الرئيسية / ثقافة شعر وفنون / الفلسطيني كرمل أحمد سليمان .. فنان بالفطرة وحاصد المنح والذهبيات بالخبرة

الفلسطيني كرمل أحمد سليمان .. فنان بالفطرة وحاصد المنح والذهبيات بالخبرة

21-آذار-2023

إعداد: فادية محمد عبدالله

شاب فلسطيني من مواليد عام 2001. شاب ككل الشباب الفلسطيني الذي يحمل هموم فلسطين وشعبها في قلبه وعلى أكتافه، كل حسب ما يستطيع وما يجتهد. يقطن مع والديه وأخيه في مخيم جرمانا جنوب شرق دمشق، حيث امتشق الفن سلاحاً وأبدع في موهبة الفلكلور الشعبي والدبكات والرقصات التراثية والعديد من أنواع الفنون الشعبية التي من خلالها يعزز انتماءه القومي.

وبدأت أولى ملامح الموهبة تتضح في أداء كرمل حين التحق في فرقة براعم بيسان وبدأ بالمشاركة في تقديم عروضها. هذه الفرقة كانت تابعة لروضة براعم بيسان في منطقة سكنه في مخيم جرمانا. وقدّم مع هذه الفرقة ومن على خشبة المركز الثقافي في مخيم اليرموك باقة من فنه الجميل في احتفال انتهاء العام الدراسي. وهنا كانت نقطة انطلاق واضحة ليبدأ في مسيرته الوطنية الفنية. وبعد أن بدأ دراسته في الحلقة الأولى استمر كرمل في تقديم مساعدته لفرقة براعم بيسان من خلال المشاركة في تقديم الحفلات السنوية، بالاضافة لتدريب الأطفال على الدبكة الشعبية وهو في عمر 8 سنوات على موسيقى يا ظريف الطول وأغاني الثورة الفلسطينية. استمرّ في تطوّير مهارته ضمن برنامج اليافعين في مخيم جرمانا، حيث شارك في العديد من الرقصات والمسرحيات رغم أنه أصغر اليافعين المشاركين سناً.

ثم التحق كرمل بفرقة إنانا للمسرح الراقص في عمره الثاني عشر، وكان أصغر الراقصين فيها، حيث شكلت له هذه المرحلة نقطة تحوّل أخرى يرتقي بها على سلم الاحتراف. فتعلم على أساسيات رقص الباليه على يد المدربة الروسية البينا. وبقي عاما كاملاً وهو يطوّر نفسه وإبداعاته في هذه الفرقة العريقة التي كانت تضمّ عشرات الراقصين والراقصات. وفي هذه الأثناء كان كرمل يعمل مع العديد من فصائل الثورة الفلسطينية في إحياء المناسبات الوطنية بتدريب فرقها على الفولكلور الشعبي والرقصات الهادفة لمختلف الفئات العمرية، منها فرقة أشبال وزهرات الحكيم وفرقة لن ابقى لاجئ وفرقة اشبال بيسان..

تواصلت معه فرق وطنية سورية عدة بعد أن نقلت فرقة انانا مقرها الى خارج القطر العربي السوري. توجّه للعمل مع فرقة زنوبيا وبعدها فرقة سورية للمسرح الراقص. وكما قدّم عروضاً كثيرة مع فرقة المهرة السورية وفرقة نداء الأرض الفلسطينية واتحاد شبيبة الثورة السورية وقدّم العديد من العروض لإحياء المناسبات المجيدة.

شارك في أحد أكبر العروض التي أقيمت بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية على أرض ملعب العباسيين وهو في عمر 10 سنوات، وكانت له فرصة لرحلة دولية لكن تمّ رفضه لأنه يحمل الجنسية الفلسطينية السورية..

حاول دمج الفولكلور الشعبي برقص الباليه المعاصر ليشكل فسيفساء فن وطني.. كل ذلك ما عدا العروض التي قدّمها بشكل فردي في مراكز الطفولة ودور الأيتام ودور المسنين وكل ما يؤول اليه ان يتابع في مسيرته الفنية وثقافته المهنية والوصول الى درجات أعلى ومستويات دراسية بهذا النوع من الفنون، لأنه فطر عليه وليكون مقاوماً وظف موهبته في خدمة القضية والشعب الفلسطيني. وأن يتابع في دراسته الجامعية بكل نجاح وإتقان.

وانطلق كرمل لمسابقات الباليه العالمية عام 2021 أثناء جائحة الكورونا حين شارك عبر الفيديو في مسابقة للباليه في الولايات المتحدة وفاز بالمرتبة الأولى من بين متسابقين من 170 دولة. وكان هذا الفوز محطة تحول كبيرة له في مسيرته الفنية، حيث حصل على 4 منح دراسية من ولاية مونتانا الأميركية وكندا وإيطاليا وكوبا، وكانت أسرع هذه المنح من إيطاليا، فدخل المدرسة الايطالية الوطنية للباليه والتي تعتبر اقدم أكاديمية في العالم للباليه.

وتم تكريمه من قبل السفارة الفلسطينية بدمشق من قبل السفير الراحل محمود الخالدي.

وفي عام 2022 شارك في المسابقة نفسها في الولايات المتحدة، وحصل على ثلاث ذهبيات عالمية بعد فوزه بالمركز الاول للسنة الثانية على التوالي، وأيضاً حصل على منح دراسية من 7 دول.

وبعد ان اتم المنحة الدراسية الاولى في إيطاليا انتقل إلى سويسرا وحالياً هو يتابع دراسته في جنيف.

كذلك شارك مؤخراً بمسابقة “بالية بدون حدود” في ولاية مونتانا الأميركية وفاز بذهبية، وكانت كل مشاركاته بتلك المسابقات باسمه الشخصي، وهو كرمل الشاب الفلسطيني ابن مخيم جرمانا وليست باسم اي جهة او مؤسسة وحتى اللحظة لم تتبناه أي دولة أو جهة رسمية، وعندما كان يعرف عن نفسه يقول: أنا كرمل احمد سليمان ابن دولة فلسطين وشعبها.

كرمل احمد سليمان.. من فلسطين.. وكفاه فخراً.

عن Amal

شاهد أيضاً

مكتبة تعيد التاريخ الفلسطيني مخطوطة واحدة في كل مرة

22 تشرين الأول 2023 هبة اصلان تقدم مكتبة في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل لمحة …