الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / سوريا.. وساعة الصفر لحرب ستعيد الجولان وتنهي الأزمة..

سوريا.. وساعة الصفر لحرب ستعيد الجولان وتنهي الأزمة..

صباح الخير يا وطني…

سوريا.. وساعة الصفر لحرب ستعيد الجولان وتنهي الأزمة..

مضر بركات
ما زال في جعبة أعداء سوريا بعض الخدع والألاعيب.. لكنها ليست إلا محاولات بائسة تبوء بالفشل كل يوم، على الأقل لأنها صُنعت في إطار الخطط البديلة لفشل الخطة الأساسية التي رسموها بمنتهى الخبث والإحكام لتدمير سوريا.. ففي النصف الأخير من شهر شباط المنصرم، وخلال ما مضى من آذار الحالي، أيقظ أعداء سوريا آخر خلاياهم الإرهابية النائمة، وكثّفوا عملياتهم الإرهابية الدنيئة بشكل غير مسبوق وفي أماكن عديدة على مساحة سوريا..

المخططون والمنفذون، فشلوا في إخفاء اليأس الذي تصطبغ به هذه العمليات الرامية إلى تحقيق انتصارٍ ما على الجيش السوري المقدس..، كما فشلوا في إخفاء الهدف من هذه العمليات، وهو دعم الموقف التفاوضي للرئيس الأمريكي أوباما في اجتماعه المزمع مع الرئيس الروسي بوتين بشأن الوضع في سوريا..

هذا الاجتماع سبق للإعلام الصهيوأمريكي أن روّج أن موعده في الخامس والعشرين من شباط الماضي.. ولم يحصل..، ثم نشر خبر مفاده تحديد موعد آخر في الخامس من آذار الحالي، وقد آل مآل سابقه.. ليكشف هذا التسويف والتأجيل عن محاولات أمريكية لمنح الوقت للمجموعات الإرهابية لتغيير النتائج الميدانية على حماة الديار..، وها هو العالم بانتظار احتمال انعقاد اللقاء في الخامس عشر من آذار، ومن أجل الترويج لهذا الموعد على أنه جدّي هذه المرّة.. قام الإعلام الصهيوأمريكي بتسريب ما يفيد بأن اللقاء سوف يعقد في العاصمة الأيرلندية وليس في جنيف..

في الواقع.. ليس هناك ما يؤكد صحة أي موعد معلن في ظل استمرار نجاح الجيش السوري المقدس بتكبيد المجوعات والتنظيمات الإرهابية الوهابية الصهيونية خسائر كبيرة كل يوم، وبالتالي إفشال مخططات من يقودونهم ويمولونهم..

لذا.. يبدو أنه -على الإغلب- سوف يستمر التصعيد حتى نهاية آذار الحالي، ريثما يحصل اللقاء الذي لن تتمكن إدارة أوباما من الاستمرار طويلاً في تأجيله.. وإلى ذلك الحين، تأمل الولايات المتحدة وحلفها الوهابي الصهيوني أن يؤدي هذا التصعيد إلى الضغط على القيادة السورية إلى حدّ قد يفسح المجال لاستثمار قرارات جامعة الدول العربية وفرنسا وغيرهم بخصوص دعم الإرهابيين بالسلاح، وتوظيف عملائهم مما يسمى المعارضة الخارجية في إرباك التحركات الديبلوماسية السورية والروسية دولياً عبر تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى العميل معاذ الخطيب وجوقته السخيفة، وكذلك محاولة تشكيل حكومة منفى كانوا يأملون بتشكيلها في منطقة عازلة حاولوا كثيراً صنعها قرب الحدود التركية..

وكذلك.. لا يخفى أن الولايات المتحدة تحاول – دونما جهد – أن تستثمر الاندفاع اليائس من قبل عملائها حكام قطر وتركيا والسعودية، لتعزيز موقفها قبل أن تنطلق في عملية المفاوضات التي تخطط لخوضها، في وجه روسيا، على مساحة زمنية واسعة تضمن الحد الأعلى من المكاسب بأقل تكلفة ممكنة.. ففي حين أن الإدارة الأمريكية تعاني من ضغوطات الرأي الأمريكي إن هي جاهرت بتبنّيها للمنظمات الوهابية الإرهابية، فإن هؤلاء الحكام لا يجدون مناصاً من المجاهرة بدعمها وتسليحها بعدما بات انتصار سوريا وبالاً عليهم، ويهدد استمرار وجودهم.. لذا أعلنت الولايات المتحدة إدراج جبهة النصرة على قوائمها للمنظات الإرهابية، وبقيت على دعمها سراً، مباشرةً وعبر الحكام البائسين في قطر وتركيا والسعودية..

الحقيقة.. إن أقل ما سوف ينتج عن هذه (المطمطة) الأمريكية المدروسة، هو نسبة أعلى من الدمار في البنية الوطنية السورية.. تخريب أكثر في البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية السورية.. وقتلى وشهداء أكثر.. وبالتالي توسيع فرص نشر الإحباط في نفوس السوريين الذي يحيّرهم بطء عمليات الحسم العسكري.. فالمواطن العادي في سوريا يؤمن بقوة سوريا ويثق بحماة الديار ولا يشك بالقدرة على تحقيق النصر..، لكنه لا يتقبّل إيقاع التكتيك العسكري السوري الذي يتناغم مع القرار السياسي السوري الذي يحكمه إيقاع مجريات التنسيق السوري مع روسيا في السياسة الدولية.. ولا شك أن القيادة السورية تدرك هذا الأمر.. لكنها ومن منطلق الثقة بالنفس، والثقة بقدرتها على استعادة زمام المبادرة في الوقت المناسب لتعزيز معنويات المواطن السوري، فهي لا تحاول التبرير ولا تنشغل بالتأويل، خصوصاً في ظل مقتضيات سرّية العمل في إدارة المعركة في وجه الأعداء..

على العموم.. هذا السياق في الأحداث من حيث التصعيد الإرهابي وارتفاع وتيرة المواجهات على الأراضي السورية، هو أمر متوقعٌ استمراره في حال عدم قيام سوريا بمبادرة عسكرية مفاجئة على جبهة الجولان للضغط على الولايات المتحدة بتزامنٍ مع لقاء أوباما بوتين.. وأرجحية هذا الاحتمال كبيرة بدليل الخبر الذي تم تسريبه في بداية الشهر الحالي حول قيام سوريا باستهداف مرصد عسكري صهيوني في جبل الشيخ في مرتفعات الجولان المحتل، وقد انتشر هذا الخبر في ظل صمت لقيادات الكيان الصهيوني..

من المرجح أن هذا الخبر هو إنذار سوري يشير إلى نيّة سوريا استهداف الدفاعات الصهيونية في جبل الشيخ والجولان المحتل، الأمر الذي – إن حصل- يعني شل الدفاعات الإسرائيلية تماماً في حال نجاحه.. كما أن هذا الخبر يعني أن سوريا قد أعلنت استعدادها لخوض المعركة الحاسمة بما تملك من قدرات غير معلنة حتى الآن.. ومن المرجح كذلك أن تؤدي الضربة السورية للكيان الصهيوني، إلى عقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن يصدر عنه قرار دولي بوقف إطلاق النار والمباشرة في العمل على بلورة اتفاق تهدئة من نوعٍ ما بين سوريا والكيان الصهيوني لمنع اندلاع الحرب إقليمياً، والتي – إن اندلعت – ستؤدي حتماً إلى حرب عالمية كما تدلّ المعطيات الدولية..

في الواقع، تشير المعلومات إلى أن تمكّن سوريا من مباغتة الدفاعات الصهيونية في الجولان المحتل والتمكن من تدميرها سيؤدي حتماً إلى زعزعة قدرات العدو الصهيوني على المجابهة، خصوصاً في ظل وجود مفاعل ديمونة النووي في جنوب فلسطين المحتلة والذي يعتبر هدفاً في متناول الصواريخ السورية، وقنبلة يتسحيل تفكيكها، كما يبدو مستحيلاً حمايتها من هذه الصواريخ التي يجهل العدو الصهيوني قدراتها الحقيقية..

إن هجوماً سوريّاً كهذا، سوف يؤدي إلى فرض تغييرات في الأمر الواقع ستخفف من أعباء الضغوطات الصهيونية على الإدارة الأمريكية، التي بلغ الإعياء قد قدراتها الاقتصادية حد الإعلان عن أن حربها في العراق هي آخر حروبها.. ومن ناحية آخرى، سوف يساهم هذا الهجوم السوري بقوة في الإسراع بالوصول لاتفاقٍ ما في المفاوضات الأمريكية الروسية بخصوص الوضع في سوريا والمنطقة، الأمر الذي سوف يحقق توازناً مقبولاً في المصالح، ويبرّر اتفاقاً بين الطرفين الروسي والأمريكي وحلفيهما، دون أن يكون هناك رابح وآخر خاسر..

مما سبق يمكن افتراض أن هذا السيناريو هو أقرب الاحتمالات المتوقعة في سياق الردّ السوري على سياسات الحلف الصهيوأمريكي وعملائه الذين يقودون الجامعة العربية ومحاولاتها البائسة للفتك بسوريا.. ويمكن القول أن هذا السيناريو المفترض قد يكون الأوفر حظاً على مسار إنهاء الأزمة السورية، وتمكين القوى الوطنية السورية من تفعيل قدراتها على صنع مستقبل سوريا وتحجيم طموحات خصومها.. والقضاء على أوهام الراغبين بالوصول إلى السلطة بالتعاون مع أعداء الوطن..

ولأن ما يجري في سوريا اليوم وفي المنطقة عموماً هو جزء لا يتجزأ من انعكاسات كون سوريا في بؤرة الاهتمام الدولي والسياسة الدولية التي تؤسس للمئات القادمة من السنين.. تماماً كما كانت في بؤرة الاهتمام الدولي في مخططات التقسيم الاستعماري منذ مئات السنين إلى حين وضعت خرائط سايكس وشريكه بيكو، التي استغرقت قرناً كاملاً لتؤتي ثمارها في التفرقة الطائفية والعرقية والسياسية إعداداً إلى ما نحن عليه من حالٍ اليوم.. فإنه من العبث القول أن سوريا – كما أي دولة في العالم – تستطيع رسم سياساتها الداخلية بمعزل عن المؤثرات الخارجية.. أو رسم علاقاتها الإقليمية بمعزل عن متطلبات السياسات الدولية..، وحين نتحدث عن رفض التدخل الخارجي، فإننا نتحدث عن رفض الإملاءآت وفرض سياسة التبعية، ليقتصر التدخل الخارجي على التناغم في العلاقة مع القوى الخارجية دون السماح لها بالمساس بسيادة وطننا سوريا…

تحيا سوريا..

12/03/2013

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *