الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / بكين ودمشق في بيانٍ مشترك: لرفع العقوبات عن سوريا وتعزيز التعاون الأمني

بكين ودمشق في بيانٍ مشترك: لرفع العقوبات عن سوريا وتعزيز التعاون الأمني

27 أيلول 2023

دعت كلٌ من الصين وسوريا، اليوم الجمعة، إلى الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على سوريا، مُشدّدة على موقفها الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وجاء في البيان المشترك الذي أعلنته كلٌ من الصين وسوريا بمناسبة إقامة شراكةٍ استراتيجية بين البلدين: “تدعو الصين الدول المعنية إلى الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على سوريا”.

وأكّدت الصين في بيانٍ، أنّها تعارض الوجود العسكري غير القانوني في سوريا، وإجراء عمليات عسكرية غير قانونية، ونهب الموارد الطبيعية للبلاد، مُشيرةً إلى أنّها ستواصل تقديم المساعدة إلى سوريا “في حدود قدراتها”، وستدعمها في إعادة الإعمار والتنمية.

كما أكّد البيان أنّ “الصين وسوريا ستعزّزان التعاون في مكافحة الإرهاب وضمان الأمن”.

وتطرّق البيان إلى مسألة التدخّلات في شؤون سوريا الداخلية، حيث شدّد على أنّ “الصين وسوريا تعارضان تدخّل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وفي وقتٍ سابق اليوم، وقّع الرئيسان الصيني، شي جين بينغ، ونظيره السوري، بشار الأسد، اتفاقية التعاون الاستراتيجي السوري الصيني.

مِن جهته، أكّد الرئيس الصيني أنّ بكين مُستعدّة لتطوير التعاون مع سوريا، وجهود الدفاع المشترك عن العدالة الدولية في ظلّ ظروف عدم الاستقرار.

بدوره، قال الرئيس السوري، إنّ “بلاده تتطلع إلى دور الصين البنّاء في الساحة الدولية، وترفض كل محاولات إضعاف هذا الدور”، لافتاً إلى أنّ  الزيارة التي يقوم بها إلى الصين “مهمّة بتوقيتها وظروفها”، مُشيراً إلى أنّه يتشكّل اليوم “عالمٌ مُتعدد الأقطاب، سوف يُعيد إلى العالم التوازن والاستقرار”، كما أكّد أنّه “مِن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبلٍ مُشرق وواعد”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجبية الصينية، ماو نينغ، قد صرّحت في مؤتمرٍ صحافي، أمس الخميس، قائلةً: “نعتقد أنّ زيارة الرئيس بشار الأسد ستؤدي إلى تعميق الثقة السياسية المتبادلة، والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وارتقاء العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة”.

يُشار إلى أنّ الرئيس الأسد يواصل زيارة الصين لليوم الثاني على التوالي، على رأس وفد رفيع المستوى مع عقيلته أسماء الأسد، حيث كان قد وصل، أمس الخميس، إلى مطار خانجو في الصين، في أول زيارة رسمية للبلاد منذ نحو عقدين، تلبيةً لدعوةٍ من نظيره الصيني، شي جين بينغ.

المقداد: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين مهمة جداً وتشكل قفزة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين

وفي السياق أكد الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين مهمة جداً، وتمثل “قفزة جديدة” في تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات بين سورية والصين تطورت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وأن الوضع الدولي تغير كثيراً، وأصبح للصين دور بارز على مختلف المستويات.

وقال المقداد في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا نشرت اليوم: إن العلاقات بين البلدين متطورة جداً، وهذه الزيارة ستكون قفزة جديدة في تاريخ العلاقات، سواء من خلال الدعم الذي تقدمه الصين لسورية، أو الدعم الذي تقدمه سورية للصين، من خلال إيمانها بصين واحدة، ودعمها لكل المبادرات التي تقدم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال السنوات الماضية.

وأشار المقداد إلى أن الصين تقوم بدور كبير لصالح البشرية، وتقدمت بالكثير من المبادرات في هذا المجال، لم تكن أولها مبادرة الحزام والطريق، وإنما كانت هناك مبادرات تتعلق بالأمن الدولي والحضارة الإنسانية، وبالنمو الاقتصادي.

وبخصوص المشاركة السورية في دورة الألعاب الآسيوية الـ 19 التي ستقام في مدينة خانجو، رأى المقداد أن الألعاب الآسيوية ستضفي جواً من البهجة على هذه اللقاءات المهمة بين القيادتين السورية والصينية، لافتاً إلى أن سورية شاركت في كل النشاطات الرياضية التي تعقد في الصين، ومعرباً عن تفاؤله بأن يتمكن الفريق السوري من الفوز بعدد من المنافسات في الألعاب الآسيوية، مشيراً إلى أن السوريين ممتنون ويشعرون بالارتياح لكل التحضيرات التي قامت بها الصين من أجل إنجاح دورة الألعاب الآسيوية.

وفيما يتعلق بالوجود الغربي غير الشرعي في سورية، وخاصة قوات الاحتلال الأمريكي قال المقداد: إن الولايات المتحدة تستغل الثروات السورية وتنهب الإمكانيات النفطية والغازية والزراعية السورية، وفي آخر الإحصاءات التي قدمتها وزارة النفط السورية وأعلمنا بها الأمم المتحدة قدرنا أن المال المنهوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من سورية نتيجة سرقتها ونهبها للنفط السوري والإمكانيات التنموية الأخرى وصل إلى 115 مليار دولار.

وطالب المقداد بإعادة هذه الموارد المنهوبة وتعويض الشعب السوري، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لمتابعة هذا الموضوع المهم ومساءلة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن نهبها للثروات السورية، وقال: “على المحتلين الأمريكيين ومن يساندهم في ذلك أن يعوا أن هذا الاحتلال لن يدوم”.

وعن الدور الذي لعبته الصين في تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط أكد المقداد أن الصين نجحت في تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران لأنها ترتبط بعلاقات جيدة مع دول الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف المقداد: “نحن نعتمد على الصين ودورها لأنه لا مصالح مباشرة لها، وقد نجحت لأنها تتبع سياسة مستقلة وسياسة محايدة، وهي تتمتع بثقة كل الأطراف، كما نتطلع ونثق بأنها ستقوم بأدوار في مناطق نزاعات مختلفة في العالم”، مشيراً إلى أن العلاقات الصينية العربية تقوم على المنفعة المشتركة، وأن سورية تدعم أطر التعاون العربي الصيني، معرباً عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين الدول العربية والصين.

عن Amal

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …