دِمَشْقُ … آهٍ لو يُجْدي الكَلام
الشاعر خالد اغبارية*
اللّيْلُ ازْدادَ سَواداً
على دِمَشْقَ الأمَوِيَّة
صَرَخاتٌ مُتَواصِلَة
تَشُقُّ قَوالِبَ لَيْلِ الْعُروبَة
تَدْعو لِلْيَقْظَة..
بِأَلْفِ قَصيدَة..
دُروبُها مُخَضَّبَةٌ بِالتَضحِيات
وَتَبْدو شَوارِعُها الجَريحَة
بِلَونِ الدَّم ..
وَيُصيحُ فيها الطّامعون .
وأَطفالُ دِمَشْقَ الحَزينَة
أَيُّ قيثارٍ ..
تَنْفَجِرُ أَنْغامُها..
يَنْتَظِرون…
وَهُم على شَظايا النِّسيان
يَتَرَنَّحون …
وفي صِقاعِ الشَّام
بِلا أَيِّ ذَنْبٍ يُقْتَلون ؟
وَدِمَشْقُ تَسْأَلُني ..
عن صَمْتٍ يُلْجِمُ العَرَبَ والْمُروءَة
في انْتِظارِ مُعْتَصِمٍ أَعْياهُ الأَنين
ومِن جَديد ..
تَنزِلُ القَوافي عَن خُيولِ الخُذلان
فَآهٍ لَو يُجْدي الكَلام..
يا دِمَشْقُ الخَير..
ما يُشْجيكِ يُشْجيني
وَسِياطُ البَغْيِ ..
لا تَزالُ في الأُمَوِيِّ تَكويني
وَخُيولُ البَغَيِ ..
على المَدائنِ والقُرى تَغْزوني
لَمْ يَبْقَ فيكِ ..
غَيرُ شوارعٍ مُخَضَّبَةٍ بالدَّم
والمَآذنُ على شِفاهِها..
نَشيدٌ حَزين..
وفي الكَنائِسِ..
تَراتيلٌ غاضِبَة..
وأَحْلامٌ تائِهَة..
وَمَواكبُ قَصائِد..
لِجُرْحِ الْحَضارَة
تَطْلُبُ ضَمّادَة
24 أيلول 2013
* شاعر من أم الفحم – فلسطين المحتلة