظر التجول.
وقد إشتغلت هذه اللجان في البداية بشكل مستقل ، ولكن سرعان ما توحدت في هيئة تضم فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي ، وكانت لهذه الهيئة علاقات تنظيمية مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي تلك الحقبة طالبت تلك الفصائل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبإنسحاب كيان الإحتلال خارج حدود عام 1967م ، وإستمرت الإنتفاضة إلى غاية عام 1993م ، تاريخ التوقيع على إتفاقية أسلو ، كما ساهمت هذه الإنتفاضة في نشوء حركة حماس الداعم القوي لها ، والتي أعلنت عن نفسها عام 1987م.
وكانت الثوابت الفلسطينية آنذاك تتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم ، وتفكيك المستوطنات وعدوة اللاجئين دون قيد أو شرط ، وتقوية الإقتصاد الفلسطيني ، تميداً للإنفصال
عن إقتصاد الكيان الغاصب ، أما المطالب الوطنية فكانت تتمثل في :
– إخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من سجون كيان الإحتلال.
– وقف المحاكمات العسكرية والإعتقالات الإدارية السياسية ، والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين ، ولم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج.
– وقف فرض الضرائب الباهضة على المواطنين والتجار الفلسطينيين.
– وقف حل هيئات الحكم المحلي المنتخبة من مجالس بلدية وقروية ولجان مخيمات ، وإتاحة المجال أمام تنظيم إنتخابات محلية ديموقراطية للمؤسسات في البلاد ، ووقف إرتكاب ما يتعارض مع العادات الفلسطينية.
ولم يكن أحد يتوقع مشاركة عرب الـ 48 ، وفوجي بها الجميع ، فقد كان رد فعلهم سريعا ، إذا أعلنوا أنهم جزء من الإنتفاضة ، حيث قاموا بتنظيم مظاهرات وحركات إضراب تضامنية ، وكانوا يفخرون بالجرأة التي يواجهون بها جيش كيان الإحتلال الصهيوني ، وقاموا بإرسال مساعدات غذائية وأدوية ومساعدات مالية إلى الفلسطينيين ، كما كانوا يتبرعون بالدم لصالحهم ، أما النواب العرب بالكنيست فقد كانوا يتدخلون من أجل الأسرى الفلسطينيين.
وقد حققت الإنتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني نتائج سياسية غير مسبوقة ، إذ تم الإعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر إعتراف كيان الإحتلال ومعه الشيطان الأكبر الأمريكي بسكان الضفة الغربية والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني.
وقد تطور نضال الشعب الفلسطيني بخروج فصائل فلسطينية مقاومة ومسلحة ، تطالب بتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر ، وهاهي الإنتفاضات وآخرها إنتفاضة مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على قطاع غزة ، في ظل توازن ردع للفصائل الفلسطينية التي أرغمت جيش كيان الإحتلال الى وقف الحرب على غزة أخيراً.
إن الشعب الفلسطيني في ظل مؤامرة صفقة القرن وتهويد القدس الشريف ونقل السفارة الأمريكية الى القدس وإعلانها عاصمة الكيان الصهيوني ، يواصل نضاله وكفاحه السلمي والمسلح من أجل إجتثاث جذور الكيان الصهيوأمريكي وتحرير كامل ترابه ، وهذا لا يأتي عبر التسويات السياسية ولا عبر مؤتمر مدريد ولا الحكم الذاتي ، فإتفاقات أسلو قد نسفها الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة ، وبات يطالب بتحرير كامل أراضيه من الكيان الصهيوني الإسرائيلي الغاصب.
مرة أخرى تحية لإنتفاضة الحجارة .. تحية للإنتفاضة الفلسطينية الكبرى .. تحية لشعبنا الفلسطيني المقاوم ، الذي سينتصر بإرادة الله عز وجل ومعه الأمة الإسلامية ، وهذا توجنا به البيان من الآية القرآنية الشريفة .. فسندخل البيت الحرام إن شاء الله .. وذلك الفتح المبين.

المجد والخلود لشهداء الإنتفاضة الفلسطينية الكبرى
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني
الخزي والعار للكيان الصهيوني الغاصب
وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية

حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
9 ديسمبر 2018م

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *