قصيدة رثاء الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب للأديب والشاعر السوري الكبير محمد الماغوط
يا زميل الجوع والحرمان والتسكع
يا زميل الجوع والحرمان والتسكع
حزني طويل كشجرة الحور
لأنني لست ممدا إلى جوارك
ولكنني قد أحل ضيفا عليك
في أية لحظة
متشحاً بكفني الأبيض كالنساء المغربيات
لا تضع سراجاً على قبرك
سأهتدي إليه
كما يهتدي السكير إلى زجاجته
أو الرضيع إلى ثدي أمه
أيها التعس في حياته وفي موته
تشبث بموتك أيها المغفل
دافع عنه بالحجارة والأسنان والمخالب
فماذا تريد
كتبك تباع عل الأرصفة
وعكازك أصبح بيد الوطن
أمـــــا زلــــت
تضع ملاءة سوداء
على شارات المرور وتناديها يا أمي
أمـــــا زلــــت
ترسم على علب التبغ الفارغة
أشجاراً وأنهاراً وأطفالاً سعداء
وتناديها يا وطني
ولكن أي وطن هذا الذي
يجرفه الكناسون مع القمامات في آخر الليل؟