الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / لقاء صحافيين فلسطينيين وصهاينة في أوسلو بتنسيق نرويجي وحضور دولي

لقاء صحافيين فلسطينيين وصهاينة في أوسلو بتنسيق نرويجي وحضور دولي

النقابات والاتحادات المهنية والشعبية تدعو لمقاطعة احتفالات القنصلية الأمريكية

بيوم الصحافة العالمي 10 أيار

لقاء صحافيين فلسطينيين وصهاينة في أوسلو بتنسيق

نرويجي وحضور عالمي

نضال حمد
أثارت تصريحات لمصادر نقابية فلسطينية رفيعة بحسب وكالة معا الإخبارية الفلسطينية من بيت لحم المحتلة التي نشرت تلك التصريحات الأسبوع الفائت، زوبعة كبيرة بين الفلسطينيين في الداخل وبعضهم في الخارج الأوروبي بالذات. جاءت التصريحات قوية في نقدها للدول الغربية التي تمارس التهديد المباشر ضد نقابة الصحافيين الفلسطينيين. بسبب دعوة النقابة لعدم التطبيع مع وسائل الإعلام الصهيونية. خاصة أن الأسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام منذ أسابيع. إن موقف النقابة من التطبيع موقف مشرف وسليم لكن باعتقادنا انه مطلوب منها كنقابة للصحافيين الفلسطينيين أن تؤشر على التطبيع الأخطر الذي يتم عبر زيارات العرب والمسلمين الى القدس المحتلة بناء على رغبة ودعوة السلطة الفلسطينية في رام الله التي تنسق وتطبع مع الاحتلال منذ 20 عاما, والتي بدورها لم تعلن في يوم من الأيام وقوفها ضد التطبيع ، لا بل كانت وما زالت عائقا في وجه ذلك. فمثل لقاء أوسلو بين الصحافيين الصهاينة والفلسطينيين و مواقف السلطة في رام الله من قضية مقاطعة الكيان الصهيوني ورفضها لذلك ، يتم استخدامها من قبل الحكومة النرويجية ضد كل المؤسسات والجهات التي تنادي بالمقاطعة.
يوم الأربعاء الموافق التاسع من ايار- مايو الجاري شاركت في محاضرة كبيرة وهامة بأوسلو دعت لها منظمة المساعدات الشعبية النرويجية ، وخصصت عن موضوع مقاطعة المستوطنات الصهيونية والشركات التي تتعامل معها. وبهذه المناسبة اصدر القائمون على التحرك كتابا يستعرض أهم القضايا المتعلقة بالمقاطعة . شارك في المحاضرة نحو مائة من الإعلاميين والسياسيين والنقابيين وممثلي المؤسسات والجمعيات والأحزاب ومن المهتمين بشكل عام. للأسف كنت العربي والفلسطيني الوحيد المشارك في هذا اللقاء. فلا سفارة فلسطينية ولا غيرها من المؤسسات الفلسطينية اهتم بهذا الأمر. شخصيا شاركت كرئيس للجالية الفلسطينية في النرويج ، وكصحافي فلسطيني نرويجي يدير موقع الصفصاف الالكتروني ، أول موقع عربي في النرويج. شكرت القائمين على الحملة باسم الجالية الفلسطينية في النرويج و شاركت بالحوار وتوجيه الأسئلة للمشاركين. وطالبت بمقاطعة الكيان الصهيوني بشكل كامل وليس فقط المستوطنات ، وبعض المتحدثين فعلوا الشيء نفسه.

هنا يقاطعون وبعض الفلسطينيين أصحاب القضية يأتوننا من فلسطين للتطبيع
وصلتنا في موقع الصفصاف معلومات من مصادر خاصة أفادت بأن وفدا من صحافيين فلسطينيين ذكورا وإناثاً ، تبين فيما بعد أنهم من الضفة ومن فلسطين 48 ، منهم شبان جدد وكذلك قدماء مخضرمين في العمل الصحفي، ونظرائهم الصهاينة ، وبلغنا ان هؤلاء سوف يلتقون في أوسلو من أول أيار – مايو الجاري وحتى الرابع منه. وذلك في يوم الصحافي العالمي. وهناك كان يقال ان اللقاءات تمت بحضور ومشاركة صحافيين من دول مختلفة. فيما هناك من يدعي انها تمت بين الطرفين برعاية نرويجية.
بعد التحري عن الأمر عرفنا من تلك الدول فقط روسيا الاتحادية. وبعد أن قمنا في موقع الصفصاف ووسيلة إعلامية عربية أخرى في النرويج بالتحري عن اللقاء ، لم نعثر على أي خبر أو أي شيء يشير إليه في أية وسيلة إعلام محلية أو في مواقع دار الثقافة ووزارة الخارجية ومنظمة اليونسكو، وروابط واتحادات الصحافيين النرويجيين أو نقابة الصحافيين العالمية التي تقيم اللقاءات. أو في مواقع لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني في النرويج أو حتى في مواقع نرويجية محلية مؤيدة للكيان الصهيوني.
ولكن بعد عدة اتصالات وبحث مضني في الانترنت وأثناء التفتيش الالكتروني والتلفوني عثرنا على الخيط الذي أوصلنا الى هدفنا، فقد عثرنا على ندوة تقام في أوسلو ببيت الكلمة الحرة النرويجية وهي ندوة عن المرأة في الصحافة وبالذات في الأماكن الساخنة. أقيمت الندوة بالفعل يوم الرابع من الشهر الجاري في مبنى منظمة الكلمة الحرة النرويجية التي ترعى الندوة، والتي منحت قبل فترة بسيطة السورية المنشقة – نرويجية الجنسية الآن، الفيمينيستية والمتصهينة سارة عزمي راسمونسن جائزة الكلمة الحرة على كتابها الأخير.
في تلك الندوة وجدنا أسماء مثل غري لارسن مدير عام وزارة الخارجية النرويجية، الرئيسة السابقة لمنظمة الشبيبة العمالية النرويجية، وتعتبر من أصدقاء فلسطين في النرويج وكان الصهاينة في الانتفاضة الثانية وقبل أن تصبح وزيرة أعادوها أكثر من مرة من المطار والحدود ومنعوها من دخول فلسطين المحتلة بتهمة مناصرة الفلسطينيين ومعاداة الكيان الصهيوني. كذلك وجدنا أسماء أخرى منها مراسلة التلفزيون النرويجي في فلسطين المحتلة سيسيل وورد، والإعلامية الاذربيجيانية المشهورة خديجة اسماعيلوفا، والصحفية الفلسطينية تغريد الخضري مراسلة صحيفة أمريكية في غزة والتي ألقت كلمة شخصيا اعتبرها سيئة وغير لائقة بصحفي فلسطيني يعمل تحت الاحتلال وفي منطقة محاصرة منذ سنوات. لم اسمع السيدة تغريد الخضري تتحدث عن الاحتلال كان همها التحدث عن حماس والحجاب والمرأة والرجل.
لأننا نعلم بكيفية سير مثل هذه اللقاءات والندوات نتيجة الخبرة في مجال العمل النقابي والإعلامي والتضامني هنا في النرويج ، قلنا ليس لنا إذا أردنا أن نعرف المزيد عن الوفد الصحافي الفلسطيني إلا الذهاب الى هذه الندوة حيث تغريد الخضري واسماعيلوفا وسيسل وغري، إذ لا بد أن تكون هناك صلة بين الندوة و اللقاءات الأخرى. على الأقل وبحسب معرفتنا بطرق عمل النرويجيين لا بد ان يشارك الضيوف في هذه الندوة. وبالفعل هذا هو الذي حدث، فلو لعبنا في اليانصيب لكنا ربحنا الجائزة الأولى. فعندما وصلنا الى دار الكلمة الحرة كان لقاء الصحافيين الفلسطينيين والصهاينة والآخرين من الدول الأخرى قد انتهى. لكن هؤلاء حضروا لمشاهدة هذه الندوة. وهكذا عرفناهم وتعرفنا عليهم واكتشفنا أن بعضهم معروف لنا شخصيا منذ عدة سنوات. لكننا لم نكن نتوقع أن نجده مشاركا في مثل هذه اللقاءات التي تضم صهاينة.
بالصدفة في الندوة جاءت جلستي ولسوء حظي قرب صحافيين صهاينة من اللقاء المذكور، لم أكن أعرف ذلك إلا في لحظة انتبهت فيها لإحداهن وهي تكتب ملاحظة باللغة العبرية. أما هي فقد فاجأتها أنا أكثر مما هي فاجأتني حين انتشلت كتابا من حقيبتي باللغة الانجليزية يتحدث عن عنصرية الكيان الصهيوني اتجاه فلسطينيي ال 48. وقمت بدون إذن من مؤلفه صديقي الصحفي اللبناني عباس إسماعيل بكتابة إهداء في أولى صفحاته موجه الى مديرة عام وزارة الخارجية النرويجية غري لارسن. وفي خضم الأحداث وتسارعها نسيت أن أعطي الوزيرة غري لارسن الكتاب، ولكن لنا معها في الوزارة لقاء قريب سيتم خلاله تسليمها الكتاب.
عرفت بعض المشاركين الفلسطينيين من صورهم التي كنت أراها ومازلت في المواقع ووسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية المختلفة. وعرفت أن من بينهم ثلاثة من الشخصيات الصحافية والإعلامية المعروفة في الضفة الغربية ،اثنان صحافيان مخضرمان لأحدهما شهرة عالمية، والثالث صاحب تلفزيون محلي في بيت لحم. أما بقية الوفد فكانت غالبيتها من الصحافيين والصحافيات الشباب. وأنا اعرف انه من عادة المؤسسات النرويجية تقسيم الوفود بالتساوي ( فيفتي، فيفتي ) ، يعني 50% رجال و 50% نساء. وهذا شيء جميل بالتأكيد. إذ كانوا خمسة من الذكور ومثلهم من الإناث. قد يسأل سائل لماذا لا اذكر أسماءهم فأجيبه بأن بعضهم طلبوا مني عدم نشر الأسماء لان في ذلك تهديد لوظائفهم ولقمة عيش أطفالهم ووعدتهم أن لا أفعل ذلك هذه المرة فقط لا غير. وبعضهم الآخر لم أتعرف عليهم ولم اجلس معهم ولذلك لا أعرف أسماءهم الكاملة. مع أن من ضمنهم من يعمل في مراتب متقدمة بوزارات تابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
طبعا هم فوجئوا بوجودي وجلوسي بالقرب منهم في الندوة المذكورة .. وفوجئوا أكثر عندما علموا بمعرفتي بلقاءاتهم وقلت لهم مباشرة أنني هنا أتعقبهم وأبحث عن معلومات عن لقاءاتهم لكي أعرف ويعرف غيري من الفلسطينيين وأصدقائنا النرويجيين ماذا تفعلون انتم هنا؟ وأبلغتهم أن هناك بيانات وتصريحات ضدهم واتهام لهم بالتطبيع مع الصهاينة. كما عرفت أنهم علموا بما نشرته وكالة معاً وكانوا منزعجين جدا من ذلك واتهموا من يقف وراء التصريحات وناشرها بالتعامل والتطبيع مع الصهاينة سرا وعكس ما يقول علنا، وبالانتقام الشخصي من أحد أعضاء الوفد تحديدا.
عندما سألناهم عن سر وجودهم في مؤتمر تطبيعي بأوسلو..
كان الجواب انه ليس تطبيعا بل لقاء يستغل من قبلهم وبحسب زعمهم لإيصال موقف الصحافيين الفلسطينيين للصهاينة وللعالم. ولشرح معاناة الشعب الفلسطيني والصحافيين الفلسطينيين والعمل في ظل الاحتلال.
أحدهم قال لي :
” أنه كان في فيينا للمشاركة في الاجتماع السنوي للمعهد الدولي للصحافة، وهناك عرضت في الاجتماع رزمة المشاريع التي أجراها المعهد وبضمنها تمويل سلسلة لقاءات بين نقابة الصحافيين الفلسطينيين ونقابة الصحافيين(الإسرائيليين). لكن النقابة ترفض ذلك وهذا ما اكد عليه نقيبها في تصريحات لوكالة معا حين أكد في هذا الاطار قبل أسبوع: أن دولا هدّدت بوقف تعاملها مع النقابة فيما راحت دول أخرى تهدد بوقف الدعم للصحافيين الفلسطينيين، كما أن دولا أخرى هددت بإعادة النظر في دعم القطاع الصحافي الفلسطيني كله في حال صدر بيان من النقابة يشمل أسماء الصحافيين الفلسطينيين المشاركين في مؤتمر النرويج المنعقد حاليا في اوسلو بين صحافيين فلسطينيين و”اسرائيليين”.
هذا الكلام لا يعيب النقابة بل يشرفها ونأمل أن تتمسك به وأن تقاوم التهديدات والضغوطات الموجهة ضدها وتقف ضد التطبيع و تمنعه بكل الوسائل؟ كما آمل من الصحافيين الفلسطينيين الذين كانوا في أوسلو وهم عشرة أشخاص ان يتحلوا بالشجاعة ويقولوا لشعب فلسطين لماذا التقوا بالصهاينة. فإذا لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم خلال فترة قريبة نحن سوف نفعل ذلك.
احد المشاركين في لقاء أوسلو قال لي : كان موضوع هذه اللقاءات هو العمل المشترك لتسهيل عمل الصحافيين الفلسطينيين. المفاجأة ان النقابة وقادتها الذين يقفون وراء هذه المشاريع هم الذين يهاجمون لقاء أوسلو”. لكن أحد قادة النقابة أكد لوكالة معاً قبل أسبوع : “موقفنا من التطبيع واضح ولن يتغير وإن مارسوا علينا كل هذه الضغوط”.
الصحافي النرويجي شيتيل هانيس منسق لقاء أوسلو الذي زار فلسطين المحتلة عدة مرات أكد أن ما جرى في أوسلو هو ترجمة لتوصيات النقابة الدولية في فيينا. وأضاف أن السفير الفلسطيني في النمسا كان حاضرا في اللقاء في حزيران – يونيو الفائت وأيد مثل هذه اللقاءات والعمل المشترك. وأبدى شيتيل انزعاجه من موقف النقابة الفلسطينية وأعتبر أن مثل هذه اللقاءات مهمة للجانبين. وعندما سألناه عن اللقاء بين الصحافيين الفلسطينيين و “الإسرائيليين” في أوسلو أكد حدوث هذه اللقاءات في دار الثقافة النرويجية وخلف أبواب مغلقة وبدون أية إعلانات أو أي جمهور. وقال لا استطيع الكشف عن أسماء الوفد الفلسطيني.
بصراحة هذه الأشياء الغريبة مثل التأكيد على عدم كشف أو نشر الأسماء الفلسطينية ، وعدم وجود أي خبر أو معلومة أو تفصيل صغير عن هذا اللقاء ، وارتباك موظفة وزارة الخارجية النرويجية حين فاجأها صحفي عربي عبر الهاتف بالسؤال عن هذا اللقاء، فأكدت أنها لا تعرف أي شيء عنه. تثير الشكوك والشبهات، فالموظفة ارتبكت وحاولت الاستفسار من الصحفي عن مصدر خبره ومعلوماته فأجابها مصادر خاصة. مع العلم أن الذي مول اللقاء بين الفلسطينيين و ” الإسرائيليين” والآخرين في أوسلو ، الحكومة النرويجية وغير مستبعد أن تكون نفس وزارة الخارجية ، بالإضافة لمنظمة اليونسكو النرويجية ، ولا ندري إن كانت هناك جهات أخرى داعمة لأن تكاليف مثل هذه اللقاءات عادة تكون باهظة وكبيرة جدا ولا يمكن ان تتحملها إلا الحكومات والمنظمات الضخمة. فإذا كان هناك 10 فلسطينيين يعني هناك بالمقابل عشرة “إسرائيليين” وعشرة روس والخ. تصوروا كم ستكون تكلفة سفر وإقامة هؤلاء.
بعض المشاركين الفلسطينيين ومن خلال الحديث معهم عن اللقاء ومشاركتهم به رفضوا اعتبار ذلك تطبيعا وأكدوا أنه ممارسة لحرية العمل الصحافي بغض النظر عن مشاركة صهاينة، معللين ذلك بوجود صحافيين من دول عالمية أخرى. وواحدة من المشاركات في اللقاء قالت في معرض جوابها : ” هناك فرق شاسع بين لقاء ثنائي بين(اسرائيليين) وفلسطينيين وبين مؤتمر دولي يضم العديد من الجنسيات بمناسبة اليوم العالمي للصحافة . وكان الهدف من توجهنا إلى اوسلو المشاركة في مؤتمر يضم جميع الجنسيات وليس (اسرائيليين) على وجه الخصوص، ولكن المسألة ولأهداف شخصية تحولت إلى فرصة للانتقام من أشخاص تواجدوا معنا في المؤتمر ولنكن اكثر وضوحاً أحد رؤساء التحرير في شبكة اخبارية واسعة الانتشار في فلسطين سرق مقالاً ونشره بإسمه وتم نشر هذه الفضيحة من قبل أشخاص تواجدوا معنا في أوسلو، وكانت هذه فرصته الوحيدة للانتقام منهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المؤتمر أكرر مرة أخرى مؤتمر متعدد الجنسيات، هذا كل ما في الامر”.
أتفهم وجهة نظر الإعلامية الشابة ولا أقبلها لأن مجرد الجلوس في لقاء واحد مع الصهاينة حتى ولو بحضور وفود من دول أخرى أو بدونها يدخل ضمن دائرة التطبيع وهذا هدف طالما سعت وتسعى إليه النرويج والدول الأوروبية المانحة منذ بدأت عملية سلام أوسلو مرورا بعشرين سنة مفاوضات عبثية أضاعت الأرض والوقت ودمرت القضية. فالنرويج على صعيد المثال تدأب على دعوة وفود فلسطينية مختلفة ومنوعة من طلاب وعمال وكتاب وصحافيين ومثقفين وأساتذة جامعات ونقابيين ومنظمات المرأة ومؤسسات مجتمع مدني وكذلك سياسيين للقاءات مشتركة وندوات ومؤتمرات ، وفي كثير من الأحيان يحاولون إسكان هؤلاء وبالذات الشبيبة والطلبة في غرف مشتركة مثلما كان يحصل في المدرسة الصيفية التي تقيمها جامعة أوسلو صيف كل عام. بعض الفلسطينيين كانوا يرفضون ذلك وبعضهم كان يقبل به واعرف ويعرف بعض الفلسطينيين في النرويج بعض الأشخاص ممن واجهتهم هذه المشكلة. أحدهم وهو من نشطاء حركة فتح تم وضعه في غرفة واحدة مع عقيد في الجيش الصهيوني. وأخرى أصبحت الآن في السلك الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بمرتبة سفير في أوروبا سكنت مع فتاة صهيونية بنفس الغرفة أيضا. وتحرص النرويج أي الحكومة على تمويل مثل هذه اللقاءات حتى انه في الفترة الأخيرة منذ عدة سنين أصبحنا نرى أن نشاطات لجان التضامن الممولة من الدولة صار يشارك فيها بشكل دائم تقريبا صهاينة من حركة السلام الآن و “إسرائيليين” ويهود ضد الاحتلال والجدار والمستوطنات والخدمة العسكرية، الخ. طبعا هناك من هؤلاء من هم أصحاب مواقف جيدة لا بل ممتازة مثل ألان بابيه .. ، لكن المقلق أنها تكاد تصبح ظاهرة.
أحد المشاركين في لقاء أوسلو من الطرف الفلسطيني قال : نحن تحت احتلال، والاحتلال يتداخل في كل شأن من شؤون حياتنا. نحن نستورد 97 من احتياجاتنا من “إسرائيل”، ونصدر الى “إسرائيل” معظم ما ننتج…ولك ان تتصور عملية التصدير والاستيراد لوحدها كم تكون فيها علاقات بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.
وأضاف: والإعلام أيضا في صلب المسألة ، الإعلام هو المكون الرئيسي للرأي العام في “إسرائيل”، “الإسرائيليون” لا يستقبلون أي أعلام آخر سوى الإعلام العبري، ولا أعلام آخر ينطق بالعبرية سوى الإعلام “الإسرائيلي”، وأنا شخصيا لا اترك مناسبة للحديث الى الصحافيين “الإسرائيليين” الا واغتنمها.
ويقول أيضا: في اللقاء المذكور كان لي محاضرة حول المستقبل، وقلت لهم بوضوح ان الاستيطان يهدد الجميع، المستوطنون كارثة علينا وعليكم، والحل الأمني لا ينهي قضية شعب يتطلع الى الحرية والاستقلال..وحق العودة للفلسطيني يجب ان يكون مثل حق العودة الذي تؤمنون به لليهودي لان البشر متساوونفي الحقوق….”.
مشكلة بعض هؤلاء الفلسطينيين المشاركين انهم مقتنعون بأنهم بهذه الطريقة يوصلون رسالة شعب فلسطين الى “الإسرائيليين” والعالم . وأن هذه اللقاءات لا تنتقص من وطنيتهم. ومنهم من يعتمد على تاريخه السابق في مقاومة الاحتلال. أحدهم قال انه في فتح منذ 1969. فهل هذا الانتماء المبكر لفتح يبرر له المشاركة في لقاءات مع الصهاينة هي في النهاية جزء من عملية التطبيع. خاصة إذا ما تبين ان هناك مؤسسات فتحاوية في الضفة ضد مثل هذه اللقاءات وتعتبرها تطبيعا. كما أن دستور نقابة الصحافيين الفلسطينيين يقول بوضوح انه ضد التطبيع مع “الإسرائيليين”. بالرغم من أنهم لا يدينون تطبيع السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني. شخصيا لم اقرأ أي بيان للنقابة يدين موسم الحج التطبيعي العربي والإسلامي الى القدس المحتلة. ولا من يدعون هؤلاء العرب والمسلمين للقدوم الى فلسطين المحتلة بتأشيرات وحراسات صهيونية.
عضو في الوفد يقول أنه مؤمن بالعمل الشعبي السلمي : ” بعد الخسائر المهولة التي تكبدناها في فترة العمل العسكري”. يبدو أنه يغيب عن بال هؤلاء وهذا نتاج للإستراتيجية السياسية التي استبدلت الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية بأسلوب المفاوضات مدى الحياة ولا خيارات أخرى. فالعمل الشعبي السلمي وليس التطبيع بكل تأكيد جزء من المقاومة الفلسطينية بشكل عام وليس بديلا عن الكفاح المسلح وأساليب المقاومة الأخرى. أما الإصرار من قبل البعض على عدم ذكر أسماء الذين جاءوا الى اوسلو، وبالرغم من عدم قوة السبب الذي ذكره احدهم عنامكانية فقدانه الوظيفة مما سيجوع عياله، بالنسبة لنا مافعلوه غير مقبول وغير مبرر. لأن الذي يخطو هكذا خطوة عليه تحمل مسؤوليتها تماما. وعليه أن يدافع عن رأيه وتوجهاته أمام الجميع وعلانية. وهذا كان رأي صاحب المحطة التلفزيونية في بيت لحم. فيما كلام نقيب الصحافيين الفلسطينيين لوكالة معاً عن تهديدات من الدول الغربية للنقابة في حال نشرت الأسماء يجعلنا نطلب من هؤلاء الذين كانوا في أوسلو أن يمتلكوا الشجاعة ويواجهوا شعبهم والنقابة والمنتقدين وأنا منهم طبعا ، وأن يقدموا رأيهم الخاص ووجهات نظرهم ويعلنوا عن أنفسهم خاصة انهم يقولون ان اللقاء ليس تطبيعا. وهذا ينطبق على جميع أعضاء الوفد الفلسطيني إذا كانوا فعلا يمتلكون الشجاعة ويؤمنون بما يفعلون. وفي حال لم يفعل بعضهم ذلك سوف نضطر لكشف كل شيء قريبا في موقع الصفصاف.

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *