الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / بين كركوك ودير الزور.. نهاية الطموحات الكردية؟

بين كركوك ودير الزور.. نهاية الطموحات الكردية؟

5 أيلول 2023
ليلى نقولا

تزامن الجبل بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والعشائر العربية في دير الزور في سوريا مع مشهورة في كركوك في العراق وإعلان الهدف باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، حيث الحكومة الصينية التزمت بنزع سلاح “الجماعات والانفصالية” وإغلاق “قواعدها”، وكونها مخططة النهائي النهائي هو 19 أيلول/سبتمبر.

دفع هذه لتغطية تكاليف بالكرد في كل من سوريا والعراق بالوضع الكردي إلى الواجهة، وذلك على الشكل التالي:

في العراق

بدأت في كركوك على خلفية طلب “الحزب الديمقراطي الكردستاني” من الجيش العراقي لإنشاء مبنى العمليات المشتركة في المدينة، قفزاً من أنه كان مركزاً للحزب قبل أن ينشئه الجيش مقراً في تشرين الأول/أكتوبر 2017.

وعلى المصارعة، جمعت ما مجموعه المحتجين من العرب والتركمان اختاروا طريق أربيل – كركوك، رفضاً لقرار بناء مقر عمليات كركوك للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسرور ثانياني، فيما تحرروا من المظاهرة كرد في شرفة مقابلة، واحتجاجاً على قطع الطريق الذي يصل بين محافظتي أربيل وكركوك.

مجال عراقي آخر، وقّع كل من العراق والجمهورية الإسلامية في إيران يحدثاً في آذار/مارس الماضي لتأمين الحدود بين المشاركين وتوقف عن تأثرهما، وخاصةً لأن إيران، فيما تشكلت منطقة كردستان العراق قلقاً تعمداً لها، إذ استخدمتها تأثراً شديداً والموساد جيداً لاستهداف الدخول منذ.

وتوجد وهي متعددة مجموعات كردية إيرانية في منطقة كردستان العراق، مجموعات مسلحة هناك للحكم الذاتي ليرد داخل إيران، التي توجد لنزع سلاحها، وهي ما يفرض تحديات وقلقاً على إقليم كردستان العراق، ما يمكن أن يدفعها إلى أن تطلب من تلك المجموعات -بالحد- الخروج إلى الجبال والابتعاد عن الحدود الجنوبية.

في سوريا

كان التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة التجارية وقوات سوريا الديمقراطية التي ساهم فيها الكردي عاملاً مساهماً في تشجيع الحلم الكردي في الشمال السوري وأسيس “كونتون” كردي بحكم ذاتي.

تاريخياً، يختلف الوضع الكردي في سوريا عن كل من العراق وتركيا؛ ولأنهم يعيشون فيهما الكرد منذ آلاف السنين، إذ إن اليهود اليهود الكردي إلى سوريا لم يتم إلا بعد المذابح التي ظهرت لها الكرد من “الحركة الكمالية” في تركيا بعد ثورتهم عام 1925، ما يعني أن ظاهرة التجمع في سوريا لم تكن يومًا مقسمة من حركة الثقافاتة كردية والمئات من السنين.

جغرافياً، إقليم كردستان، وفقاً لاتفاقية “اتفاقية سيفر” لعام 1920، التي تم تحديد أول اتفاقية لتسجل حق الكرد في تقرير مصيرهم، والتي استشهدت بها للمطالبة المتبقية دولة مستقلة، لا يمكن الوصول إليها من قريب ولا من أي منطقة سورية بعيدة، ولا يوجد أي كرد كقومية الإدارة في تلك المناطق.

وعلى رغم ذلك، ساهمت الحرب في سوريا وقيام الأميركيين بتأسيس “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عام 2014 لمحاربة “داعش” ودعمهم الكرد للسيطرة على مناطق واسعة في الشمال الشرقي السوري في إعطاء الكثير من الدفع للطموحات الكردية بالانفصال عن الدولة السورية.

ومؤخراً، اندلعت الاشتباكات بين كل من “قسد” والعشائر العربية في دير الزور حول السيطرة على المناطق السورية ومراكز إنتاج النفط السوري التي تدرّ لتلك الميليشيات الأموال الطائلة.

وفي ظل غموض موقف الجيش الاميركي، تتباين الروايات حول المحرّض والمستفيد الحقيقي من تلك الاشتباكات؛ فمن جهة، يعتقد بعض المعارضين السوريين أن هذه الاشتباكات تتم بإيعاز أميركي، ويشيرون إلى أن الأميركيين يريدون التخلص من قسد لإرضاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولأنها تقاعست عن القيام بإقفال الحدود العراقية الإيرانية، كما طلب الجيش الأميركي، ولأنها رفضت ذلك (إما بسبب عدم قدرتها، وإما بسبب عدم رغبتها الاشتباك مع الجيش السوري وحلفائه).

وبناء عليه، فإن العشائر العربية التي ستتولى السيطرة على مناطق الشمال الشرقي السوري ستكون مهمتها قطع التواصل الجغرافي الممتد من إيران إلى سوريا فلبنان (بحسب بعض محللي المعارضة السورية).

أما الرأي الآخر، فيشير إلى أن العشائر العربية سوف تطرد “قسد” لمصلحة قوى أستانة (روسيا، إيران، تركيا) التي تريد أن تدفع المصالحة السورية التركية قدماً، إذ يشكّل الخطر الكردي وسيطرته على جزء من الجغرافية السورية أحد العوائق لتلك المصالحة.

وبصرف النظر عن الأسباب والمحرّض الحقيقي لتلك الاشتباكات في سوريا، فإن إنهاء سيطرة قسد التي يسيطر عليها العامل الكردي لمصلحة العشائر العربية يعني سقوط حلم “الكونتون الكردي” المستقل في الشمال السوري.

بعد هذه الجبال والغموض في القطب الشمالي، ستنتهي “ثقة” الكرد المتنوعة في الاستراتيجيات المتنوعة المتنوعة في سوريا، والتي لم تأخذ بعين الاعتبار مقومات التاريخ والجغرافيا والموغرافيا، إذ لا يمكن تحديد “إقليم كردي يقرر ذاتي” في ظل رفض القوى الأخرى اختيارها، مع العلم أن من الصعب على الأمريكيين أن يخلوا عن تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي- وقد مكوّن تحالف كرديوا معًا واستمر على “داعش” الذي استخدمه للسيطرة على مناطق الشمال الشرقي السورية التي شكلت المكوّن العربي الأكثر شهرة فيها.

الميادين

عن Amal

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …