2023 /3/11
خاص
ممتلكا موهبة وإبداع، وهبهما إياه الخالق عز وجل، وقدرة هائلة على إيصال قضية وطنه وشعبه التي يحملها بين أضلعه ليخرجها لوحات تكاد تنطق وتقول: انا فلسطين المغتصبة، ، انا التي تنتظر عودة ابنائها وإخوتهم فاتحين محررين. وقد حمل الحسنيين: الأصل الفلسطيني والمنبت السوري ليخرج فنانا تشكيليا مميزا بكل ما تحمله كلمة التميز من معنى.
انه الفنان الفلسطيني رائد القطناني.
ولد الفنان رائد القطناني في دمشق عام 1973 من عائلة فلسطينية هجرت من قرية يازور قضاء يافا، وهي قرية فلسطينية مُهَجَّرة، تم احتلالها في 30 نيسان \ أبريل 1948 في سياق عملية حميتس عندما اجتاحت العصابات الصهيونية القرى المحيطة بيافا وتطويق المدينة.
هُجِرَ أهالي هذه القرية إلى بعض المدن والبلدات المجاورة فذهب بعضهم باتجاه اللد والرملة وانتهى بهم الحال في نابلس والمخيمات المحيطة بها، وفي مخيم عقبة جبر في أريحا. في حين وصل بعضهم إلى الأردن وأقاموا في مخيمي الوحدات والزرقاء، بينما حاول البعض الآخر النجاة عن طريق البحر وانتهى بهم الحال في مدينة غزة.
عاش الفنان القطناني طفولته وشبابه في العاصمة السورية دمشق،فنهل من مدارسها ومعاهدها علما وفنا وحولهما إلى أيقونات تحمل معاناة وطنه وشعبه في فلسطين. ثم انتقل للعيش في الاردن عام 2015 بعد اشتداد الحرب الكونية الظالمة على سورية ليتابع رسالته السامية بالمساهمة في الحفاظ على الموروث الفلسطيني بريشته وألوانه.
ولقد كان لجريدة العرب هذا الحوار مع الفنان رائد يوسف القطناني:
إعداد: فادية محمد عبدالله
1- كيف تعرف قراء جريدة العرب عنك وكيف كان البدايات؟؟؟
أنا من مواليد سورية عام 1973 وأتشرف بأنني من خريجي جامعة دمشق عام 1995 كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية. وكفنان تشكيلي فلسطيني، ومصمم ومدرب غرافيك، فلسطين هي الأساس في أعمالي. أما بداياتي فبدأت كهواية منذ الطفولة، حيث امتلكت موهبة الرسم في السنة الخامسة من عمري.
2- بمن من الرسامين العالميين والعرب تأثرت، وما هو أكثر عمل فني ترك لديك بصمة في الوجدان والذاكرة؟
دعيني أقول أنني تأثرت كثيرا بالفنانين السوريين، لأنني ابن البيئة السورية، تأثرت بالفنان الراحل ممتاز البحرة الذي رسم مناهج التعليم في سورية (باسم ورباب-فلسطين داري…الخ) كما أن الراحل البحرة كان يرسم لوحات قصص مجلة أسامة والتقطت المشهد وطريقة الرسم من خلال رسوماته، لاحقا تابعت نوعا اخر من الفنانين كالفنان السوري الكبير نذير نبعة، هو إنسان غير عادي بفنه وإبداعاته، وأيضا تأثرت بالفنان المبدع سرور علواني وما زلت حتى اللحظة اتابع جميع أعماله وعلى تواصل دائم معه.
ومن اهم من تأثرت بهم فلسطينيا الفنان سليمان منصور. لقد فتحت عيني على الدنيا على لوحته الشهيرة جمل المحامل والتي كانت معلقة في صالة منزلنا، وانا دائما اردد: تعلمت الرسم لفلسطين من خلال لوحة للفنان سليمان منصور، ومن الفنانين العالميين تأثرت بفنان إيراني اسمه مرتضى كاتوزيان لان الفكرة ذات المضمون الإنساني والسياسي حاضرة بقوة في أعماله. كما انني تأثرت كثيراً بالفنان التشكيلي المصري محسن أبو العزم، تأثرت كثيراً بمن سبق ذكرهم من الفنانين، لكنني لا أقلدهم تأثري كان تأثر تعليم وفكر وتأثر تقني وليس تقليد او اتخاذ مدرسة لأحدهم أسلوبا لي.
3- ما هو أسلوبك اللوني، و بأي من المدارس تأثرت فنيا؟وكيف ترسم لوحاتك ام انها هي تسترسمك?
بالنسبة لأسلوبي اللوني انا لا أعتمد درجات لونية كثيرة، ولا يوجد في أعمالي صخب لوني. أعتمد منهج التقشف في الألوان والتركيز على الفكرة، اكثر ما يكون على اللون، فانا أستثمر اللون في نطاق إيضاح الفكرة المقصودة.
اما عن المدرسة التي تأثرت بها فهي المدرسة التعبيرية. اسلوبي يتخذ من هذه المدرسة منهجا، لأنني أسعى إلى ايصال رسالة فكرية، او سياسية او وطنية اقوم بطرحها من خلال أعمالي.
لدي قناعة فيما لو كنت بصدد عمل فني وبذهني فكرة معينة قد تتغير هذه الفكرة. ويتغير اللون. او جزء من العناصر الرئيسية بمجرد ما بدأت العمل، بقناعتي .. اللوحة هي التي ترسم نفسها.
4- ما هو تقييمك للفن التشكيلي الفلسطيني وهل نستطيع القول أن الفن التشكيلي الفلسطيني ترك بصمة واضحة في عالم الرسم؟
تقييمي للفن التشكيلي الفلسطيني، عربياً هو الأكثر تقدما في الفكر لانه يركز على قضية ارض مسلوبة وعلى تراث مسروق ويركز على قضية إنسان يقتل يوميا. نحن نحتاج إلى شرح معاناة الشعب الفلسطيني بكل الطرق الممكنة، من خلال الرموز، ومن خلال التركيز على موروثاتنا الثقافية التي يجب ان تكون أساسية في أعمالنا، نحن نحتاج إلى قوة الفكر، وهذا ما يميز الفن الفلسطيني عن باقي الفنون العربية. للفن الفلسطيني بصمة واضحة بدليل انتشار أعمال الكثير من الفنانين الفلسطينيين حول العالم وخاصة في زمن السوشال ميديا.
5-كيف تؤثر البيئة الفلسطينية فيك الاحتلال والشهداء والأسرى والأمهات والأطفال.. والانقسام ؟
عناصر البيئة الفلسطينية هي أساس في التركيز على موروثاتنا الثقافية وعلى جذورنا، وتشبثنا بأرضنا،لا نستطيع التطرق إلى الفن الفلسطيني دون التطرق إلى الشهداء والأسرى. والحالة السياسية
6- ما هو الإنجاز الذي تتمنى ان تقدمه لفلسطين ولم تسعفك الظروف والإمكانيات؟
الانحاز الذي أحلم بتقديمه لفلسطين هو إقامة معرض في القدس أو أي مدينة فلسطينية ولكن للقدس رمزية خاصة، حلمي ان أرسم لفلسطين من فلسطين وما ذلك على الله بعزيز.
5- كيف تؤثر البيئة الفلسطينية فيك، الاحتلال والشهداء والأسرى والأمهات والأطفال.. والانقسام ؟
عناصر البيئة الفلسطينية هي أساس في التركيز على موروثاتنا الثقافية وعلى جذورنا، وتشبثنا بأرضنا، لا نستطيع التطرق إلى الفن الفلسطيني دون التطرق إلى الشهداء والأسرى. وكذلك الحالة السياسية.
7- هل استطاع الفن التشكيلي الفلسطيني عكس قضية شعبنا ووطنا المحتل؟
نعم الفن الفلسطيني قدم بصمة واضحة في نشر قضيتنا. وبالنسبة لنا من اعظم وأقدس مهمات الفنان التشكيلي الفلسطيني هو ان يبقي القضية الفلسطينية حاضرة بأذهان الأجيال القادمة، فإن لم يكتب لنا حضور التحرير فأبنائنا سوف يكونوا حاضرين عندها سيكون لنا دورا كبيرا في ترسيخ فكرة الوطن المحتل في أذهان أبنائنا، فكما سبق وان ذكرت تعرفت إلى فلسطين من خلال لوحة للأستاذ سليمان منصور، فإن أبنائنا سوف يعرفون فلسطين من خلال لوحاتي وأعمال أبناء جيلي.
8- كلمة أخيرة
ينتابني شعور دائم بان القادم أجمل بإذن الله، وأجمل عمل هو الذي لم أرسمه بعد، في ذهني دائما ما أسميه اللوحة الحلم، واللوحة الحلم هي التي لم أرسمها بعد وهي التي ستكون الأجمل بإذن الله.